الوثيقة | مشاهدة الموضوع - النص الكامل من «استراتيجية الأمن القومي لعام 2025» للولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط
تغيير حجم الخط     

النص الكامل من «استراتيجية الأمن القومي لعام 2025» للولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد ديسمبر 07, 2025 7:42 am

5.png
 
كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجيتها للأمن القومي لعام 2025، والتي تحدد ملامح السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة للسنوات المقبلة. الوثيقة التي جاءت تحت شعار “أميركا أولاً”، لم تكتفِ بإعلان نهاية حقبة التدخلات العسكرية وتغيير الأنظمة، بل قدمت هندسة جديدة كلياً للشرق الأوسط، تحوله من “مصدر للكوارث” إلى “شريك استثماري”، مسقطة في طريقها أحد أهم ملفات واشنطن طيلة عقدين: العراق.

النص الكامل:

على مدى نصف قرن على الأقل، أولت السياسة الخارجية الأمريكية الأولوية للشرق الأوسط فوق جميع المناطق الأخرى. الأسباب واضحة: فقد كان الشرق الأوسط لعقود المورّد الأهم للطاقة في العالم، وكان ساحة رئيسية للتنافس بين القوى العظمى، وكان مليئاً بالصراعات التي هددت بالامتداد إلى العالم الأوسع وحتى إلى شواطئنا.
اليوم، لم تعد اثنتان على الأقل من تلك الديناميكيات قائمة. فقد تنوّعت إمدادات الطاقة بشكل كبير، وأصبحت الولايات المتحدة مرة أخرى مُصدّراً صافياً للطاقة. وقد حلّ التزاحم بين القوى الكبرى محلّ التنافس بين القوى العظمى، وتحتفظ الولايات المتحدة فيه بالموقع الأكثر إثارة للحسد، مدعوماً بإعادة الرئيس ترامب الناجحة لتنشيط تحالفاتنا في الخليج، ومع شركاء عرب آخرين، ومع إسرائيل.
تظلّ الصراعات الديناميكية الأكثر إزعاجاً في الشرق الأوسط، لكن المشكلة اليوم أقل مما قد توحي به العناوين. فإيران—القوة المزعزعة للاستقرار في المنطقة—قد تم إضعافها بشكل كبير بفعل الإجراءات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، وبعملية “مطرقة منتصف الليل” في يونيو 2025 التي نفذها الرئيس ترامب، والتي قلّصت بشكل كبير من البرنامج النووي الإيراني. يظلّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني شائكاً، لكن بفضل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي تفاوض بشأنه الرئيس ترامب، تحقق تقدم نحو سلام أكثر ديمومة. وقد تم إضعاف الداعمين الرئيسيين لحماس أو تراجعوا. ولا تزال سوريا مشكلة محتملة، لكن قد تستقر وتحصل على مكانها الطبيعي كطرف متكامل وإيجابي في المنطقة، بدعم أمريكي وعربي وإسرائيلي وتركي.
ومع قيام هذه الإدارة بإلغاء أو تخفيف السياسات المقيّدة المتعلقة بالطاقة وارتفاع وتيرة الإنتاج الأمريكي للطاقة، سيتراجع السبب التاريخي لاهتمام أمريكا بالشرق الأوسط. وبدلاً من ذلك، سيصبح الإقليم بشكل متزايد مصدراً ووجهة للاستثمار الدولي، وفي صناعات تتجاوز النفط والغاز—بما في ذلك الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الدفاع. ويمكننا أيضاً العمل مع شركاء الشرق الأوسط لتعزيز المصالح الاقتصادية الأخرى، من تأمين سلاسل الإمداد إلى تعزيز الفرص لتطوير أسواق ودّية ومفتوحة في أجزاء أخرى من العالم مثل إفريقيا.
يُظهر شركاء الشرق الأوسط التزامهم بمحاربة التطرف، وهو اتجاه يجب على السياسة الأمريكية أن تواصل تشجيعه. لكن القيام بذلك سيتطلب التخلي عن التجربة الأمريكية الخاطئة في توبيخ هذه الدول—وخاصة الملكيات الخليجية—لحملها على التخلي عن تقاليدها وأشكال حكمها التاريخية. يجب أن نشجّع ونصفّق للإصلاح عندما وحيثما يظهر بشكل عضوي، من دون محاولة فرضه من الخارج. إن مفتاح العلاقات الناجحة مع الشرق الأوسط هو قبول المنطقة وقادتها ودولها كما هي، والعمل معاً في مجالات الاهتمام المشترك.
ستظل لأمريكا مصالح أساسية في ضمان عدم وقوع إمدادات الطاقة في الخليج في يد عدو مباشر، وفي بقاء مضيق هرمز مفتوحاً، وبقاء البحر الأحمر صالحاً للملاحة، وألا يكون الإقليم حاضنة أو مصدّراً لتصدير الإرهاب ضد المصالح الأمريكية أو الوطن الأمريكي، وأن تبقى إسرائيل آمنة. يمكننا ويجب علينا مواجهة هذا التهديد أيديولوجياً وعسكرياً من دون عقود من حروب “بناء الدولة” غير المجدية. ولدينا أيضاً مصلحة واضحة في توسيع اتفاقات أبراهام لتشمل مزيداً من الدول في المنطقة وبلداناً أخرى في العالم الإسلامي.
لكن الأيام التي كان فيها الشرق الأوسط يهيمن على السياسة الخارجية الأمريكية من حيث التخطيط طويل المدى والتنفيذ اليومي قد ولّت—ليس لأن الشرق الأوسط لم يعد مهماً، بل لأنه لم يعد ذلك المزعج المستمر والمصدر المحتمل لكارثة وشيكة كما كان في السابق. بل إنه يظهر كمكان للشراكة والصداقة والاستثمار—وهو اتجاه يجب الترحيب به وتشجيعه. في الواقع، فإن قدرة الرئيس ترامب على توحيد العالم العربي في شرم الشيخ سعياً للسلام والتطبيع ستسمح للولايات المتحدة أخيراً بإعطاء الأولوية للمصالح الأمريكية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار