واشنطن- خاص بـ”رأي اليوم”:
الانطباع يتراكم وسط خلية النشاط الأوروبية التي تتفاعل مع الأمريكيين بخصوص الملف السوري تحديدا هذه الأيام أن الحاجة تبدو ملحة لترسيم مسافة فاصلة ما بين طموحات بنيامين نتنياهو وطاقمه اليميني المتطرف في السيطرة على محاور مهمة من الأراضي السورية أمنيا.
وما بين أجندة وطموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذات البعد السياسي والاقتصادي ايضا في الداخل السوري.
العقدة التي يتداولها دبلوماسيون أوروبيون هي تلك التي تشير إلى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق مشروع التطبيع الابراهيمي في مرحلته الثانية تصطدم بعدة عثرات قد يكون اهمها الجزء السوري في ترتيبات ترامب والتي تنص على أن تبدأ المرحلة التالية من التطبيع الابراهيمي بتوقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والادارة السورية الجديدة بالتزامن طبعا مع برنامج”سوريا- لبنان أولا” على أن تلتحق دول أخرى لاحقا بينها ماليزيا والسعودية واندونيسيا.
طبعا يتردد في واشنطن أن عدة معيقات فرضت ذاتها أمام خطة الرئيس ترامب وأهمها إكمال المفاوضات مع إيران ووقف الحرب على غزة ثم توفير آليات تسمح باتفاق سلام بين تل أبيب وسورية الجديدة خلافا لمساعدة نتنياهو وإنقاذه من سلسلة محاكمات داخلية يتعرض لها.
ad
البداية هي الأصعب من وجهة نظر مسؤولين ألمانيين تحديدا يقدرون بأن انجاز اتفاقية سلام بين إسرائيل والحكم السوري الجديد يحتاج مباركة الرئيس التركي آردوغان.
والحصول على تلك المباركة مرهون بتحقيق لمصالح التركية الأساسية حيث لا تبدو أنقرة مستعدة للتخلي عن أي مساحة من نفوذها وسط اللاعبين السوريين مقابل أي صفقة سلام لا تضمن مصالحها الأساسية، الأمر الذي يبرر وجود المخابرات التركية بنشاط فعال لكل معادلات الإدارة السورية.
الخلية الأوروبية التي تُتابع المسار وخطة ترامب لا تتحدث فقط عن وقف إطلاق النار في غزة لكن عن تراجع أي سيناريوهات “تهجيرية” ايضا والحرص على مصالحة براغماتية يتخلّلها التفاهم على تقاسم النفوذ بين الرئيس أردوغان ونتنياهو وطاقمه في الداخل السوري علما أن أنقرة تظهرمرونة إزاء تفاهمات لكن على أساس نفوذها الأكبر في مجمل عملية إعادة بناء سورية.
ad
موقف أردوغان من توقيع إتفاقية سلام بين سورية وإسرائيل لم يظهر أو يتضح بعد والقناعة التركية هي تلك التي تقول بأن الرئيس ترامب يراهن على “صمت الرئيس الانتقالي أحمد الشرع” فقط وإيماءة منه لا تعترض عندما قابله بالسعودية وأبلغه بأنه يريد سلاما بينه وبين إسرائيل.
الوساطة التركية تقول إن صمت أحمد الشرع في تلك الملاحظة لا يعني المُوافقة.