الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لقاء مارالاغو غداً.. نتنياهو ذاهب لترامب بنيّة دغدغة “أناه” ومساومته: إيران ولبنان مقابل غزة
تغيير حجم الخط     

لقاء مارالاغو غداً.. نتنياهو ذاهب لترامب بنيّة دغدغة “أناه” ومساومته: إيران ولبنان مقابل غزة

القسم الاخباري

مشاركة » الأحد ديسمبر 28, 2025 7:08 pm

7.jpg
 
الناصرة- “القدس العربي”: يغادر رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو اليوم في زيارة هامة إلى الولايات المتحدة للتداول في عدة قضايا ساخنة، تاركًا خلفه ضجة واسعة في البلاد نتيجة سجالات وفضائح داخلية مربكة له ولائتلافه الحاكم، من قضية “الاختراق القطري لديوان رئاسته”، إلى تسريب وثائق استخباراتية سرية للصحافة، وقضية إعفاء اليهود الحريديم من الخدمة العسكرية، حتى استمرار النزيف والأزمات الأمنية الناجمة عن استمرار الاحتلال وغيرها.
ويبعث هذا اللقاء السادس بين نتنياهو وترامب في الولاية الثانية للأخير على التساؤل: ماذا تعني هذه الوتيرة العالية من الزيارات؟ هل تعكس تحالفًا إستراتيجيًا وثيقًا بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة، أم أنها تعكس تبعية الأولى للثانية؟

هارئيل: نتنياهو لن يسمح لنفسه بالصدام مع ترامب.. لكنه سيحاول تخليص أكبر قدر ممكن من التنازلات منه مقابل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق حول غزة

بين هذا وذاك، وفي هذا اللقاء الذي سيعقب اجتماعًا بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، سيتداول نتنياهو وترامب عدة قضايا تتمحور حول غزة ومستقبلها، والمرحلة الثانية من الاتفاق حولها، وإيران ولبنان وتركيا وغيرها.
رغم التحالف الوثيق ومنظومة المصالح، تبدو زيارة نتنياهو صعبة هذه المرة لأن رياح مارالاغو لا تجري تمامًا بما تشتهيه سفن تل أبيب ونتنياهو؛ فالإدارة الأمريكية متحمسة جدًا للانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق وغير متحمسة لأي تصعيد يفضي إلى حرب جديدة في المنطقة، لأنها معنية بالتمسك بما تعتبره منجزًا كبيرًا يتمثل بوقف الحرب، بخلاف حرب روسيا وأوكرانيا، وبالانتقال لصفقات أكبر تدر أرباحًا تحتاجها الخزينة الأمريكية، علاوة على رغبة ترامب شخصيًا بمواصلة الظهور بصورة من ينهي الحروب وعينه على جائزة نوبل للسلام.
ولذا فإن البيت الأبيض يسعى، خلال الشهر القادم، للانتقال للمرحلة الثانية التي تعني انسحاب الاحتلال من “الخط الأصفر” وبدء إعمار غزة، فيما تخشى إسرائيل أن يتم ذلك دون الإصرار أولًا على تفكيك حماس من سلاحها، وهذا يربك إسرائيل وحكومتها، خاصة أنها دخلت سنة انتخابات وفيها عادة تختلط حسابات الخارج والداخل، لا سيما أن نتنياهو يتحدث منذ عامين عن “نصر مطلق”.
دغدغة “أنا” ترامب

نتنياهو المراوغ المجرّب والعارف بالشؤون الأمريكية وبشخصية ترامب ومكوناتها النفسية، سيتحاشى الصدام معه، وبدلًا من القول “لا” من المرجح أن يقول “نعم ولكن” أو “نعم ولا”، وسط محاولة جديدة لدغدغة الأنا المتضخمة الخاصة بترامب المسكون بجنون عظمة. في هذا اللقاء الذي ستهيمن عليه قضية غزة سيحاول رئيس حكومة الاحتلال رهن الانسحاب من الخط الأصفر وبدء إعمار القطاع بتفكيك سلاح “حماس”، ويحاول إقناع الرئيس الأمريكي بأن بقاء “حماس” قوية داخل القطاع شاهد ودليل على فشل الحرب ومصدر تهديد لإسرائيل وللاستقرار في المنطقة.
بيد أن نتنياهو يدرك أهمية الانتقال للمرحلة الثانية بالنسبة لترامب، ولذا سيحاول مساومته وصولًا لأكبر قدر ممكن من المكاسب والامتيازات، خاصة بما يتعلق بإيران ولبنان، على مبدأ “اطلب الكثير كي تحصل على ما تريد”.
في غزة سيحاول نتنياهو إقناع ترامب بنزع أكبر قدر ممكن من سلاح “حماس” قبل الانتقال للمرحلة الثانية، تقليص دور قطر في غزة ومنع موطئ قدم لتركيا في القطاع لاعتبارها “خطًا أحمر”، التوافق على هوية قوات الاستقرار، إضافة لموضوع جثمان الأسير الإسرائيلي الأخير.
وبشأن إيران؛ من المتوقع التباحث بما تطرحه إسرائيل في الأيام الأخيرة كتهديد كبير يتمثل بإعادة بناء منظومة صواريخ باليستية، وهناك تسريبات محلية تقول إن نتنياهو سيطلع ترامب على معلومات استخباراتية طمعًا بضوء أخضر لهجوم جديد على إيران، متى وأي أهداف وبمشاركة أمريكية ربما. من المتوقع أيضًا أن يطالب نتنياهو بضوء أخضر من ترامب لحملة عسكرية أوسع في لبنان، برية أو جوية.
الرهان على خطأ من “حماس”

ويتوقع عدد كبير من المراقبين الإسرائيليين أن تكون هذه الزيارة صعبة بالنسبة لنتنياهو رغم العلاقات الثنائية التحالفية والصداقة الوثيقة مع ترامب بسبب تعارض مصالح الطرفين بما يتعلق بغزة والمنطقة.
ويرى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل أن هذه الزيارة لا تنذر بالضرورة بنزاع بين نتنياهو وترامب، مسوغًا ذلك بالإشارة إلى حاجة الاثنين للتعاون: ترامب يريد نتنياهو من أجل التقدم للمرحلة الثانية، مكسبه الأكبر في الشرق الأوسط. ويرجح أن الضيف (نتنياهو) لن يسمح لنفسه بالصدام مع المضيف (ترامب)، وأنه من الصعب رؤية نتنياهو ينجح بإقناع ترامب بعدم التقدم للمرحلة الثانية حتى بثمن بقاء “حماس” غربي الخط الأصفر.
في المقابل؛ يرى هارئيل أنه من المعقول أن يفضل نتنياهو مشاهدة الانتقال للمرحلة الثانية يفشل لأسباب أخرى، قاصدًا بذلك أن نتنياهو ربما يراهن على ارتكاب “حماس” خطأ يصب الماء على طاحونته، ويضيف: “بكل الأحوال سيحاول نتنياهو تخليص تنازلات من ترامب مقابل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق حول غزة”.
عدم وجود إستراتيجية سياسية

ويرى زميله المحلل العسكري البارز أيضًا رون بن يشاي (موقع “واينت”) أن المؤسسة الأمنية تضغط على نتنياهو كي يوضح لترامب أنه دون نزع سلاح “حماس” و”حزب الله” لن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان ومن الخط الأصفر في غزة.
ويوجه عدد من المحللين الإسرائيليين انتقادات واسعة لحكومة الاحتلال لعدم حيازتها إستراتيجية عمل بشأن غزة ولا بشأن القضية الفلسطينية. فيذهب المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” بن درور يميني للتساؤل، عشية اللقاء في مارالاغو غدًا الإثنين: أين الإستراتيجية وأين الرؤية؟ ويقول إن كوشنر يحاول من وراء الكواليس لتحقيق الهدف الذي يبدو غير قابل للتحقيق: تفكيك سلاح “حماس”. ويضيف: “نتنياهو يسافر لتحقيق مهمة هامة وهي عرض التهديدات المتجددة من إيران و”حماس” و”حزب الله”. لكن مع تصريحات متعجرفة حول حرب ومستوطنات داخل القطاع ودون تصور سياسي جدي الفشل معروف سلفًا. نتنياهو لم يتعلم شيئًا ولم ينس شيئًا. تمامًا كما في السابع من أكتوبر هكذا بعده يرفض بحث اليوم التالي”.
أمريكا ملاذنا!

ويقدّر زميله في الصحيفة، المحرر والمعلق السياسي البارز شمعون شيفر، أن ترامب لن يعطي ضوءًا أخضر لحرب جديدة في المنطقة لأنه ينظر لمصالح بلاده أولًا، وهي ترتبط بصفقة مع السعودية تثمر تريليونات الدولارات وبيع طائرات متطورة لتركيا، وهذا كله يتطلب الهدوء.
في مقاله بعنوان “أمريكا ملاذنا” يمضي شيفر في انتقاداته المعهودة لحكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو: “في مارالاغو سنحصل على درس إضافي حول تبعية إسرائيل للولايات المتحدة”.
في مقال بعنوان “إسرائيل تغيّر وجهها” يرى المحاضر المختص بالشؤون الفلسطينية، الجنرال في الاحتياط ميخائيل ميليشتاين، أن إسرائيل تبدو بصورة الدولة التي تخرج عن توازنها، بدءًا من الحلبة الداخلية التي يتم فيها زعزعة أنظمة الحكم مرورًا بالحلبة الخارجية حيث تتحول سياسة راشدة إلى خليط من الخيالات، وانتهاء بتحويل أحلام حزب “الصهيونية الدينية” الفئوية إلى مشروع قومي (مواصلة الاحتلال، إدارة الصراع ومحاولة حسم الصراع بالقوة).
قطر وتركيا

ميليشتاين، الذي يدعو منذ سنوات لتسوية الصراع (حل الدولتين) مع الفلسطينيين وتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة، يدعو الإسرائيليين في مقاله اليوم لأن يطالبوا رؤساء الأحزاب الإسرائيلية بطرح تصورات لمستقبل هذا الصراع مع الشعب الفلسطيني.

بن درور يميني: نتنياهو يسافر لتحقيق مهمة هامة.. لكنه دون تصور سياسي جدي، الفشل معروف سلفًا. نتنياهو لم يتعلم شيئًا ولم ينس شيئًا

وضمن القراءات الإسرائيلية يرى المؤرخ والكاتب الإسرائيلي، السفير السابق في واشنطن مايكل أورن، أن نتنياهو سيحاول الحصول على ضوء أخضر لمهاجمة إيران مستقبلًا، معتبرًا أن ذلك ليس سهلًا، خاصة أن هذه الإدارة الأمريكية بشكل عام تريد “أمريكا أولًا” ولا تريد التدخل والتورط في أزمات العالم. ويضيف: “ربما يسمح ترامب لإسرائيل بهجمة ضد إيران لكن دون مشاركة أمريكية هذه المرة”.
وهذا ما يراه أيضًا مستشار الأمن القومي الأسبق يعقوب ناغل بقوله للإذاعة العبرية الرسمية اليوم إن نتنياهو سيطلع ترامب على مساعي إيران لترميم قوة صاروخية باليستية خطيرة بالاستعانة بالصين وسيطلب ضوءًا أخضر لمهاجمة أهداف إيرانية، ولا يستبعد أن يوافق ترامب على ذلك مستقبلًا وعن بعد وربما خلسة، لكنني لست متأكدًا من قبوله هذا المطلب”. ويوضح أن نتنياهو سيطرح أولًا موضوع زيادة المساعدات الأمريكية المالية لإسرائيل، ويضيف بشأن غزة: “حسب مصادر أمريكية هناك موظفون ومستشارون أمريكيون يدفعون للانتقال للمرحلة الثانية، ومن جهته سيحاول نتنياهو إقناع ترامب بأن يتم ذلك بعد تنازل حماس عن سلاحها ضمن خطة واضحة ونزع سلاح غزة بما يشمل هدم أنفاقها”.
وردًا على سؤال، يقول ناغل إن نقاط الخلاف المركزية ترتبط بتركيا: أردوغان صديق شخصي لترامب، وهو يريد لعب دور في غزة، وهذا ما يعتبره نتنياهو خطرًا أحمر. نتنياهو سيحاول إقناع ترامب بأن تركيا وقطر تنتميان لـ”الإخوان المسلمين”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار