الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إيكونوميست: باستهدافه الحوثيين وتهديد إيران.. ترامب يفتح عاصفة إقليمية قد تزداد سوءا
تغيير حجم الخط     

إيكونوميست: باستهدافه الحوثيين وتهديد إيران.. ترامب يفتح عاصفة إقليمية قد تزداد سوءا

القسم الاخباري

مشاركة » الجمعة مارس 21, 2025 10:30 am

3.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا قالت فيه إن الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن قد تؤدي إلى عاصفة إقليمية.

ففي الماضي، قامت أمريكا والدول الحليفة معها باستهداف الحوثيين عدة مرات منذ بداية استهدافهم السفن التجارية في البحر الأحمر بعد تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ولكن الغارات التي شنتها أمريكا في 15 آذار/ مارس هي الأولى في ظل قيادة دونالد ترامب. وقتلت التفجيرات 50 شخصا واستهدفت قيادات حوثية وخبراء إيرانيين، حسبما أوردت قناة فضائية عربية.

فبعد إضعاف حزب الله في حربه مع إسرائيل، والإطاحة بنظام بشار الأسد، يبدو أن الجنرالات الأمريكيين على ثقة من قدرتهم على التعامل مع عضو في محور المقاومة الذي تقوده إيران.

وتهدف أمريكا من هذه الغارات لتحقيق ثلاثة أهداف، فهي تريد وقف استهداف الحوثيين للسفن التجارية التي تمر عبر البحر الأحمر، حيث ضربوا 130 سفينة، احتجاجا على حرب إسرائيل في غزة. ثم أوقفوا الهجمات بعد الهدنة التي وقعت في كانون الثاني/ يناير. ولكنهم هددوا باستئناف الهجمات بعد قطع إسرائيل التيار الكهربائي ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما دفع ترامب للقيام بعملية استباقية.

أما الأمر الثاني، فهو اعتقاد الرئيس الأمريكي بأن زيادة الضغط على قادة إيران من خلال إضعاف واحد من وكلائهم، سيجبرهم على القبول بصفقة تحد من برنامجهم النووي.

أما الأمر الثالث، فيتعلق بالجنرالات الأمريكيين الذين يريدون استعراض حاملات الطائرات الباهظة الثمن، قبل مراجعة النفقات العسكرية. ونقلت المجلة عن ديفيد روتش، المحلل في واشنطن قوله: “تريد البحرية استعادة كرامتها”، و”لا يمكن النظر إليهم على أنهم مقيدون من الحوثيين الحفاة”.

وتذكر المجلة أن الهجمات السابقة التي شنت ضد الحوثيين لم تكن فعالة، وخلافا لحزب الله، يحكم الحوثيون منطقة تزيد بـ30 مرة عن تلك التي كان يسيطر عليها الحزب اللبناني. كما يحكمون 25 مليون نسمة، أي ما يزيد بـ15 مرة عما ما حكمته الجماعة اللبنانية، كما أن أنصارهم كثر.

إلى جانب هذا، للأجانب الذين قاتلوا اليمنيين تاريخ من الفشل. لا يزال الأتراك يغنون “من يذهب لا يعود”، حزنا على أربعة قرون من الخسائر في اليمن. ومثل حزب الله، يقود الحوثيون رجل دين، وهو عبد الملك الحوثي. ولكن على عكس حزب الله، فهم يديرون أيضا حكومة بحكم الأمر الواقع ستصمد حتى لو قتل الحوثي.

بعد عقد من الزمان في السلطة، أُعيد تثقيف العديد من اليمنيين في “معسكرات ثقافية” لرؤية العالم كما يراه الحوثيون. ويبدو أن قنابل أمريكا تؤكد ما تعلموه: الكافر يقتل المسلمين مرة أخرى. واحتشد أنصار الحوثي في ​​الشوارع للتعبير عن التحدي عندما وعد في خطاب متلفز بعد الضربات الأمريكية باستئناف هجماته على السفن.

وتضيف المجلة أن نبرة التحدي تزيد من رصيد الحوثيين بالمنطقة. وقد تردد صدى وصف زعيمهم القادة العرب، بالمرتزقة الذين تخلوا عن فلسطين، من الجزائر إلى أفغانستان. ويحظى بدعم كبير بين أبناء الأقلية الشيعية في السعودية المجاورة.

وبعد عقدين من الزمان، حولتهم تجربة قتالية شرسة، أولا ضد الحكومة اليمنية، ثم ضد السعوديين والإماراتيين، وفي الأونة الأخيرة ضد أمريكا وإسرائيل، من ميليشيات متناحرة إلى قوة إقليمية.

ونقلت المجلة عن فارع المسلمي، المحلل اليمني في تشاتام هاوس بلندن قوله: “الحوثيون هم العضو الوحيد في محور إيران الذي تعزز موقفه خلال العام الماضي”.

وربما ساءت العاصفة، حيث سيواصل الحوثييون إرسال الصواريخ والمسيرات. ففي 20 آذار/ مارس أطلقوا صاروخا باتجاه تل أبيب، وربما تركت بعض الصواريخ ندبات في حاملة طائرات أمريكية وهو ما سيضر بسمعة أمريكا، كما يحذر ديفيد روتش.

وفي الوقت الذي بحثت فيه إدارة بايدن عن حلفاء محليين للتعاون معها ضد الحوثيين، إلا أنها اعتبرت منافسي الحوثيين الكثر في اليمن فاسدون وغير أكفاء لدرجة ترددت من المخاطرة بتسليحهم. وربما حاول البعض إظهار استعدادهم، مما قد يشعل فتيل الحرب الأهلية في اليمن من جديد.

وفي الوقت نفسه، يصعّد ترامب نطاق تهديداته، واعدا بمحاسبة إيران على هجمات الحوثيين ومحذرا قادتها من عواقب وخيمة.

ومع ذلك، فإن نهجه لن يؤدي إلا إلى تشدد القادة في إيران. وربما انتهزوا الفرصة وحشدوا شعبهم الذي يشعر بالمرارة منهم وجعلوه يصطف معهم ضد العدو المشترك، وربما قرروا المضي في برنامجهم النووي والحصول على القنبلة. وربما انضمت إسرائيل إلى المعركة. وعندها سيهب الحوثيون لمساعدة راعيتهم الإيرانية ويطلقون الصواريخ على مدن الخليج وموانئ النفط. وعليه، فمن السهل جدا تخيل الأسوأ.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار