بغداد/المسلة:
تشهد الساحة السياسية العراقية جدلًا واسعًا حول التحركات الأخيرة لبعض الشخصيات السياسية العراقية على خلفية تطورات إقليمية ملحوظة، لا سيما تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان و سقوط نظام بشار الأسد. هذه التطورات تفتح الباب أمام محاولات إعادة تشكيل النفوذ في المنطقة، ما قد ينعكس بشكل مباشر على الداخل العراقي.
و أثارت مصادر عراقية، التحليلات بشأن تماهي بعض الجهات السياسية العراقية مع المشروع التركي لتغيير خارطة الشرق الأوسط الجديد.
مصادر عراقية أكدت وجود تحركات لبعض السياسيين المعروفين بمواقفهم المتناغمة مع الأجندات الإقليمية، والتي تعزز النفوذ الخارجي في البلاد.
من بين الأحداث التي أثارت الجدل كانت زيارة قيل إنها سرية قام بها السياسي السني خميس الخنجر إلى دمشق، حيث يُشاع أنه التقى أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام. ورغم عدم تأكيد هذه الأنباء بشكل رسمي، إلا أن القيادي في تحالف الفتح علي الفتلاوي صرح بأن الحكومة العراقية غير معنية بهذه الزيارة، مشددًا على أن موقفها الرسمي واضح وصريح.
دور شخصيات عراقية في رسم المشهد الجديد
في سياق مشابه، تطابقت رؤى بعض الشخصيات السياسية العراقية مع النظام السوري الجديد، مما أثار مخاوف من انعكاس ذلك على الوضع الداخلي للعراق.
على الجانب الآخر، أثارت زيارة محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب العراقي، إلى واشنطن انتقادات واسعة من أوساط سياسية ومحللين.
المحلل السياسي صباح العكيلي وصف زيارة الحلبوسي بـ”المشبوهة”، مشيرًا إلى احتمال وجود ترتيبات متعلقة بمخطط الشرق الأوسط الجديد.
من جهته، حذر المحلل قاسم بلشان من أن هذه التحركات تشير إلى بدء العمل على المخطط الإقليمي الذي يُتوقع أن يشمل العراق ضمن مراحله القادمة.
قلق داخلي وتحذيرات من تحولات قادمة
هذا القلق يتنامى في ظل تصاعد الحديث عن تغيير خارطة التحالفات الإقليمية وتأثيرها على العراق. إذ يتخوف مراقبون من أن يؤدي انخراط بعض القيادات السياسية في هذه التحركات إلى تعميق الانقسامات الداخلية وفتح المجال أمام مزيد من التدخلات الخارجية.
ما زالت هذه التحركات قيد المراقبة، إلا أنها تعكس ديناميات متغيرة في المنطقة قد تكون لها انعكاسات عميقة على العراق ومستقبله السياسي