واشنطن ـ خاص بـ”رأي اليوم”:
“التصور المصري.. السيناريو الإماراتي في غزة.. وأخيرا الدور الاردني”.
تلك ثلاثة مشاريع أساسية يظهر بعض القلق على أصحابها في المستويات الدبلوماسية من الاختلاط متوقع للأوراق مصدره واشنطن هذه المرة اذا ما تنامت الكيمياء الشخصية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووصلت إلى حدود ما تسميه الدوائر السياسية العميقة في برلين هذه الايام بالصفقة الشاملة .
مفاهيم الصفقة الشاملة الوشيكة بين الثنائي بن سلمان – ترامب – اصبحت واضحة الملامح بمحطاتها الرئيسية.
ترامب يريد من السعودية تطبيعا إبراهيميا سريعا مع إسرائيل.
ويعتبر ذلك وفقا لأوساط مقربة منه هدفه الاستراتيجي الأول في الشرق الأوسط على المستوى السياسي فيما هدفه الإستراتيجي الثاني تعزيز الإستثمارات السعودية في الولايات المتحدة والدخول بشراكة إسراتيجية على أسس تجارية محضة ثم الحصول فعلا على المبالغ المالية الضخمة التي تحدث عنها عندما زار السعودية.
بالمقابل الجانب السعودي يريد إنهاء الحرب في غزة والتأسيس لمسار لا ينجز الدولة الفلسطينية.
ولكن يبدأ عملية سياسية للتفاوض على تحقيقها خلافا للحصول على طائرات عسكرية متطورة ومقاولة مفاعل نووي سعودي والدخول بشراكة استراتيجية عسكرية تحد من النفوذ الايراني خصوصا في اليمن .
تلك الملامح العامة للصفقة التي يتحدث عنها إعلام واشنطن هذه الايام فيما يبقى الشيطان في التفاصيل وقد يكون من بين أهمها خطة ترامبية خاصة جدا محفوظة في الأدراج الان وفكرتها نقل كل فعاليات الصراع العربي الإسرائيلي الى الحضن السعودي والمعنى هنا واضح ايضا فالإدارة الامريكية الحالية ترى في السعودية شريكا قويا في أهم ملفات القضية الفلسطينية بما في ذلك تمويل ما يتبقى من الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية الجديدة ودور سعودي في القدس واحتضان لخطة اصلاح السلطة.
وما تكشفه بعض إوساط الإستخبارات الدبلوماسية الأوروبية ان الأمير بن سلمان تقدم بخطوات ملموسة هنا تجاه القضية الفلسطينية قد تضغط بشدة على مصالح وتصورات دول عربية اخرى من بينها مصر والامارات والأردن .
الطاقم العامل مع بن سلمان بدأ يجري إاتصالات إحتواء مع قيادين كبار في هرم السلطة وحركة فتح وطبقة التجار في مدينة الخليل.
والجانب السعودي يقف بقوة خلف تمكين نائب رئيس السلطة الحالي حسين الشيخ فيما تظهر الرياض مرونة تجاه مقترحات حل أزمة الرواتب في أجهزة السلطة وتظهر مرونة للمساهمة في اعادة اعمار غزة اذا ما خرجت حركة حماس من مشهد مستقبل القطاع.
اللافت جدا في السياق وفق حوارات واشنطن هذه الأيام ان مفهم الصفقة الشاملة بين الثنائي ترامب وبن سلمان قد يوجه ضربة قوية للمشروع الذي تتبناه الإمارات في غزة.
وقد يطيح بما يسمى بالسيناريو المصري.
وقد يؤثر سلبا على الدور الأردني في ملفات القدس والضفة الغربية بمعنى ان تصبح السعودية هي المرجعية بالحد الأدنى بحكم حجمها الثقيل والدعم المفرط الذي سيقدمه لدورها في المنطقة الرئيس ترامب خلال العامين المقبلين.
وعليه يصبح القول بان مشاريع وتصورات ومصالح بعض الدول العربية قد تكون على رأس قائمة الضحايا اذا ما أنجزت الصفقة المشار اليها.