لندن ـ «القدس العربي»: اشتعلت موجة من الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن والعديد من الدول العربية بعد أن صدر حكم قضائي بالسجن ضد النائب السابق في البرلمان الأردني عماد العدوان وذلك عقاباً له على محاولة تهريب أسلحة إلى الضفة الغربية وهي الأسلحة التي تبين بأنها كانت في طريقها إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد أوقفت العدوان يوم الثالث والعشرين من نيسان/أبريل 2023 على خلفية محاولته تهريب كميات من الأسلحة والذهب من الأردن إلى الضفة الغربية، ولاحقاً لذلك قامت السلطات الإسرائيلية بتسليمه إلى الأردن الذي قام بإيداعه إلى السجن وإحالته إلى المحكمة بعد أن أسقط عنه الحصانة البرلمانية.
وسرعان ما هيمنت قضية النائب العدوان على اهتمام المعلقين والمغردين على شبكات التواصل الاجتماعي في الأردن والعديد من الدول العربية، وانهال الكثيرون بانتقادات حادة للسلطات الأردنية على معاقبة شخص لمجرد أنه حاول أن يُقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية، فيما أبدى الكثيرون تضامنهم مع النائب المعتقل.
وانخرط بعض المعلقين والمدونين في إجراء مقابلة حول كيفية تعامل السلطات الإسرائيلية مع أحد عناصر سفارة الاحتلال في الأردن عندما قام بقتل اثنين من المواطنين الأردنيين داخل الأردن، حيث تمت إعادة القاتل إلى إسرائيل وهناك استقبله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولم يتعرض لأي مساءلة ولا ملاحقة ولا محاكمة، بينما النائب العدوان قام الأردن باعتقاله وانتهى به الأمر محكوماً بالسجن لمدة عشر سنوات مع الأشغال الشاقة.
وكتب سامي محمد الحجايا مغرداً على شبكة «إكس» عن النائب العدوان: «هناك دول تعتبر دعم مقاومة الاحتلال شرفاً ودعمها واجباً.. أما في بلدنا فيُسجن اليوم من يحاول تسليح المجاهدين.. هل أصبح الدفاع عن الأرض المحتلة جريمة؟».
وعلقت ناشطة تُدعى «جفرا» بالقول: «مأساة الضفة الفلسطينية المحتلة ارتباطها بأطول حدود جغرافية مع النظام الأردني.. للتذكير: يوم ما الاحتلال اعتقل النائب الأردني عن الجسر قام بعض النشطاء الأردنيون وجن جنونهم وهم يطالبون بتحرير الأسير عماد عدوان من سجون الاحتلال.. ووصفوه بالبطل.. واحتفلوا لحظة الافراج عنه من سجن الاحتلال ونقله للأردن، واليوم صمتوا صمت القبور بعد الحكم عليه بالسجن عشرة أعوام».
وكتبت «شاتيلا» تقول عن العدوان: «هل أتاك خبر العماد؟ نشمي الأردن وفخرها.. منذ قليل أصدرت محكمة أمن الدولة في الأردن، حكمها على النائب السابق عماد العدوان بالحبس 10 سنوات بتهمة محاولة تهريب أسلحة للضفة الغربية في فلسطين.. يا تُهمة الشُرفاء، يا عماد الأردن وشريفها».
عاشق لفلسطين
ومدافع عن المسجد الأقصى
أما الأكاديمي والصحافي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة فكتب يقول: «لأنه عربي نشمي وشريف وخالٍ من التشويه الفكري، ولأنه ذو نخوة وكرامة وعزة نفس. ولأنه عاشق لفلسطين، ومدافع عن المسجد الأقصى.. محكمة أمن الدولة الأردنية تصدر حكماً بالسجن 10 سنوات بحق النائب عماد العدوان، بعد إدانته بمحاولة تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية المحتلة.. السؤال: ماذا كانت محكمة أمن الدولة الأردنية ستحكم على الشهيد ماهر الجازي، فيما لو خرج من عمليته سالماً؟».
ونشر محمد هذيل صورة لنتنياهو مستقبلاً الإسرائيلي الذي قتل اثنين من المواطنين الأردنيين، وكتب يقول: «نتنياهو استقبل قاتل الأردنيين بالأحضان، بينما نحن نحكم على النائب عماد العدوان بـ10 سنوات سجن لأنه حاول دعم مقاومة الاحتلال في الضفة.. متى أصبح من يدافع عن أرضه إرهابياً ومن يقتلنا شريكاً؟!».
وعلق الدكتور سام يوسف: «عماد العدوان.. فخر الأردن والعار لساجنيه! محكمة أمن الدولة الأردنية تسجن النائب السابق 10 سنوات.. عندما يتحول دعم المقاومة الفلسطينية من شرف وفخر إلى تهمة يُنكل بصاحبها ويزج به في السجن».
وكتبت إسراء الدعجة: «الحكم على النائب السابق عماد العدوان بالسجن مدة 10 سنوات في قضية تهريب السلاح والذخيرة إلى أشقائنا الفلسطينيين.. تخيل؟ في وضع وحالة يُحارب فيها الجميع الشعب الفلسطيني، وتُفتح مخازن السلاح والذخيرة للعدو الإسرائيلي من مخازن خمسة جيوش!».
وعلق جهاد: «عماد العدوان (برلماني أردني سابق) مدح غزة ونضال أهلها وأثنى على أبي عبيدة.. جعلوه مهرب سلاح وحكموا عليه بالسجن لمدة 10 سنوات.. تُهم جاهزة معلبة وحسبنا الله ونعم الوكيل».
وكتب ناشط يُدعى المعلم قائلاً: «عار على أهلنا في الأردن ان يُحبس على عمل بطولي يرفع الرأس من أجل القضية الفلسطينية».
وقالت ناشطة تُدعى «سما القدس» إن «محكمة أردنية قضت اليوم بالسجن 10 سنوات على النائب عماد العدوان، بتهمة تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.. خبر لن يكون عابراً في قلب الإبادة المستمرة، ويعيد إلى الواجهة الحديث الممتد عن جهود إحياء الاشتباك في الضفة ودعم خلايا المقاومة هناك من كل أحرار الأمة وأبطالها».
وعلق هاني بني حسن: «الحكم على البطل الحر الشريف النائب السابق عماد العدوان بالسجن لمدة 10 سنوات في قضية تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.. هكذا يقدم النظام الأردني الولاء للصهاينة».
وقال نادر عبد الله: «لن يكون أبداً هذا الحكم عاراً، بل هو وسام شرف لهذا الرجل، فك الله اسر عماد العدوان، وأسال الله له الثبات.. الحرية لعماد العدوان».
وكتب فيصل عثمان: «أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، حكماً بالسجن 10 سنوات على النائب السابق عماد العدوان، بعد إدانته بـ(محاولة تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية المحتلة).. القضية تعود إلى أبريل 2023 قبل طوفان الأقصى بأشهر حين قامت الشرطة الصهيونية بحجز عدد من الأسلحة الفردية الموجّهة للمقاومة في الضفة الغربية.. ومن ثمّة وجّه نتنياهو أمراً لملك الأردن بمعاقبة النائب عماد العدوان.. لاحظ أن أغلبية مجلس النواب وافقوا على تجريده من الحصانة».
وقالت ياسين عز الدين: «أكثر من 66 شهيدا بمجزرة مشروع بيت لاهيا، و22 في مجزرة الشيخ رضوان، وماذا كان يفعل العرب في ذلك الوقت؟.. النظام الأردني يحكم بالسجن 10 أعوام على النائب عماد العدوان بتهمة تهريب السلاح لمقاومة الضفة.. وسلطة أوسلو تسلم المقاومين للاحتلال في قلقيلية وتلاحقهم وتعتقلهم في طمون».
يحاكمون الشرفاء
ويقول خليل ممدوح: «على الحكام العرب الخروج إلى العلن والبوح بصهيونيتهم كي يتفادوا الاصطدام مع الشعوب» فيما قال قايد الملجمي: «أمن الدولة الأردني يحكم على النائب السابق عماد العدوان، بالأشغال المؤقتة 10 سنوات، بتهمة تصدير أسلحة بقصد استخدام على وجه غير مشروع.. التعليق: يحاكمون الشرفاء الذي يوصلون السلاح لمقاومي الضفة ويبنون جسراً للاحتلال لنجدته ومساعدته وفك الحصار عنه».
وكتب أبو ليث الأسدي: «القضاء الأردني يصدر حكماً بالسجن 10 سنوات بحق النائب عماد العدوان بتهمة تهريب أسلحة من الأردن إلى الضفة الغربية.. إلى أي مدى وصلت دول العربان التطبيعية؟ يعني نائب في البرلمان الاردني ولديه حصانة نيابية يعتقل ويحقق معه ويُدان ويحكم بالحبس 10 سنوات لأنه كان يتعاون مع المقاومة الفلسطينية ويسهل لهم إدخال الأسلحة والاعتدة.. بينما بالمقابل الحدود الأردنية الإسرائيلية مفتوحة على مصراعيها وهناك جسر جوي وبري وبحري لدخول كل شيء بشكل رسمي إلى إسرائيل عبر الأردن باعتبار الأردن أصبح طريقا بديلا عن البحر الي احكم طوقه الحوثيون ومنعوا السفن من المرور به إلى إسرائيل».
وقالت مغردة على شبكة «إكس» تُدعى «أمنية»: «الأردن الذي يفتح أراضيه لممر العار البري ويمدّ قتلة أطفال غزة بالغذاء والمستلزمات، الأردن الذي يستمر بفتح سفارة العدو الذي يبيد غزة للعام الثاني أمام ناظريه وقتل 50 ألف فلسطيني في بيوتهم ومراكز ايوائهم ومستشفياتهم، يسجن الحرّ عماد العدوان عشر سنوات بتهمة نقل سلاح للضفة الغربية».
وكتب «آدم من فلسطين» معلقاً: «الأنظمة العميلة تتسابق على التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني وتعتقل أبنائها الأحرار واحداً تلو الاخر.. النظام الأردني أبو شحنات البندورة وحامي حمى الكيان يعتقل الحر الأردني عماد العدوان لمجرد انه حاول دعم المقاومة في الضفة الغربية في فلسطين.. لقد أصبحت رائحة هذه الأنظمة كريهة».
وكتب حبيب ماهر: «هذه ليست محكمة أمن الدولة وإنما محكمة أمن الحاكم، أسأل الله أن يجعل لعبده عماد العدوان من هم فرجاً ومن ضيق مخرجاً.. وأسأل الله أن ينتقم من كل حاكم وأعوانه وأن يعجل بزوال الطواغيت التى حلت بديار المسلمين».
وعلق عبد الجبار الجريري : «حكامنا هم أساس هزيمتنا وضعفنا يتنافسون في خيانة ربهم ودينهم.. قررت محكمة أمن الدولة في الأردن الحكم على النائب السابق عماد العدوان بالسجن لمدة 10 سنوات مع الأشغال الشاقة، بالإضافة إلى 3 آخرين، في قضية تهريب الأسلحة إلى المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة».
وكتب إبراهيم المصباحي: «أقسم بالله وصمة عار أن تنفذ أجندة من يقتل ويستبيح دمك وأرضك وعرضك» فيما كتبت سارة عيدان: «إنه عماد العدوان.. رجلٌ من نشامى الأردن، لم يقبل أن يكون في خانة المفعول به ولا أن يكون (لا سمح الله).. فرّج الله عنك يا عماد الشجاعة والرجولة والوفاء».
وقالت إسراء: «يعنى اللي قتلوا أبناء شعبنا في السفارة الإسرائيلية ما أعتقلناهم واستقبلهم نتنياهو بالأحضان بنفس اليوم.. ونائب اسمه عماد العدوان ينسجن 10 سنين على تهريب سلاح للمقاومة اللي بتدافع عن الأردن والأمة بأكملها؟؟».
يشار إلى أن العدوان البالغ من العمر 36 عاماً كان أحد أصغر النواب في البرلمان الأردني سناً، وينتمي إلى إحدى أشهر القبائل في الأردن، وهو محامٍ وكان عضواً في لجنة فلسطين بمجلس النواب الأردني وله مواقف سياسية معارضة للحكومة.