الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ما الذي تخشاه تركيا للمُسارعة إلى بناء الملاجئ في جميع ولاياتها وما هي مُواصفاتها؟.. وماذا عن تسلّم الجيش التركي “القبّة الفولاذية” وتأكيد أردوغان على عدم “يأسه”؟.. وأين حُكومات العرب من هذه الاستعدادات؟
تغيير حجم الخط     

ما الذي تخشاه تركيا للمُسارعة إلى بناء الملاجئ في جميع ولاياتها وما هي مُواصفاتها؟.. وماذا عن تسلّم الجيش التركي “القبّة الفولاذية” وتأكيد أردوغان على عدم “يأسه”؟.. وأين حُكومات العرب من هذه الاستعدادات؟

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة سبتمبر 05, 2025 1:00 am

5.jpg
 
عمان – “رأي اليوم” – خالد الجيوسي:
تساؤلاتٌ كبيرة مطروحة، حول الأسباب التي دفعت تركيا البدء في إنشاء ملاجئ في جميع ولاياتها، بل وتكليف شركة “توكي” الحكومية بذلك، ما يعني أن الحاجة لها ليست فقط في إطار تحذيرات التقارير الاستخبارية، ويجب أن تكون على أرض الواقع.
ad
يقول الإعلام التركي الحكومي، إن إنشاء هذه الملاجئ، جاء تحضيرًا لحرب مُحتملة، مع إسرائيل، لكن هذا الاحتمال، يُضاف إليه أيضًا مخاوف تركيا من اندلاع حرب إقليمية، وعالمية، خاصّة أن ثمّة تقارير تأتي من دول أوروبية، تقول إن حكومات مثل الحكومة الفرنسية بدأت بالفعل تحضير مستشفياتها، لحرب كبيرة قد تندلع مُنتصف العام المُقبل.
ad
قناة “NTV” التركية، كانت أكدت نهاية الشهر الماضي، أن الحكومة أقرت خطة لإنشاء ملاجئ في جميع الولايات، وتكليف شركة “توكي” الحكومية بذلك، مع بدء التنفيذ في أنقرة، بعد دراسة أكدت نقص الملاجئ.
هذا التوجّه التركي جاء بعد بعد توصيات تقرير أعدته “الأكاديمية الوطنية للاستخبارات”، بإنشاء ملاجئ مدنية، ويأتي ضمن التطوّر التركي ببناء قوتها الهجومية (مسيرات، صواريخ، صناعة دفاعية).
وكان أوصى التقرير الذي جاء بعنوان “حرب الإثني عشر يوما والدروس المستفادة لتركيا” للاستفادة من الصراع الذي دار بين “إسرائيل وإيران”، بإنشاء أنظمة “إنذار مبكرة” للمدنيين، تحسبا للظروف الإقليمية غير المستقرة واستعدادا للسيناريوهات المحتملة في الفترة المقبلة.
وصادق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالفعل على مشروع لإنشاء ملاجئ متطورة في جميع الولايات التركية البالغ عددها 81 ولاية.
تخشى تركيا، وذهابها نحو تفعيل خطة بناء الملاجئ، من تجدّد الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، موقع “نتسيف” العبري قال إن تقديرات أنقرة لا تستبعد زيادة حدة المواجهة المحتملة بين الجبهتين الإسرائيلية والإيرانية، إذا ما قورنت بسابقتها، ووصلت التقديرات حدَّ التحذير من لجوء الخصمين إلى استخدام أسلحة غير تقليدية.
وبحسب ذات الموقع “نتسيف”، أبدى مسؤولون أتراك اهتماماً خاصاً بشبكة الملاجئ المتشعبة في المدن الإسرائيلية الكبرى، ونجاحها خلال المواجهة مع إيران في استيعاب المدنيين، وتمكينهم من العثور على مأوى أثناء الحرب.
لوائح الملاجئ” التركية، الصادرة العام 1987، تُلزم ببناء ملاجئ في المباني التي تتجاوز مساحتها حدًّا مُعيّنًا، إلا أن هذه القاعدة غالباً ما يتم إهمالها عملياً، حيث تُستخدم الملاجئ كمواقف للسيارات أو مخازن.
ومع ذلك، احتمال اندلاع حرب إسرائيلية- تركية، احتمال حاضر، على الأقل في الإعلام التركي الحكومي، وأنصار الحزب الحاكم “العدالة والتنمية”، على خلفية قرار حكومة أنقرة إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل بـ”الكامل”.
كما أعلنت السلطات التركية الأربعاء أنها منعت حفلًا للمغني الفرنسي إنريكو ماسياس كان من المقرر إقامته الجمعة في إسطنبول، عقب دعوات للاحتجاج ضد الفنان بسبب موقفه المؤيد لإسرائيل.
ويُواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في آخر تصريحاته، هُجومه الحاد على إسرائيل، وقال إنه لا يمكن البقاء متفرجين أمام ما يجري في فلسطين من جرائم يرتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بالطاغية.
وأكّد أردوغان “لسنا يائسين أو متشائمين، ولن نكون كذلك، ورغم ما تشهده منطقتنا من ظلم وغياب للعدالة، فإننا لن نسمح لليأس أبدًا بالسيطرة علينا”.
وبحسب تقارير محلية، فإن الملاجئ التي ستقوم تركيا ببنائها، ستكون صالحة للسكن لمدة 21 يومًا على الأقل، وستضمن متر مربع واحد من المساحة لكل شخص، وسيتم الانتهاء منها خلال 4 أشهر بمجرد بدء البناء.
وإلى جانب التحضير لبناء ملاجئ، كان حضر الرئيس أردوغان مراسم تسليم الدفعة الأولى من منظومة الدفاع الجوي “القبة الفولاذية” إلى الجيش التركي، وتشمل 47 مركبة مجهزة بنظامي حصار وسيبر، وهما أول نظامين صاروخيين قصيري وطويلي المدى تُنتجهما تركيا محليًا، بتكلفة 460 مليون دولار.
وكانت قد أعلنت تركيا أخيرًا عن مشروع ضخم بقيمة 1.5 مليار دولار، وُصف بأنه “أكبر استثمار في تاريخ الصناعة العسكرية التركية”، وهي قاعدة “أوغول بي” للتكنولوجيا، قاعدة عسكرية ضخمة تهدف إلى مضاعفة القدرة الإنتاجية لمكوّنات منظومة “القبة الفولاذية”.
ويُصنّف الجيش التركي ضمن أقوى الجيوش في العالم والشرق الأوسط، حيث احتل المرتبة 11 عالميًّا في عام 2023، ويأتي كثاني أكبر قوة عسكرية دائمة في حلف الناتو، حيث يعتمد ترتيب القوة العسكرية على عوامل مثل القدرات العسكرية والمالية واللوجستية والجغرافية، بالإضافة إلى حجم البلد وتقدمه التكنولوجي.
ومع هذه التحضيرات المُسبقة لحرب ما في المنطقة، تُطرح تساؤلات حول موقف الدولة العربية من هذه التحضيرات، وإذا كان لديها خطط قادرة على مواجهة حروب كبرى، وماذا تملك جيوشها من أسلحة متقدمة تُمكّنها من المُواجهة، وهل تملك ملاجئ مُحصّنة تستطيع حماية شعوبها فيها، وأين سيكون موقعها على الخريطة الجديدة بعد انتهاء غبار المعارك الكبرى المُفترضة والمُتوقّعة، وهل ستعتمد فقط على الحماية الأمريكية غير المضمونة في ظل تقلّبات سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “الجوزائية”، وصُعود دول عظمى أخرى إلى عرش العالم مثل الصين، وروسيا؟
ومع تصاعد التهديدات، عزّزت إسرائيل شبكتها الدفاعية ببناء غرف محصنة تُنجز خلال 3 إلى 6 أشهر بتكلفة تقارب 250 ألف شيكل (74 ألف دولار تقريباً) للغرفة المحصنة الواحدة.
واكتفت بعض الدول العربية مثل الكويت بتفعيل وزارة المالية في يونيو 2025 خطّة طوارئ لتجهيز ملاجئ في مجمع الوزارات لاستيعاب نحو 900 شخص، عقب الضربات الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية.
قطر، ورُغم اعتراضها لصواريخ إيرانية استهدفت قاعدة “العديد” الأميركية خلال التوترات الأخيرة في المنطقة، لم تُعلن حتى الآن عن خطوات لتعزيز البنية التحتية للملاجئ المدنية أو تفعيل منشآت حماية للسكان المدنيين.
وحدها سلطنة عُمان أعلنت خطط لبناء ثلاثة ملاجئ جديدة تحت إشراف مركز إدارة الطوارئ الوطني ووزارة التنمية الاجتماعية، لتأمين المتضررين من الكوارث، وفق صحيفة “ذا إيريبين ستوريز” المتخصصة في الشأن العُماني.
العناوين الاكثر قراءة







 

العودة إلى الاخبار