الوثيقة | مشاهدة الموضوع - سقوط مدينة الفاشر في قبضة “الدعم السريع” يهدّد بتقسيم جديد في السودان.. سيناريوهات خطيرة وحلول مُعقدة
تغيير حجم الخط     

سقوط مدينة الفاشر في قبضة “الدعم السريع” يهدّد بتقسيم جديد في السودان.. سيناريوهات خطيرة وحلول مُعقدة

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين أكتوبر 27, 2025 8:16 pm

2.jpg
 
بورت سودان-(أ ف ب) – أعلنت قوات الدعم السريع أنّها سيطرت على مدينة الفاشر في إقليم دارفور في السودان، الأمر الذي قال محللون إنّه قد يشكّل نقطة تحوّل في الحرب المستمرّة منذ عامين في البلاد، كما يثير مخاوف من تقسيم البلاد مجددا بعد عقد من استقلال جنوب السودان في العام 2011.

الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ نيسان/أبريل 2023، السيطرة الكاملة على المدينة بعد حصار استمر حوالى 18 شهرا.
وفي حال تأكدت السيطرة، تكون قوات الدعم السريع قد أحكمت قبضتها على كامل إقليم دارفور، حيث أنشأت إدارة موازية تتحدى سلطة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب العام 2021 والموجود في بورتسودان في شرق البلاد.
ومن شأن السيطرة على الفاشر أن تعني احتفاظ الجيش بالسيطرة على المناطق الممتدة عل طول نهر النيل والبحر الأحمر في شمال البلاد وشرقها ووسطها، بينما تهيمن قوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق محمد حمدان دقلو على دارفور وأجزاء من الجنوب.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وكانت آخر مدينة كبيرة في الإقليم الشاسع تحت سيطرة الجيش وحلفائه.

وقال ألان بوسويل مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، “هذه هي اللحظة التي يخشى كثيرون أن تؤدي إلى تقسيم واضح للسودان”.
وأضاف “سواء تحقق هذا السيناريو أو لا، فقد بات السودان بحكم المقسّم. وكلّما طال أمد هذه الحرب، من المرجّح أن يصبح هذا التقسيم أكثر رسوخا ومن الصعب الحؤول دونه”.
ومنذ حوالى عامين يشهد السودان حربا أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالى 12 مليونا.

وفي الأشهر الأخيرة كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها في دارفور وكردفان، بعدما أخرج الجيش مقاتليها من مدن رئيسية في وسط البلاد بينها الخرطوم في النصف الأول من العام الجاري.
وبينما تعرّضت الفاشر لهجمات متواصلة، صعّد الجيش غاراته الجوية على نيالا عاصمة جنوب دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث عمدت مؤخرا إلى تشكيل حكومتها الموازية.
وأفادت مجموعة لمراقبة الانتهاكات خلال الحرب، عن وقوع مجازر واسعة النطاق في كردفان الغنية بالنفط، بما في ذلك خلال هذا الأسبوع في بارا الواقعة شمال كردفان، بعدما أعلنت الدعم السريع استعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة عند تقاطع طرق بين الخرطوم ودارفور.
– شبح ماضي دارفور –
كذلك، أفادت مجموعات ناشطة عن “تطهير عرقي” في الفاشر، منذ أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المدينة، بينما حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من تزايد خطر “الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإتنية”.
وأعادت هذه الاتهامات والتحذيرات إحياء شبح العنف العرقي ضد مجموعات غير عربية في دارفور قبل عقدين.
كذلك، ذكّرت بالمجازر العرقية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الجنينة عاصمة غرب دارفور في العام 2023، والتي أسفرت عن مقتل حوالى 15 ألف مدني، معظمهم من المجموعات غير العربية.
ولا يزال حوالى 260 ألف مدني محاصرين في الفاشر، حيث يضطر العديد منهم إلى أكل علف الحيوانات من أجل البقاء على قيد الحياة.
وقامت قوات الدعم السريع ببناء ساتر ترابي يحيط بالمدينة ويعزلها عن المساعدات الإنسانية، كما يمنع كثيرين من الهروب.
وقال المحامي والمحلّل السوداني محمد النور المختص في مجال حقوق الإنسان، “بدأ الجحيم بالفعل”، مضيفا أنّ “هذا العنف متأصّل في جوهر الميليشيا”.
وانبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيات الجنجويد العربية التي استعانت بها الحكومة مطلع الألفية في عهد عمر البشير لسحق تمرّد لمجموعات عرقية غير عربية في دارفور، ما أدى إلى مقتل 300 ألف شخص تقريبا في ظل اتهامات بالإبادة.
ومنحها البشير طابعا رسميا مطلقا عليها اسم قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي كان تاجر إبل في السابق. ومع مرور الوقت، أصبحت المجموعة قوة شبه عسكرية نافذة، أثرتها تجارة الذهب السودانية، ودعمتها جهات خارجية أبرزها الإمارات.
وهذا الشهر، دانت المحكمة الجنائية الدولية قائدا في ميليشيا الجنجويد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب الأهلية التي شهدها إقليم دارفور قبل عشرين عاما.
ودين علي محمد علي عبد الرحمن المعروف باسم علي كوشيب بارتكاب جرائم عدة بينها الاغتصاب والقتل والتعذيب، وقعت في دارفور بين العامين 2003 و2004.
وأمل المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن يكون الحكم “تذكيرا جديدا لمرتكبي جرائم اليوم بأنه لا يمكن الإفلات من العقاب على الجرائم الجماعية المرتكبة ضد المدنيين”.
ويُتهم طرفا النزاع بارتكاب فظائع كثيرة.
– تدخل خارجي –
في وقت سابق من هذه السنة، أنشأت قوات الدعم السريع حكومة موازية في غرب السودان، في تحدٍّ للإدارة التي يقودها الجيش في الشرق على ساحل البحر الأحمر.
وقال كاميرون هدسون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره واشنطن، لوكالة فرانس برس، إنّ سيطرة هذه القوات في دارفور من شأنها أن تعزّز مزاعمها عن طابعها الشرعي كحكومة.
ومع حصول الجانبين على إمدادات جديدة وتشجيع من الداعمين الخارجيين، انهارت جهود السلام التي تقودها واشنطن والقوى الإقليمية.
وتلقت قوات الدعم السريع أسلحة ومسيّرات من الإمارات، بحسب تقارير الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه أبو ظبي.
من جانبه، حصل الجيش على دعم من مصر والسعودية وإيران وتركيا.
ورغم المحادثات التي جرت في واشنطن الأسبوع الماضي وشاركت فيها إلى جانب الولايات المتحدة، مصر والسعودية والإمارات، لم يتم تحقيق أي تقدم.
وقال بوسويل إن سقوط الفاشر سيمنح قوات الدعم السريع نفوذا أكبر في محادثات السلام. وأضاف “عسكريا، سيسمح لها أيضا بنشر مزيد من الموارد والمقاتلين على خطوط المواجهة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار