الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل تعلن رسميا الموافقة على وقف إطلاق النار مع إيران
تغيير حجم الخط     

إسرائيل تعلن رسميا الموافقة على وقف إطلاق النار مع إيران

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء يونيو 24, 2025 8:20 am

3.jpg
 
القدس: أعلنت إسرائيل الثلاثاء، موافقتها على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران بعد 12 يوما من الحرب بين العدوين اللدودين.

وقالت الحكومة الإسرائيلية في بيان: “عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء أمس (الاثنين) اجتماعا للكابينيت لإبلاغهم بأن إسرائيل حققت كل أهدافها في عملية الأسد الصاعد بل تجاوزتها”.

وبحسب بيان الحكومة، فإن الدولة العبرية أزالت في حربها مع إيران “التهديد الوجودي المزدوج” المتمثل بالبرنامج النووي والصواريخ البالستية الإيرانية. وأكد البيان موافقة إسرائيل على اقتراح الرئيس الأمريكي بوقف إطلاق النار، لكنها حذرت من أنها “سترد بقوة” على أي خرق للاتفاق.

من جهته، أكد نتنياهو في بيان نشره مكتبه اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل وافقت على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار مع إيران بعد أن حققت هدفها بإزالة التهديد النووي والصاروخي الإيراني.

وجاء في البيان “تشكر إسرائيل الرئيس ترامب والولايات المتحدة على دعمهما في الدفاع ومشاركتهما في القضاء على التهديد النووي الإيراني”.

وأضاف نتنياهو في البيان: “في ضوء تحقيق أهداف العملية، وبالتنسيق الكامل مع الرئيس ترامب، وافقت إسرائيل على اقتراح الرئيس بوقف متبادل لإطلاق النار”.

وأكد نتنياهو، الذي سيلقي بيانا في وقت لاحق من اليوم، أن إسرائيل سترد بقوة على أي انتهاك لوقف إطلاق النار.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال اليوم الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران “دخل حيز التنفيذ الآن”، ودعا الجانبين إلى عدم انتهاكه.

وذكر ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال أن “وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن، الرجاء عدم انتهاكه!”.

ليبرمان: وقف النار مع إيران دون اتفاق قاطع سيقودنا لحرب جديدة بعد سنتين وفي شروط أسوأ

وبعدما سرت أنباء عن وقف غير متزامن للنار بموجبه توقف طهران صواريخها في السابعة مساء بتوقيتها، وإسرائيل توقف هجماتها في السابعة مساء أي بفارق 12 ساعة، أعلن الرئيس الأمريكي عند الساعة الثامنة بتوقيت القدس صباح اليوم الثلاثاء عن وقف حرب الاثني عشر يوما، ودخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ داعيا الأطراف لعدم انتهاكه.

وتفيد تقارير إسرائيلية أيضا أن الدوحة شاركت واشنطن مساعي وقف النار تخللتها مكالمة بين ترامب وأمير قطر في الليلة الفائتة، وأن استداف قاعدة العديد أيضا جاء قبل ذلك كجزء من عملية إنهاء الحرب. وقبل إعلان ترامب عن وقف النار بدقائق، نجحت طهران بحيازة صورة كانت تبحث عنها في المعركة على الوعي، باستهداف مدينة بئر السبع، وقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين وإلحاق دمار واسع جدا في حي سكني كامل.

وكانت المعركة على وعي الجماهير قد اندلعت بين إسرائيل وإيران منذ اليوم الأول، بموازاة المواجهة العسكرية وتراشق النار، وفيها سعى كل طرف لقول “الكلمة الأخيرة”. هكذا تميزت نهايات الحروب الإسرائيلية الأخيرة خاصة منذ حرب لبنان عام 2006 نظرا لازدياد حساسية وأهمية المعركة على الوعي والرواية، نتيجة تحول الجبهة الداخلية بدلا من الحدود إلى ساحة القتال المركزية، ونظرا للثورة المعلوماتية الرقمية التي جعلت أحداث الحرب تبث مباشرة بكل ما في ذلك من مفاعيل على الوعي وعلى الصورة، خاصة أن الهواتف المحمولة موجودة بيد كل شخص، ومنتديات التواصل الاجتماعي تجاوزت الإعلام التقليدي وعطلّت الرقابة العسكرية.

وفي حرب لبنان الثانية عام 2006، أمر وزير الأمن الإسرائيلي عمير بيرتس جنودا إسرائيليين باعتلاء سقف بيت في بلدة بنت جبيل ورفع علم إسرائيلي ضمن السعي المحموم للظفر بصورة انتصار عوضا عن نصر مأمول مفقود. وتكررت مساعي “صورة انتصار” في حروب إسرائيل على غزة منذ 2007 مما يعكس حقيقة قوة إسرائيل مقابل جيوش نظامية وغير نظامية، وقدرتها على حسم المعركة دون الاتكاء على مساعدة أمريكية عسكرية هجومية مباشرة لا دفاعية فحسب.
صورة الخراب في بئر السبع

صورة الخراب في بئر السبع قبيل صافرة الإنهاء في هذه المنازلة المباشرة بين إيران وإسرائيل، دفعت وزير الأمن الأسبق رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان للقول إنه “على خلفية المكاسب العسكرية المدهشة للجيش والموساد في الحرب مقابل إيران، فإن لحن الإنهاء جاء مريرا صادما جدا”.

وفي إشارة للضربة الإيرانية على بئر السبع والتي أسفرت عن 4 قتلى و22 جريحا، قال ليبرمان في تغريدة على “إكس” إنه بدلا من “استسلام غير مشروط” يدخل العالم مفاوضات صعبة ومتعبة، فيما لا ينوي النظام الإيراني الحاكم التنازل عن تخصيب اليورانيوم على أراضيه، ولا وقف تصنيع الصواريخ الباليستية، ولا وقف دعم الإرهاب في المنطقة والعالم”. وأشار ليبرمان المعروف بخصومته السياسية والشخصية مع نتنياهو، إلى تحذيره في بداية الحرب من عدم وجود أمر أخطر من إبقاء الأسد جريحا. وخلص للقول: “إن وقف النار دون اتفاق واضح وقاطع سيقودنا بالتأكيد إلى حرب جديدة بعد سنتين- ثلاث سنوات وفي شروط أسوأ”.
صباح طعمه مرير

وتقاطع وزير المالية المستوطن المتشدّد بتسلئيل سموتريتش مع ليبرمان بقوله في تغريدة، إنه “لا شك أن هذا الصباح يترك طعما مرّا، ولكننا بحمد الله حققنا انتصارا تاريخيا على إيران، فقد أزلنا تهديدا فوريا وجوديا، وقد مسسنا بالنظام الحاكم ودمرنا عشرات الأهداف في طهران. والآن بكل القوة، فلنتجه إلى غزة لاستكمال المهمة وتدمير حماس واستعادة مخطوفينا”.

وحتى كتابة هذه السطور، لم يعلق أي مسؤول إسرائيلي رسمي على اتفاق وقف النار أو على انتقادات كانتقادات ليبرمان وتساؤلات إسرائيلية متزايدة حول أسئلة كثيرة منها ماذا ستفعل إسرائيل الآن في ظل صورة قاتمة من بئر السبع، وإعلان ترامب عن دخول وقف النار الآن حيز التنفيذ، ودعوته لاحترام الاتفاق. والأهم ماذا حققت إسرائيل من أهدافها المعلنة: من تدمير المشروع النووي الإيراني (واحتفاظ طهران بالبرنامج النووي من ناحية اليورانيوم المخصب والمعرفة العلمية، حتى لو تم فعلا تدمير كل المنشآت النووية) وتدمير مشروع الصواريخ البالستية ومنع إيران من دعم الإرهاب وإسقاط النظام الحاكم.

وفي الصورة الأوسع، هناك تساؤلات كثيرة تنتظر أجوبتها مثل ما الذي لم يكشف عنه بعد في كواليس اتفاق وقف النار بين إسرائيل وإيران؟ هل تحترمه إسرائيل لاحقا؟ ما مصير وإحداثيات المفاوضات الأمريكية الإيرانية؟ كيف سيؤثر وقف الحرب مع إيران على الحرب ضد غزة وعلى القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى مخططات استكمال التطبيع؟ كذلك، كيف ستؤثر هذه الحرب مع إيران على مستقبل السجالات الإسرائيلية الداخلية وعلى مستقبل نتنياهو السياسي؟ وهل سيتذكر الإسرائيليون السابع من أكتوبر 2023 أكثر من الثاني عشر من حزيران 2025؟

(وكالات)
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار