الوثيقة | مشاهدة الموضوع - حبل مشدود” بين بغداد ودمشق.. السوداني يناور النفوذ الإيراني والمجهر التركي
تغيير حجم الخط     

حبل مشدود” بين بغداد ودمشق.. السوداني يناور النفوذ الإيراني والمجهر التركي

القسم الاخباري

مشاركة » السبت يوليو 05, 2025 11:28 am

4.png
 
خلص موقع “أمواج” البريطاني الى ان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يسير على نهج دقيق فيما يتعلق بمستقبل العلاقات مع النظام السوري الجديد، لكنه يواجه تحديات رؤية كل من أنقرة وطهران لكيفية تطور العلاقات العراقية-السورية، ومصالح كل منهما حولها.

وبحسب تقرير للموقع البريطاني، فإن السوداني يتبنى نهجا اكثر دقة من خلال تحديه غضب الاحزاب الشيعية التي اوصلته الى السلطة، ومن خلال استجابته لدعوات التقارب من جانب دول الخليج وتركيا، مضيفا انه بينما يلفت السوداني الى هدفه المتمثل في تعزيز ثقل العراق في الدبلوماسية الاقليمية، الا ان من المرجح ان رئيس الوزراء العراقي يسعى الى تقريب الحكومة العراقية من نقاط الالتقاء حول سوريا، حيث تجتمع مصالح دول الخليج وايران وتركيا.

ونبه التقرير، إلى إدراك متزايد في طهران بأن “دفن الخلافات بحذر مع حكومة (الرئيس السوري احمد الشرع) قد يعزز موقف ايران الاقليمي المحاصر”، مضيفا انه بالنظر الى استمرار نفوذ ايران في السياسة العراقية، فان كل هذا يمنح السوداني مساحة للمناورة على الصعيدين المحلي والدبلوماسي، وان كان ذلك في بيئة غير مستقرة”.

وفي الوقت نفسه، نقل التقرير عن مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية العراقية قوله ان انقرة تعتبر ان العلاقات الودية بين دمشق وبغداد بمثابة هدف استراتيجي رئيسي، الا ان تركيا تشدد على ضرورة الابقاء على اشرافها المباشر على هذه العملية الدقيقة.

ولفت التقرير الى انه من المعتقد ان هذا الاصرار التركي المفترض سببه ان انقرة متخوفة من العلاقات الوثيقة بين عناصر من وحدات الحشد الشعبي والفصائل المحلية التابعة لحزب العمال الكوردستاني في شمال غرب العراق.

ووفق التقرير، فانه في ظل سعي تركيا لدفع بغداد من اجل تطبيع العلاقات مع دمشق، فإن صناع القرار في انقرة قلقون من افتقار السوداني الى الثقل السياسي الداخلي اللازم لكي يمضي قدما في هذا الاتجاه، مستشهدا في هذا الاطار بتعثر دعوة السوداني للشرع للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في بغداد مؤخرا.

وبعدما اعتبر التقرير، أن السوداني لم يتراجع، قال انه برغم المبادرات التي قام بها والتي لاقت ترحيبا واسعا من داعمي الشرع في انقرة وعواصم الخليج، الا ان عجز رئيس الوزراء العراقي عن التغلب على الاعتراضات الداخلية، قد الحق الضرر بسمعته في المنطقة.

وتابع ان هذا التواصل دفع بعض المحللين إلى القول ان سياسة الحكومة العراقية تجاه سوريا قد فاقمت الفجوة المتنامية بين السوداني وكبار الشخصيات في الاطار التنسيقي.

لكن التقرير، نقل عن المصدر الدبلوماسي في وزارة الخارجية العراقية، قوله ان هذه المزاعم مبالغ فيها، مضيفا ان الشخصيات السياسية الشيعية والجماعات المسلحة المتحالفة معها، تعمد الى التلويح بسيفها في سوريا بهدف تحقيق مكاسب انتخابية، او من اجل تجنب الظهور تناقضاتها سياسيا، مذكرا بان المسؤولين الايرانيين يشجعون فصائل معينة داخل الاطار التنسيقي على دعم جهود السوداني للانخراط مع دمشق.

وذكر التقرير ان مثل هذه التوجهات الدبلوماسية الايرانية تظهر ايضا للقوى الاقليمية المتنافسة بان طهران تمتلك القدرة على العمل كطرف محايد وبناء في الديناميكية الاقليمية، مضيفا ان نجاح هذه السياسة، وتقليص حدة التوترات، قد يجني لطهران مكاسب عديدة، من بينها الحصول على موافقة دول الخليج وتركيا على استخدام العراق كقناة لعلاقات اقتصادية غير مباشرة مع سوريا.

وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير ان التنافس الواضح بين تركيا وايران، يؤدي الى تعقيد اي تنسيق اقليمي حول سوريا، فيما يقع العراق في وسط ذلك، لكن التقرير نبه الى ظاهرة التحول في الانخراط الدبلوماسي الاقليمي لطهران، موضحا انه في ظل تزايد تراجع نفوذ إيران الاقليمي، فقد اضطر صناع القرار الايرانيون الى إعادة صياغة استراتيجيتهم الدبلوماسية، بما يعنيه ذلك من تركيز أكبر على الحفاظ على نفوذهم الكبير في الشؤون السياسية والاقتصادية في العراق، وفي الوقت نفسه، إظهار استعدادهم للتعاون مع القوى الإقليمية الأخرى في الشؤون العراقية.

وبعدما لفت التقرير، إلى قرار الولايات المتحدة ثم الاتحاد الاوروبي رفع العقوبات عن سوريا، قال انه “يبدو ان سوريا في طريقها لبدء فصل جديد في حياتها، وفي علاقاتها الاقليمية”.

وخلص التقرير البريطاني، إلى القول انه برغم ذلك، فان دور بغداد في هذا المستقبل ليس مضمونا بشكل تام، على الرغم من انه في الوقت الحالي، تظهر سياسة السوداني تجاه سوريا، كأنها تحررت جزئيا من قبضة التدخلات الإيرانية، مردفاً: “السوداني مضطر الى الاخذ بالاعتبار التوجهات المتعددة من جانب القوى الاقليمية، في حين ان لكل مسار مخاطره الخاصة”.

وختم التقرير، بالإشارة إلى أن “كيفية تعامل السوداني مع هذا المشهد ستعتمد بشكل جزئي على الحوافز الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي قد تقدمها الاطراف الفاعلة اقليميا ودوليا، والتي من المرجح ان يقوده طريقها الى دمشق”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار