الوثيقة | مشاهدة الموضوع - منظمة بتسيلم الإسرائيلية تحذّر من انتقال حرب الإبادة إلى الضفة الغربية
تغيير حجم الخط     

منظمة بتسيلم الإسرائيلية تحذّر من انتقال حرب الإبادة إلى الضفة الغربية

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس نوفمبر 20, 2025 10:38 pm

2.jpg
 
الأمم المتحدة- “القدس العربي”: حذّرت منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان من احتمال امتداد العنف الذي تشهده غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى الضفة الغربية، مؤكدة أن العقلية والآليات العسكرية نفسها التي تدير العمليات في غزة يجري نقلها حالياً إلى الضفة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته المنظمة اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بدعوة من رابطة مراسلي الأمم المتحدة (UNCA)، وقدّمته المديرة التنفيذية للمنظمة، يولي نوفاك، ومدير الأبحاث الميدانية كريم جبران، استناداً إلى تقرير المنظمة الصادر في تموز/يوليو 2025 بعنوان “إبادتنا الجماعية”.

وقالت نوفاك إن مستويات العنف في الضفة ما تزال أقل حدة من غزة، لكن “المنطق ذاته قائم: طالما لا توجد آليات محاسبة محلية أو دولية، فإن العنف قابل للتمدد”. وأضافت أن نشر وحدات الجيش المسؤولة عن العمليات في غزة داخل الضفة يهدد بتصعيد خطير.

بتسيلم: نشر وحدات الجيش المسؤولة عن العمليات في غزة داخل الضفة يهدد بتصعيد خطير

من جانبه، استعرض جبران، الذي يعمل في بتسيلم منذ 21 عاماً، توثيق المنظمة لموجات متتالية من العنف ضد الفلسطينيين. وأوضح أن إسرائيل قتلت أكثر من 1400 فلسطيني في غزة عام 2008، وأكثر من 2400 عام 2014، بينهم عائلات أُبيدت بالكامل. وفي 2019 قتل قناصة إسرائيليون أكثر من 130 متظاهراً قرب حدود القطاع، دون محاسبة دولية، ما أدى وفق بتسيلم إلى الوصول إلى “مرحلة الإبادة الجماعية” بعد السابع من أكتوبر.

ووصف جبران الوضع في غزة بأنه “كارثي بالكامل”، مشيراً إلى أن آلاف الجثث ما تزال تحت الأنقاض. وروى مأساة باحث ميداني في المنظمة قُتلت زوجته وابنته في بداية الحرب ولا تزال جثتاهما مدفونتين تحت ركام منزلهما في جباليا. وأضاف أن الدمار شمل البيوت والجامعات والعيادات والمدارس، “والهدف هو جعل غزة غير صالحة للعيش مستقبلاً عبر التهجير وخلق ظروف لا تحتمل”.

ونقل جبران شهادة صديقه في غزة حمّاد سعيد الذي قال: “أتمنى لو كنت قُتلت مع عائلتي في بداية الحرب. لا أستطيع تحمّل الجوع والرعب والمأساة”.

وأكد أن القصف استمر على مدار عامين 24 ساعة يومياً، وحتى بعد وقف إطلاق النار لم تتوقف المعاناة، فالموت ما يزال حاضراً والجوع يتفاقم، مشيراً إلى أن إسرائيل تمنع إدخال الخيام رغم أن آلاف العائلات تعيش في العراء، ما يعمّق معاناة المدنيين.

وفي الضفة الغربية، قال جبران إن أكثر من ألف فلسطيني قُتلوا منذ 16 أكتوبر 2003، وإن الطائرات الإسرائيلية بدأت تُستخدم في مهاجمة مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، مثل جنين وطولكرم، ما أدى إلى تهجير نحو 40 ألف فلسطيني لا يزال معظمهم ممنوعين من العودة بعد نحو عام من النزوح.

بتسيلم: تم تسليح المستوطنين والمدنيين الإسرائيليين بتوزيع مئات الآلاف من قطع السلاح عليهم لمهاجمة الفلسطينيين يومياً بهدف تهجير 60% من سكان الضفة الغربية

أشار إلى تسليح المستوطنين والمدنيين الإسرائيليين، حيث جرى توزيع مئات الآلاف من قطع السلاح عليهم، لتقوم ميليشيات مسلّحة بمهاجمة الفلسطينيين يومياً بهدف “تهجير 60% من سكان الضفة الغربية. وقال إن المنظمة وثقت أكثر من 20 حالة قتل لفلسطينيين برصاص مستوطنين دون أي محاسبة.

وأوضح أن أكثر من ألف حاجز ونقطة تفتيش وبوابة تنتشر الآن في الضفة، ما يحوّل تنقل الفلسطيني من وإلى عمله أو جامعته إلى “رحلة عذاب يومية”. كما وصف موسم الزيتون الحالي بأنه “كارثي”، إذ لم يتمكن أكثر من 90% من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، ومن حصل منهم على تصريح تعرّض للهجوم أو طُرد بحماية الجيش.

وأكد أن 45 تجمعاً سكانياً تم تهجير سكانه بسبب اعتداءات المستوطنين، محذراً من أن أي شرارة صغيرة قد “تفتح أبواب الجحيم في الضفة”.

سارعت نوفاك لتوضيح أن مشروع تسليح المستوطنين يجري بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مشيرة إلى أن الحديث حالياً عن بنادق وليس رشاشات، لكن أكثر من 200 ألف قطعة سلاح وُزعت “لتأسيس ميليشيات للحماية المدنية”، مضيفة: “لكنهم الآن في الشوارع ويستخدمونها”.

بتسيلم: مشروع تسليح المستوطنين يجري بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير

ورداً على سؤال “القدس العربي” حول ما إذا كانت بتسيلم تنفذ برامج تثقيفية داخل المجتمع الإسرائيلي لمواجهة الروايات التي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، أوضحت نوفاك أن الجمهور المستهدف صغير جداً: “نحن لا نتحدث عن جماهير واسعة”. وأضافت: “لم يدرك أي شعب عبر التاريخ ارتكب إبادة جماعية ذلك في الوقت الفعلي. المعنى عادة يحتاج وقتاً، وهناك عوامل نفسية وتربوية وسياسية تؤخر الإدراك”. لكنها أكدت أن عمل المجموعات الصغيرة مهم، خصوصاً لما بعد انتهاء هذا النظام، لأنه “سينهار في مرحلة ما”.

وتابعت: “نأمل أن نصل إلى ذلك اليوم بأقل قدر من الدماء، وعندها سيكون الملايين من الطرفين راغبين بالمصالحة والعيش في فضاء عادل”. وأضافت: “إن الأفراد القادرين على إدراك الحقيقة داخل إسرائيل في ازدياد. التقرير كتب أولاً بالعبرية لكي يعرف الإسرائيليون الحقيقة، ولمن يريد أن يفهم، نحن نمنحه الفرصة”.

بتسيلم: الحكومة الإسرائيلية تقود حملة قمع متواصلة تشمل شيطنة المنظمات الفلسطينية بوصفها إرهابية

وحول رد الحكومة الإسرائيلية على تقرير بتسيلم، قالت نوفاك إن السلطات تعمل بجهد كبير لإسكات أي نقد، خاصة منظمات حقوق الإنسان، “وبشكل أكبر عندما يكون الفلسطينيون واليهود يعملون معاً لأن ذلك يضرب أساس نظام الفصل العنصري”. وأوضحت أن الحكومة تقود “حملة قمع متواصلة” تشمل شيطنة المنظمات الفلسطينية بوصفها إرهابية، وفرض عقوبات “تعادل حكم الإعدام” على بعض منظمات المجتمع المدني.

وتجدر الإشارة إلى أن بتسيلم منظمة إسرائيلية غير حكومية تضم عرباً ويهوداً، تجمع المعلومات وتوثق انتهاكات قوات الاحتلال وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال أو الإسرائيليين المناهضين للاحتلال. وقد تأسست عام 1989.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار