ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أمر بنشر 2000 عنصر من الحرس الوطني في المدينة دون تنسيق مع سلطات الولاية، المحتجين بأنهم “عصابات تمرّد”، في سابقة لم تحدث منذ عام 1965 من حيث نشر قوات دون طلب من حاكم الولاية.
وقال ترامب، عبر منصته “تروث سوشيال”، إنه “وجّه وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، ووزير الدفاع بيت هيغسث، والنائب العام بام بوندي، لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين ووضع حد لهذه الفوضى”. وأضاف: “سيُعاد فرض النظام، وسيُطرد غير الشرعيين، وستتحرر لوس أنجلوس”.
اشتباكات واعتقالات وإطلاق غاز
انطلقت الاحتجاجات بعد ظهر الأحد، حين أغلق المئات من المتظاهرين طريق 101 السريع في وسط المدينة، ما دفع شرطة لوس أنجلوس إلى إطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم، وتمت استعادة السيطرة على الطريق بحلول الخامسة مساءً.
وفي موقع آخر قرب مركز الاحتجاز الفيدرالي في شارع ألاميدا، أعلنت الشرطة أن التجمّع غير قانوني، وأطلقت أوامر تفريق، تلتها اعتقالات واسعة. وكتبت شرطة لوس أنجلوس على منصة “إكس”:
“تم إعلان أن التجمّع في منطقة ألاميدا بين شارعي 2 و أليسو غير قانوني، وتم إصدار أمر بالتفريق. عمليات الاعتقال جارية”.
وبحسب تقارير إعلامية، استخدمت الشرطة قنابل صوتية ودفعت المتظاهرين بعنف، فيما أكد شهود أن بعضهم تعرّض للضرب.
اتهامات بالفوضى وتحذيرات من التصعيد
رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، وصفت قرار ترامب بإرسال الحرس الوطني بأنه “تصعيد غير مبرر”، مؤكدة في مؤتمر صحافي أن “الاحتجاج السلمي حق دستوري، لكن التخريب والعنف لن يُسمح بهما”.
وأضافت على منصة “إكس”: “سنحمي دائمًا حق سكان لوس أنجلوس في التظاهر السلمي، لكن من يخرب أو يلجأ إلى العنف سيُحاسب”.
في السياق نفسه، اعتبر حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، أن نشر القوات العسكرية في المدينة هو “اختلاق لأزمة وهمية”. ووجّه رسالة إلى وزير الدفاع الأمريكي طالبًا فيها بسحب القرار فورًا.
وفي تحرك غير معتاد، أصدر جميع حكام الولايات الديمقراطية الـ23 بيانًا موحدًا، أدانوا فيه قرار ترامب باستخدام قانون نادر الاستخدام لتفويض الحرس الوطني دون التنسيق مع سلطات الولاية، معتبرين الخطوة “تصعيدية وغير ضرورية”.
الشارع يشتعل: سيارات مشتعلة ورسائل مناهضة لسلطات الهجرة
وتحول الغضب الشعبي إلى أعمال تخريب، حيث أُضرمت النيران في ثلاث مركبات ذاتية القيادة تابعة لشركة “وايمو” وسط المدينة، وُكتبت شعارات مناهضة لوكالة الهجرة والجمارك (ICE) على السيارات.