بغداد – ابتهال العربي
تشهد الساحة السياسية، حراكاً مكثفاً وغير مسبوق بين قوى الإطار التنسيقي، تستبق فيه المصادقة على أسماء المرشحين الفائزين في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، تمهيداً لرسم ملامح الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب، فيما أكد خبير قانوني، إن القانون الانتخابي يمنع بشكل صريح انتقال النواب الفائزين بين الكتل السياسية قبل اكتمال تشكيل الحكومة. وقال الخبير أحمد محمد العبادي في تصريح أمس إن (المادة 19 من قانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات رقم 12 لسنة 2018، نصّت على منع أي نائب أو حزب فائز من الانتقال إلى كتلة أخرى قبل إعلان الحكومة، وذلك للحد من التجاوزات والمساومات السياسية التي رافقت الدورات السابقة)، وأضاف إن (الهدف من المادة، هو غلق الباب أمام أي محاولات للتأثير على توزيع الكتل أو الضغط على الفائزين لتحقيق مكاسب شخصية)، وأشار إلى إن (المادة تحدد الكتلة الأكبر ولا تفرض على النواب الالتزام بالتصويت أو حضور الجلسات لصالح كتلهم، ما يضمن التوازن ويحد من التجاوزات في البرلمان الجديد). في غضون ذلك، أكد رئيس ائتلاف الإعمار والتنمية، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة بلغت أكثر من 56 بالمئة، وهو رقم لم يكن متوقعاً ويعدّ مؤشراً قوياً على عودة الثقة بين الشعب والعملية السياسية بعد سنوات من التراجع. وقال السوداني خلال استقباله عدد من المرشحين الفائزين ضمن الائتلاف، بحضور رئيس ائتلاف الوطني إياد علاوي ووزير العمل أحمد الأسدي وعدد من الوجهاء أمس إن (مشروع الإعمار والتنمية ماضٍ في نهجه الإصلاحي، وأن الائتلاف سيخوض عملية تفاوض للوصول إلى مشروع برلماني حكومي قادر على تلبية تطلعات المواطنين ومواجهة التحديات الراهنة). كما عقد رئيس تحالف العزم مثنّى السامرائي، اجتماعاً مع الفائزين عن تحالفي العزم والتفوق، مهنئاً إياهم على الفوز ومثمّناً ثقة الجماهير. وقال بيان أمس إن (اللقاء ناقش أولويات العمل النيابي، والتركيز على الملفات التشريعية والرقابية، مع تأكيد الالتزام بالبرامج الانتخابية بروح الفريق لضمان تنفيذها وتحقيق تطلعات المواطنين، وضرورة تقديم نموذج وطني مسؤول يعكس إرادة العراقيين في الإصلاح وتحسين الخدمات وتعزيز مسار الدولة). في وقت، رأى نائب رئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، إن نتائج الانتخابات تشكل مضاعفة للمسؤولية على القوى السياسية، داعياً إلى العمل بروح الشراكة وتبنّي برامج واقعية تلبي احتياجات المواطنين. وقال بيان أمس إن (المندلاوي التقى رئيس تحالفي خدمات شبل الزيدي، حيث تم تبادل التهاني ومناقشة سبل توسيع التعاون بين القوى الوطنية لضمان عمل تشريعي متماسك يخدم الدولة والشعب، مع تأكيد على استمرار التنسيق والحوار لتعزيز الاستقرار السياسي والخدمات العامة). على صعيد متصل، شدد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض والأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، على ضرورة تغليب لغة التفاهمات والمصلحة الوطنية لاستكمال الاستحقاقات الدستورية، فيما أكّد الفياض خلال لقاء آخر مع رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، على ضرورة المضي قدماً في ترجمة البرامج الانتخابية للقوى الفائزة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار وإدامة مسار التنمية في العراق.