دمشق -بيروت- حلب -الزمان
اشتدت المعارك العنيفة في الساعات الاخيرة بين الجيش السوري والمليشيات المتحالفة من جهة وقوات المعارضة السورية من جهة مقابلة في حدود مدينة حماة التي يضيق عليها الخناق بعد ان خسر الجيش للمرة الثانية مدينة صوران، لكن التحشيد العسكري المدرع خاصة داخل حماة وحولها اعاق تقدم المعارضة، وكانت المعارك على اشدها في حي الاربعين وكذلك في جبل زين العابدين الاستراتيجي، فيما استهدفت رشقات صاروخية كثيفة مطار حماة العسكري وادت لحرق طائرة وتدمير جزء من المدرج بحسب بيانات المعارضة ، الا ان الطيران السوري والروسي لا يزال فاعلا في استهداف تقدم المعارضة، وسط خسائر كبيرة من رالطرفين لكن خسائر المعارضة اكثر على الارض في محاور رالتقدم تحت القصف الحربي. فيما سقط اللواء 87 وكذلك مقر الفرقة 25 ومدرسة المجنزرات وسد الشهباء بيد المعارضة. في غضون ذلك زاد الرئيس السوري بشار الاسد بمرسوم رواتب افراد الجيش بنسبة خمسين في المائة. نزح أكثر من 115 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة في محافظتي إدلب وحلب السوريتين، وفق ما أفاد مسؤول في الأمم المتحدة الأربعاء، بعد الهجوم الذي أطلقته هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة للنظام السوري.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة الصحافة الفرنسية بعد زيارة قام بها إلى إدلب «مر أسبوع على التصعيد في النزاع في سوريا. هناك أكثر من 115 ألف شخص نزحوا أخيرا في أنحاء إدلب وشمال حلب».
وأطلق الجيش السوري الأربعاء هجوما مضادا شمال حماة في وسط سوريا لإبعاد الفصائل المعارضة المسلحة التي سيطرت على كامل الريف الشماليون اقتربت من المدينة بعد سيطرتها على خان شيخون والصوران.
و عشرات البلدات ومعظم حلب، ثاني أكبر المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة الثلاثاء إلى «أبواب» مدينة حماة الاستراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق الواقعة على مسافة حوالى 220 كيلومترا إلى الجنوب، وكذلك يعني سقوطها تهديدا كحاملا لحمص وقطع طريق حزب الله الى سوريا.
بعد إطلاقها هجوما مضادا «بعد منتصف الليل»، تمكنت القوات الموالية للحكومة السورية من «تأمين بوابة مدينة حماة الشمالية الشرقية» وسيطرت على عدة قرى، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مشيرا إلى اشتباكات في مناطق أخرى في المحافظة. وجرت الأربعاء «اشتباكات عنيفة» بين الجيش مدعوما بالطيران الروسي وفصائل المعارضة في شمال حماة، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وشهدت حماة، رابع أكبر مدينة سورية، مذبحة كبيرة راحت ضحيتها أربعون الفا العام 1982 على أيدي الجيش وسرايا الدفاع في ظل حكم الرئيس حافظ الأسد أثناء قمع تمرد قادته جماعة الإخوان المسلمين.
رغم مرور عقود، لم تلتئم ندوب تلك المذبحة التي دفعت بآلاف السوريين إلى المنفى وان احفاد الضحايا يقاتلون بعنف للانتقام لأجدادهم مع الجيش الحر، بحسب فيديوات.. كذلك، شهدت المدينة بعض أكبر التظاهرات في بداية الانتفاضة المؤيدة للديموقراطية عام 2011 والتي أشعل قمعها الحرب الأهلية.
من جهتها، أعلنت وكالة «د ب أ» الألمانية للأنباء مقتل مصورها أنس الخربوطلي عن 32 عاما في قصف جوي قرب حماة. وقال وسيم (36 عاما)، وهو عامل توصيل طلبات في حي الشريعة، لوكالة فرانس برس «الليلة الماضية كانت الأصوات مرعبة للغاية والقصف متواصل ومسموع بوضوح». وأضاف «بالنسبة لي سأبقى في منزلي لأنه ليس هناك مكان آخر أنزح إليه. تعبنا من هذه الحالة ونحن على أعصابنا منذ أربعة أيام». وأفاد نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية ديفيد كاردن لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «أكثر من 115 ألف شخص نزحوا أخيرا في أنحاء إدلب وشمال حلب». في هذا السياق، أطلقت السلطات الكردية التي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا الأربعاء نداء «عاجلا» لتقديم مساعدات إنسانية في مواجهة وصول «أعداد كبيرة» من النازحين. وفتحت المعارضة ممرات امنة للاكراد للانسحاب من حلب بحسب رغبتهم. هذه المعارك التي خلفت 704 قتلى خلال أسبوع واحد، بينهم 110 مدنيين، بحسب المرصد، هي الأولى بهذا الحجم منذ العام 2020 في سوريا. وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بوقوع «عدد كبير من الضحايا المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال» في الهجمات التي شنها المعسكران وأدت أيضا إلى تضرر مرافق صحية ومدارس وأسواق.
في هذا السياق، أعلنت الخارجية الروسية الأربعاء أن روسيا وإيران، الحليفتين الرئيسيتين لدمشق، وكذلك تركيا الداعم الرئيسي للمعارضة، على اتصال وثيق لتحقيق استقرار الوضع في سوريا.
في حلب، زار زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني قلعة المدينة، وفق ما أظهرت لقطات على تطبيق تلغرام نشرها الأربعاء حساب للفصائل المعارضة.
وبثّ الحساب مجموعة لقطات يظهر فيها الجولاني، المقلّ في إطلالاته العامة، وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية، وأخرى يحيي فيها عددا من مناصريه اجتمعوا حوله. وأكد مصدر من الهيئة لوكالة فرانس برس أن الزيارة جرت الأربعاء. وتنقسم سوريا المدمرة جراء الحرب الأهلية التي خلفت نصف مليون قتيل، إلى عدة مناطق نفوذ. بدأ الهجوم الخاطف الذي تقوده هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بعدما عمّ هدوء نسبي منذ العام 2020 مناطق الشمال الغربي بموجب اتفاق لوقف لإطلاق النار رعته أنقرة وموسكو.
وفي غضون أيام قليلة، سيطرت الفصائل المعارضة على مساحات واسعة من شمال سوريا وجزء كبير من حلب التي خرجت بالكامل عن سيطرة النظام للمرة الأولى منذ بداية الحرب الأهلية، ما يمثل انتكاسة كبيرة لقوات النظام. وقالت إيران الثلاثاء إنها مستعدة «لدراسة» إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك.
من جهته، قال طالب طب يعمل في مستشفى الرازي في المدينة لوكالة فرانس برس الثلاثاء «هناك تغيب كبير في الكادر الطبي في المشفى والأقسام تعمل بخمسين في المئة من قدرتها الاعتيادية على العمل».
وأضاف طالبا عدم الكشف عن اسمه «نحن نحاول الاستجابة لحالات الطوارئ، ونوفر المعدات».
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مستشفيات حلب، التي ما يزال أقل من ثمانية منها تعمل، تعاني ضغوطا شديدة.