بيروت ـ «القدس العربي»: حافظ الوضع الميداني على وتيرة مرتفعة من السخونة العسكرية على الرغم من وجود الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين في بيروت بحثاً عن وقف لإطلاق النار. فقد أعلن «حزب الله» اللبناني، أمس الأربعاء، أنه استهدف بصواريخ ومسيرات 3 قواعد عسكرية ومدينة صفد شمالي فلسطين.
وأضاف أنه استهدف كذلك، 11 تجمعاً لجنود شمالي «إسرائيل» وجنوبي لبنان؛ ما يرفع عدد الهجمات والتصديات التي نفذها، أمس، إلى 17 وجاء ذلك في سلسلة بيانات نشرها الحزب عبر حسابه على منصة تلغرام. وقال إنه «استهدف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا 3 مرات؛ في مرتين بالصواريخ، ومرة بسرب من المسيرات الانقضاضية» لافتاً إلى أن هذه القاعدة «تعد المقر الاداري لقيادة لواء غولاني» وهو من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.
وأضاف الحزب أنه «استهدف بصلية صاروخية كذلك قاعدة لوجستية للفرقة 146 بالجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا». ولفت إلى أنه «شن هجوماً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة غرب مستوطنة أييليت هشاحر» موضحاً أن هذه القاعدة تُعد «مقرًا قياديًا مستحدثًا للفرقة 91» بالجيش الإسرائيلي.
ضربات الحزب «برياً»
كما أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات أن عناصره استهدفوا بالصواريخ تجمعاً للقوات الإسرائيلية ليلاً في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبية لبلدة شمع بقذائف المدفعية وتجمع آخر جنوب الخيام إضافة إلى مهاجمة قوة مشاة في وادي هونين عند أطراف بلدة مركبا حيث أوقع فيها إصابات، وقوة مشاة ثانية توجهت لسحب الإصابات وقوة مشاة ثالثة حاولت التقدم لسحب القتلى والجرحى. وتحدثت غرفة عمليات الحزب عن انسحابات متتالية للقوات الإسرائيلية من نقاط عدة على الحدود. وأعلن الحزب أنه «هاجم بالمسيرات قاعدة «شراغا» شمال مدينة عكا، وتجمعًا للقوات الإسرائيلية في موقع المرج المقابل لبلدة مركبا.
الإعلام العبري يتحدث عن 3 قتلى بين جنود الاحتلال و10 إصابات خلال 24 ساعة
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي قتل قائد وحدة الصواريخ المضادة للدبابات في «حزب الله» في القطاع الساحلي اللبناني وقائدين في الحزب مسؤولَين عن الهجمات الصاروخية على شمال فلسطين المحتلة.
وتحدثت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار في «كريات شمونة» وتدمير منزل فيها و«المنارة» و«مرغليوت» وبلدات أخرى في الجليل الأعلى وذلك بعد إطلاق رشقة صواريخ، كما دوّت في عكا وحيفا. وأوردت مواقع إعلامية إسرائيلية أن مسيّرة سقطت في معسكر للجيش في الجليل الغربي ما تسبب بوقوع أضرار في كنيس داخله.
وذكرت «القناة 14» الإسرائيلية «أن طائرتين مسيّرتين أطلقتا من لبنان وسقطتا في الجليل الغربي». وأفادت «القناة 12» الإسرائيلية «بأن تقديرات الجيش الإسرائيلي أشارت إلى أن عدة طائرات مسيّرة أطلقت من لبنان، واخترقت المجال الجوي لإسرائيل» وأظهرت صور وفيديو دماً كبيراً في إحدى القواعد العسكرية. يأتي ذلك بُعيد إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رصد ما وصفه بـ«جسم جوي مشبوه» أطلق من لبنان، مؤكداً أن سلاح الجو يتعقب الهدف.
وحسب الإعلام العبري الذي تحدث عن «أحداث أمنية خطيرة في الشمال» فإن 3 جنود إسرائيليين قتلوا في معارك جنوب لبنان، خلال الساعات الأخيرة وسقط العديد من الإصابات.
غارات على الجنوب
وتحدثت إذاعة جيش إسرائيل عن وقوع 10 إصابات خلال الـ24 في مواجهات جنوب لبنان مع حزب الله. وأضافت أن عدداً من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان، تجاه عدة مواقع إسرائيلية.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت بلدات الخيام وكفرحتى والقليلة ودبعال والمنطقة بين شارنيه والبازورية، واطراف بلدة راشيا الفخار واطراف بلدة انصارية محلة ديرتقلا دون وقوع إصابات. كما ترافق مع قصف مدفعي للساحل الممتد بين المنصوري ورأس العين جنوبي صور، وسط تحليق مكثف للطيران المسير والاستطلاعي في اجواء القطاع الغربي لا سيما في أجواء مدينة صور.
وطالت الغارات محيط بلدات الناقورة وعيتيت وزبقين وقانا وكفرشوبا ودير قانون رأس العين وبرعشيت والجميجمة والصوانة واللويزة في اقليم التفاح.
وأغار الطيران الحربي على منزل في بلدة عين بعال وعلى منزل في بلدة معركة مما أدى إلى سقوط شهيدين.
وسجلت غارات على كفرصير والحنية وطيردبا والعباسية حيث سقط جريحان وعلى المحمودية في قضاء جزين وزفتا في النبطية وعلى البياضة والقليلة ومحيط بلدة الحنية والخيام وحومين الفوقا ورومين وحومين التحتا ومجدل زون.
جيش إسرائيل يدّعي عدم التحرك ضد الجيش اللبناني بعد سقوط 4 شهداء له في الصرفند
وسجلت غارة على منزل غير مأهول في بلدة كفرا وأخرى على بلدة عدلون انصارية في قضاء صيدا. وانتهت أعمال رفع الأنقاض للمنزل المدمر في بلدة زفتا وتم انتشال 3 شهداء.
وتعرض شرق بلدة برج الملوك لقصف مدفعي كثيف طال الخيام وسهل مرجعيون. وأطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة في عملية تمشيط واسعة خلال محاولته التقدم مرة جديدة من شرق الخيام إلى الغرب.
استشهاد 4 من الجيش اللبناني
وكانت غارة إسرائيلية على مركز مخابرات الجيش اللبناني في ميناء الصرفند أدت لاستشهاد 3 عسكريين هم آدم جرجي عون وعلي حرب وأيمن رحال وجرح 17 مدنياً من البلدة. وفي محاولة للتنصل من هذا الاعتداء، ذكر الجيش الإسرائيلي أنه «لا يتحرك ضد الجيش اللبناني».
واستشهد عنصر رابع من الجيش اللبناني خلال 12 ساعة أمس، بقصف إسرائيلي استهدف آلية، فيما واصل الجيش الإسرائيلي قصفه وغاراته على بلدات جنوب لبنان.
يأتي ذلك في بيان أصدره الجيش اللبناني على منصة «إكس» غداة استشهاد 3 من عساكره بقصف إسرائيلي مباشر استهدف أحد مراكزه الثلاثاء.
وقال البيان: «استشهد أحد العسكريَّين متأثرًا بجراحه التي أصيب بها نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي آلية للجيش على طريق برج الملوك ـ القليعة في الجنوب».
والعسكري القتيل هو أحد عنصرين أعلن الجيش في وقت سابق إصابتهما في قصف إسرائيلي جنوب لبنان.
وذكر الجيش في بيان أعقب القصف: «استهدف العدو الإسرائيلي آلية للجيش على طريق برج الملوك ـ القليعة في الجنوب، ما أدى إلى تعرض عسكريَّين لجروح متوسطة».
والثلاثاء، أعلن الجيش اللبناني استشهاد 3 عسكريين إثر قصف إسرائيلي استهدف مركزا تابعا له في بلدة الصرفند جنوب البلاد، أسفر أيضاً عن إصابة 17، بينهم مواطنون في الأماكن المحيطة.
وفي سياق موازٍ، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة بين بلدتي شارنيه والبازورية، ترافقت مع قصف مدفعي للساحل الممتد بين المنصوري ورأس العين جنوبي مدينة صور (جنوب) وسط تحليق مكثف للطيران المسير والاستطلاعي في أجواء القطاع الغربي لا سيما صور. وذكرت الوكالة أن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن (الأربعاء) غارة جوية مستهدفاً بلدة اللويزة في منطقة إقليم التفاح».
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها «حزب الله» بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.