صنعاء – «القدس العربي»: شنت المقاتلات الأمريكية، مساء الإثنين وصباح الثلاثاء، 27 غارة استهدفت مناطق متفرقة في محافظات صنعاء (شمال) والحُديدة (غرب) ومأرب (شمال شرق) في اليمن خلال أقل من 24 ساعة.
وحسب وسائل إعلام تابعة لحركة «أنصار الله»(الحوثيون)، فقد «شن العدوان الأمريكي، أمس الثلاثاء، 11 غارة على محافظة صنعاء، مستهدفًا بخمس غارات منطقة الجميمة في مديرية بنى حشيش (شرق)، وست غارات منطقة جربان في مديرية سنحان (جنوب المحافظة)».
كما استهدف بغارتين جزيرة كمران بمحافظة الحُديدة.
وذكرت وكالة الأنباء سبأ، بنسختها التابعة لـ «أنصار الله» أن «طيران العدوان الأمريكي شن، أمس الثلاثاء، تسع غارات على محافظة مأرب، مستهدفًا بغارتين منطقة كوفل بمديرية صرواح، وغارتين مديرية الجوبة، وخمس غارات مديرية مجزر».
وكان «العدوان الأمريكي قد استهدف، مساء الإثنين، بخمس غارات بمنطقة الجفرة بمديرية حريب» بالمحافظة عينها.
وتداولات منصات التواصل الاجتماعي في اليمن، في اليومين الماضيين، صوراً لضحايا غارات أمريكية استهدفت منزلاً في منطقة الحافة في مديرية شعوب شرقي العاصمة صنعاء، بمن فيهم الأطفال، وموقع المنزل الذي تحول إلى أثر بعد عين. ومن ذلك مقطع فيديو متداول أعاد نشره موقع قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين، وهذا المقطع لأب لحظة عثوره على طفله الشهيد؛ وهو ممزق الأشلاء، بين أنقاض منزلهم، الذي دمرته غارة أمريكية، ويظهر في الفيديو بكاء الأب ونواحه. وذكرت القناة «أن رب البيت خرج إلى البقالة المجاورة لمنزله لشراء طعام لأسرته ليل أمس الأول، وفوجئ بغارات أمريكية استهدفت منزله، ما تسبب بوفاة جميع أفراد أسرته».
وقالت: «في تفاصيل الجريمة، شن طيران العدوان الأمريكي، مساء الأحد 6 أبريل/نيسان الجاري، غارات استهدفت منزل المواطن صالح السهيلي في حي شعوب بالعاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد وإصابة 29 مدنيًا، بينهم نساء وأطفال، وإلحاق أضرار كبيرة في منازل المواطنين وممتلكاتهم بالحي». ونقلت عن مالك «البقالة» المجاورة للمنزل المستهدف قوله إن صالح السهيلي ذهب إليه ليشتري أغراضًا وموادَّ غذائية لأسرته، الذين ينتظرونه داخل المنزل المستهدف «فسمعنا الضربة الأولى في البيت والضربة الثانية أَيْـضًا، واستشهد وأُصيب كُـلّ من في المنزل، ولم يتبقَّ إلا هو وحفيده».
وفي الشأن ذاته، قالت وكالة الأنباء سبأ بصنعاء عن المنزل المستهدف: «لم يكن في ذلك المنزل أي موقع عسكري، ولا مستودع ذخيرة، ولا أي عنصر مسلح، فقط عائلة يمنية بسيطة كغيرها من أفراد المجتمع، لكن القرار الأمريكي كان واضحاً «لا مكان آمناً في صنعاء، الكل مستهدف، لا فرق بين مدني وموقع عسكري».
في المسار عينه، أدان المركز اليمني لحقوق الإنسان بصنعاء «بأشد العبارات الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها القوات الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في اليمن وفلسطين، والتي تشمل استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وكذا تدمير البنية التحتية الحيوية، ما ينتهك المادة 54 من البروتوكول الإضافي الأول، واستخدام أسلحة عشوائية الأثر، ما يخالف مبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية (المادة 48 من البروتوكول الإضافي الأول)»، طبقًا لبيان.
أمريكيًا، شهد يوم الإثنين اتصالًا هاتفيًا جمع وزيري الدفاع في الولايات المتحدة بيت هيغسيث، والمملكة العربية السعودية خالد بن سلمان. وتطرق الاتصال إلى التصعيد الأمريكي في اليمن.
ووفق بيان «البنتاغون» فان الاتصال قد «تبادل وجهات النظر حول الوضع الأمني الإقليمي، بما في ذلك التقدم المحرز في العمليات الأمريكية الرامية إلى تقويض قدرات الحوثيين والحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر. وناقش الوزيران فرص توسيع الشراكة الأمريكية السعودية في الشؤون الدفاعية».
واستأنفت واشنطن غاراتها على مناطق نفوذ الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس/آذار، في سياق جولة ثانية تستهدف، وفق الإدارة الأمريكية، قدرات الحركة التي تتهمها واشنطن باستهداف الملاحة الدولية، بينما يعتبر الحوثيون «العدوان الأمريكي على اليمن» يأتي ردًا على موقفهم المساند لغزة في ظل ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق لأكثر من 17 شهراً.
وارتفع عدد الضحايا المدنيين جراء الغارات، بالاعتماد على معطيات وزارة الصحة ووكالة سبأ بصنعاء، ووفق ما أحصته «القدس العربي»، إلى 68 شهيدًا و173 جريحًا.