الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نيويورك تايمز: تساهل ترامب مع نتنياهو يعني بطاقة مجانية لفعل ما يريد في غزة
تغيير حجم الخط     

نيويورك تايمز: تساهل ترامب مع نتنياهو يعني بطاقة مجانية لفعل ما يريد في غزة

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 17, 2025 10:00 am

6.jpg
 
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرًا أعده مايكل كراولي الذي رافق وزير الخارجية الأمريكي في رحلته إلى إسرائيل وقطر، قال فيه إن موقف الرئيس دونالد ترامب المتساهل يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطاقة مجانية للتصعيد في غزة. فقد اعتبر نتنياهو موقف ترامب، الذي لم يدعم العملية أو يحث على ضبط النفس، بأنه ضوء أخضر للمضي في تدمير غزة.

فعندما كانت إسرائيل تحضر، في أوائل عام 2024، لشن هجوم عسكري على مدينة رفح، المكتظة بالسكان، حاول مسؤولو إدارة بايدن تشكيل العملية، مهددين بمنع شحن الأسلحة الأمريكية ما لم تضع إسرائيل خطة “موثوقة وقابلة للتنفيذ” لحماية أرواح المدنيين.

الصحيفة: نظرًا للضغط الهائل الذي تُحدثه المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، فإن رئيسًا أمريكيًا فقط هو القادر على إبطاء نتنياهو

إلا أن الأمر يبدو مختلفًا في عهد ترامب، حيث بدأت إسرائيل هجومًا بريًا انتقاميًا ضد مدينة غزة المكتظة بالسكان، يوم الثلاثاء.

وفي حين حذرت العديد من الدول إسرائيل من الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، وخطر إطالة أمد الحرب في غزة، وقف ترامب في الغالب متفرجًا، ولم يحث إسرائيل على ضبط النفس، ولم يمنحها موافقته.
وخارج البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، قال إنه لم يناقش الأمر مع نتنياهو، وعندما سُئل عما إذا كان يؤيد الهجوم، قال الرئيس: “حسنًا، يجب أن أرى، لا أعرف الكثير عنه”.

وقد صوّر ترامب نفسه، في غالب الأحيان، بأنه صانع سلام، حيث دعا إلى وقف الحرب التي ستدخل عامها الثالث. وفي الوقت الذي أطلق فيه تصريحات علنية دعت إسرائيل لإنهاء الحرب، إلا أنه يبدو الآن راضيًا بالوقوف مكتوف الأيدي أمام الحرب المتصاعدة.

ونظرًا للضغط الهائل الذي تُحدثه المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، فإن رئيسًا أمريكيًا فقط هو القادر على إبطاء نتنياهو، وعليه، فتقاعس ترامب يعتبر تفويضًا مجانيًا لنتنياهو.

ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي في إسرائيل أثناء إدارة جورج دبليو بوش، دانيال سي. كيرتزر، قوله: “من الواضح أن ترامب يريد إنهاء الحرب وإعادة الأسرى، لكن يبدو أنه لا يملك إستراتيجية، ولا رغبة في الضغط على نتنياهو”،

مضيفًا بأن ترامب: “يهدد حماس، لكن نتنياهو يفسر هذه التهديدات على أنها ضوء أخضر للاستمرار. وبالتالي، فإن دبلوماسية ترامب تعمل ضد نفسها”. وقال كيرتزر: “على الرغم من ذلك، فإن ترامب في وضع أفضل من أي شخص آخر لإنهاء الحرب، إلا أنه بحاجة إلى فعل أكثر من مجرد الإدلاء بتصريحات علنية”.

وعليه لم تُقدّم زيارة روبيو إلى الشرق الأوسط، هذا الأسبوع، الكثير من الوضوح بشأن ما يأمل روبيو وترامب أن تفعله إسرائيل.
وقبيل مغادرته إلى إسرائيل، يوم السبت، استبعد روبيو مطالبة نتنياهو بإلغاء الهجوم القادم على مدينة غزة. وأشار، بدلًا من ذلك، إلى أن الولايات المتحدة ستستمع أكثر من التحدث، حيث قال: “نحن لا نتحدث عن ذلك، أو أي شيء من هذا القبيل، أعني، هذا بالتأكيد ليس ما سأقوله، نريد فقط أن نعرف ما سيحدث لاحقًا”.

ولم يُبدِ روبيو، في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نتنياهو يوم الإثنين، أي معارضة لأقوال رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنه يريد “هزيمة” حماس. وفي الوقت الذي أكد فيه روبيو على رغبة ترامب بتحقيق اتفاقية وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى المتبقين في غزة، إلا أنه حمّل “حماس” مسؤولية استمرار الحرب. كما لم يُشر إلى أنه يشارك قلق العديد من الحكومات العربية والإسلامية بأن عملية غزة قد تُنهي أي آمال متبقية في السلام، والحفاظ على حياة الأسرى.

وفي يوم الثلاثاء، قال روبيو إن “الوقت ينفد” من أجل تحقيق اتفاقية سلام، وهو ما فُهم على أنه إنذار نهائي لـ “حماس”. وأضاف: “في نقطة ما ستقرر إسرائيل، وهذه حربهم، كيف ستمضي، لأنهم هم الذين تعرضوا للهجوم في 7 تشرين الأول/أكتوبر”.

وكان ترامب قد أدلى، هذا العام، بتصريحات بدت وكأنها تحمّل نتنياهو مسؤولية استمرار الحرب، وتوقع منه إنهاء الصراع، حتى لو كان ذلك يعني محاولته إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي على تقديم تنازلات لـ”حماس”. ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة إسرائيلية، في آذار/مارس، قال مخاطبًا نتنياهو: “عليك إنهاء حربك. عليك إكمالها”.

ومع وصول الغضب الدولي إزاء سلوك إسرائيل في حرب غزة إلى ذروته، لم ينتقد ترامب إستراتيجية نتنياهو في غزة مؤخرًا. حتى أنه بدأ يلمح إلى أنه لا توجد إمكانية لتحقيق اتفاق مع “حماس”، أو أنه لم يكن ممكنًا على الإطلاق. وقال للصحافيين، في تموز/يوليو: “أعتقد أنهم يريدون الموت”.

وفي الشهر الماضي، تجاهل ترامب فكرة أن إسرائيل قد تحتل غزة بالكامل، في تحدٍ أكبر لمعظم الحكومات الغربية، قائلًا: “لا أستطيع الجزم بذلك، الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير”.

وتضيف الصحيفة أن ترامب قد يجد في تحدي نتنياهو له جانبًا سلبيًا، وبخاصة أن الكثير من الجمهوريين ينظرون إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي كبطل.

ولم يُغير موقف النائبة المقربة من ترامب مارجوري تايلور غرين، التي كانت أول جمهورية تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، من مواقف النواب الجمهوريين الداعمين لإسرائيل.

وفي ما يتعلق بغزة، فإن الخلاف الحقيقي الوحيد بين ترامب ونتنياهو حصل بسبب التقارير عن تجويع الأطفال الفلسطينيين.
وقد دفع ذلك ترامب إلى الإصرار، في نهاية تموز/يوليو، على أن تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، رافضًا مزاعم نتنياهو بأن تقارير الجوع مبالغ فيها، وأن “حماس” مسؤولة عن نقص الغذاء. ومع ذلك، لم يُدلِ ترامب بأي تعليقات تُذكر حول هذا الموضوع، في الأسابيع الأخيرة، حتى في الوقت الذي تصر فيه منظمات الإغاثة على أن الغذاء والدواء غير متوفرين بشكل كارثي.

ويرى كراولي أنه عند تقييم زيارة روبيو إلى إسرائيل، من المفيد مقارنتها بالزيارات التي قام بها وزير خارجية بايدن، أنتوني ج. بلينكن. وخلال تلك الزيارات المكوكية، دأب بلينكن على تحدي نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين بشأن المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. وقد رفض نتنياهو بشكل واضح الانضمام إلى بلينكن في المؤتمرات الصحافية كما فعل مع روبيو يوم الإثنين.

لم يُغير موقف النائبة المقربة من ترامب مارجوري تايلور غرين، التي كانت أول جمهورية تتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”، من مواقف النواب الجمهوريين الداعمين لتل أبيب

ولم يكن واضحًا أن روبيو كان مهتمًا بهذه القضايا، حتى لو كانت من أولوياته. ولم يلتقِ بمسؤولي السلطة الوطنية في رام الله، كما كان بلينكن يفعل أثناء زياراته المتكررة للمنطقة. وبالطبع لم تُثمر جهود إدارة بايدن في وقف الحرب في غزة، لكنها عبدت الطريق أمام وقف إطلاق النار الذي تحقق في المرحلة الانتقالية لإدارة ترامب.

ونقلت الصحيفة عن إيلان غولدنبرغ، الذي عمل مستشارًا في سياسة الشرق الأوسط في إدارتي باراك أوباما وبايدن: “في بداية إدارة ترامب، كان هناك أمل حقيقي في أنه سيستغل وقف إطلاق النار الذي تفاوض عليه هو وبايدن معًا ويستخدم نفوذه لإنهاء الحرب في غزة”. وأضاف غولدنبرغ، الذي يشغل الآن منصب نائب الرئيس الأول في منظمة “جيه ستريت” الليبرالية للدفاع عن إسرائيل في واشنطن: “للأسف، لم يحدث ذلك، بدلًا من ذلك، في كل خطوة على الطريق، منح نتنياهو شيكًا مفتوحًا”.

وقد يواجه نهج ترامب المتساهل تجاه إسرائيل اختبارًا جديدًا قريبًا، فستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها السنوي، الأسبوع المقبل، في مدينة نيويورك، ويؤكد عدد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين، بمن فيهم فرنسا وأستراليا وكندا وبريطانيا، أنهم سيعترفون بدولة فلسطينية.

ومع أن هذه الخطوة رمزية في المقام الأول، إلا أنها تُثير غضب إسرائيل، حيث يهدد قادة اليمين بالرد بضم أجزاء من الضفة الغربية. وقد يكون الضم كافيًا لتمزيق العلاقات التي أقامتها إسرائيل مع بعض جيرانها العرب الرئيسيين، في السنوات الأخيرة، والتي حافظت عليها رغم ضغوط الحرب في غزة. فخلال ولايته الأولى، توسط السيد ترامب في اتفاقيات أبراهام، وهي اتفاقية تُؤسس لعلاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان. وغالبًا ما يحتفي ترامب بالاتفاقات باعتبارها أحد أكثر إنجازاته فخرًا، حتى لو أثبتت الأحداث الأخيرة مبالغة ادعائه السابق بأنها جلبت “السلام” إلى الشرق الأوسط.

كان يأمل في توسيع الاتفاقيات لتشمل المزيد من الدول العربية، بما في ذلك الجائزة الكبرى: المملكة العربية السعودية. إلا أن الحرب في غزة أجّلت هذا الاحتمال إلى أجل غير مسمى، وسيكون من شبه المؤكد أنه مستحيل إذا ضمت إسرائيل جزءًا كبيرًا من الضفة الغربية أو كلها. وهذا يعني أن ترامب قد يضطر قريبًا إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الوقت قد حان لفرض بعض القيود على نتنياهو.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron