تضمنت مسودة البيان التي صدرت ونشرت نقلا عن إجتماعات وزراء الخارجية مساء الأحد في الدوحة قبيل إنعقاد القمة المقررة إشارات مبكرة على “تخفيض سقف” مقررات القمة قبل ساعات من إنعقادها بناء على التصورات والضمانات التي حصل عليها اللاعب القطري من واشنطن.
وبدلا من ترك “سقف” القمة للزعماء إستبدلت قطر لهجتها الحادة بالحديث عن “بيان سيصدر عن القمة” بإسم الدول العربية والإسلامية فيما إختفت في الوزاري التحضيري العبارة القطرية الشهيرة القائلة بأن” المنطقة سترد على إسرائيل”.
وبدا واضحا للمراقبين أن السقف ينخفض كلما إقترب الفرقاء من الإجتماع الرسمي حيث تولى وزراء الخارجية التنعيم والترتيب بعد تفاهمات كواليس مع الوزير القطري “العائد للتو من واشنطن” وبما يوحي ضمنا بأن قطر حصلت على صفقة مستقلة فردية مع ضمانات أمريكية بعدم تكرار ما حصل مقابل تخفيض سقف الإجتماع لا بل التحذير من طروحات إعتبرها الأمريكيون “تصعيدية ومتشددة” مثل عبارة”الدفاع العربي المشترك”.
ad
ملامح”الهندسة الأمريكية” ظهرت في إجتماع الوزاري التحضيري قبل يوم كامل من حضور الزعماء.
وفهمت الوفود التحضيرية بأن الجانب المضيف يريد مقترحات وقرارات وبيانات لا تخالف “الترتيب القطري” حيث ترغب الدوحة في الإستمرار بالوساطة أو أقنعها الأمريكيون بذلك وتسعى لتجنب التصعيد مما يدلل برأي الوفود المشاركة في إجتماعات التحضير على “تفاهمات ” حصلت في واشنطن جراء تدخلها المباشر مع القطري المضيف للقمة.
نشر مسودة بيان القمة وإن لا يعبر عن حقيقة ما أتفق عليه إلا أنه يعتبر خطوة متقدمة في إمتصاص ردود فعل الشارع العربي والإسلامي وخفض التوقعات بدلا من الإنتهاء ببيان أو إجراءات تؤدي إلى صدام مع الإدارة الأمريكية حيث لاحظ الوزراء العرب مبكرا بان رئيس الوزراء القطري تجنب أي إشارة في كل تصريحاته يمكن أن يفهم منها “إنتقاد”الإدارة الأمريكية ودورها في إقرار قرار إسرائيل بالضربة ضد الدوحة.
ad
لا بل على العكس تماما حرص القطريون على توجيه خطاب نقدي حاد ضد إسرائيل مع الإشادة بدور الرئيس دونالد ترامب.
وتلك الإشارات المبكرة في اللغة القطرية ساهمت في “برمجة” نتائج قمة الدوحة مسبقا أو ستفعل ذلك.
