صنعاء- “القدس العربي”: أعلنت حركة «أنصار الله» (الحوثيون) في اليمن، مساء الثلاثاء، تنفيذ خمس عمليات عسكرية نوعية استهدفت مبنى هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، ومحطة كهرباء، ومطار بن غوريون، وميناء أسدود، إضافة إلى سفينة في شمال البحر الأحمر، باستخدام طائرات مسيّرة وصاروخ مجنح.
وتأتي هذه العمليات غداة تشييع الحوثيين لضحايا الغارات الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعاً لحكومتهم، الخميس الماضي في صنعاء.
وأوضح المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان، أن «سلاح الجو المسيّر نفذ أربع عمليات بأربع طائرات مسيّرة؛ استهدفت الأولى مبنى هيئة الأركان التابعة للعدو الإسرائيلي في يافا بطائرة من نوع (صماد-4)، فيما استهدفت العمليات الثلاث الأخرى محطة كهرباء الخضيرة، ومطار اللد، وميناء أسدود». وأكد أن «جميع العمليات أصابت أهدافها بنجاح».
وأضاف أن «عملية خامسة مشتركة بين سلاح الجو المسيّر والقوة الصاروخية استهدفت السفينة (MSC ABY) شمالي البحر الأحمر، لانتهاكها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة وارتباطها بالعدو الإسرائيلي، وذلك باستخدام طائرتين مسيّرتين وصاروخ مجنح»، مشيراً إلى أن السفينة «أصيبت بشكل مباشر».
وأشار سريع إلى أن هذه العمليات تأتي «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق قطاع غزة»، مؤكداً «الاستمرار في إسناد القطاع حتى وقف العدوان ورفع الحصار».
وبينما لم يربط البيان بشكل مباشر بين هذه العمليات والغارات الإسرائيلية على صنعاء التي أسفرت عن مقتل 12 مسؤولاً في حكومة الحوثيين، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، الثلاثاء، اعتراض طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن قبل دخولها المجال الجوي، فيما تحدثت إذاعة جيش الاحتلال عن إطلاق صاروخين باليستيين فجراً من اليمن دون تفعيل صفارات الإنذار. كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية باعتراض مسيّرة قبالة شواطئ يافا.
وكانت «أنصار الله» أعلنت، الاثنين، استهداف السفينة النفطية الإسرائيلية (سكارليت ري) شمالي البحر الأحمر بصاروخ باليستي. أما الهجوم الإسرائيلي على صنعاء، الخميس، فكان الخامس عشر على اليمن، وأسفر عن اغتيال رئيس الحكومة أحمد الرهوي، وتسعة وزراء، ومسؤولين اثنين في مكتب رئاسة الوزراء، في ضربة وصفتها الحركة بـ«غير المسبوقة»، وتوعدت بالرد عليها. وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط: «ثأرنا لا يُبات، وتنتظركم أيام سوداوية».
وشيّعت الحركة، الاثنين، في صنعاء جثامين 12 من مسؤوليها، بحضور شعبي واسع.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن «أنصار الله» هجمات متواصلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، كما تستهدف منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه سفناً مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، في إطار ما تعتبره «تضامناً مع غزة». ورداً على ذلك، شنت إسرائيل منذ 20 يوليو/ تموز 2024 عدة غارات جوية على منشآت حيوية وبنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين باليمن، موقعة خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وفي مايو/ أيار الماضي، أعلنت الجماعة فرض حظر جوي على إسرائيل، أعقبه إعلان حصار بحري على ميناء حيفا، فيما نجحت صواريخها الفرط صوتية في الوصول إلى محيط مطار بن غوريون. كما تسبب استهداف ميناء إيلات الإسرائيلي في خسائر كبيرة انتهت بإغلاقه.
وفي المقابل، وافق الحوثيون في السادس من مايو على وقف استهداف السفن الأمريكية في البحر الأحمر، بعد وساطة عُمانية قادت إلى تفاهم مع واشنطن. وفي 22 أغسطس/ آب، أقرّ جيش الاحتلال باستخدام الحوثيين صواريخ انشطارية لأول مرة ضد إسرائيل، وهو ما أكده زعيم الحركة في خطاب لاحق.
وأكدت «أنصار الله» أن موقفها المساند لغزة «ينسجم مع القانون الدولي»، معتبرة أن «عجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية في القطاع، فرض على اليمن هذا الموقف الأخلاقي والإنساني والديني». كما شددت على أن «العدوان الصهيوني على اليمن لن يمر دون رد»، مشيرة إلى أن ذلك «حق كفلته القوانين الدولية».
وجاء ذلك أيضاً في رسالة احتجاج وجهها نائب وزير خارجية حكومة الحوثيين، عبد الواحد أبو رأس، إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وصف فيها اغتيال رئيس وأعضاء حكومة صنعاء بأنه «جريمة مكتملة الأركان وانتهاك سافر لسيادة اليمن والقانون الدولي».
من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في رسالة تعزية نشرها على منصة «إكس»، اغتيال قادة الحوثيين بأنه «جريمة شنيعة وغير مسبوقة»، محملاً الأمم المتحدة مسؤولية «تقاعسها أمام الانتهاكات الإسرائيلية» التي قال إنها «شوّهت مصداقية القانون الدولي». وأكد أن «الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني لن تنال من إرادة الشعب اليمني في الدفاع عن كرامته ودعمه لفلسطين».