الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الفاشر: 450 قتيلاً خلال 3 أيام… وحاكم دارفور يدعو لتحشيد واسع لفكّ الحصار
تغيير حجم الخط     

الفاشر: 450 قتيلاً خلال 3 أيام… وحاكم دارفور يدعو لتحشيد واسع لفكّ الحصار

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين إبريل 14, 2025 5:22 am

8.jpg
 
الخرطوم ـ «القدس العربي»: قتل 450 سودانيا في هجمات متواصلة منذ الجمعة لقوات «الدعم السريع» على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور ومعسكري زمزم وأبو شوك للنازحين، المتاخمين للمدينة. يأتي ذلك في وقت نشرت فيه «الدعم» مقاطع مصورة، قالت إنها من داخل معسكر زمزم للنازحين الواقع جنوب الفاشر، مؤكدة بسط سيطرتها على المعسكر بعد معارك محتدمة استمرت لثلاثة أيام،
وبينما تدخل المعارك في الفاشر منعطفا خطيرا وتقترب نذر «المعركة الحاسمة» التي ستحدد مستقبل إقليم دارفور الواقع غرب السودان، قال حاكم الإقليم، مني أركو مناوي، إنه ظل يناشد العالم، ويوجه نداءاته إلى الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية دون استجابة.
ووجه نداءً عاجلا لشباب دارفور بضرورة التحرك الفوري لفك الحصار عن مدينة الفاشر ومحلية أم كدادة، داعيا إلى استجماع القوة والإرادة، مؤكدا على ضرورة إظهار قدرة أهل الإقليم على تغيير الواقع.
وقال: «يجب أن نعمل معا من أجل تحرير الوطن، ولنتذكر كل من فقدناهم فهم أحياء في قلوبنا».
وطالبت حركة «جيش تحرير السودان» بقيادة مناوي، القوات المسلحة بالتحرك الفوري لإنقاذ مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن استمرار الهجوم العنيف من الميليشيات على معسكري زمزم وأبو شوك والفاشر لليوم الثالث على التوالي، أدى إلى مقتل أكثر من 450 شخصاً بينهم أطفال وأطباء وعمال إغاثة.
ووصف المتحدث باسم الحركة، الصادق محمد النور الهجوم بـ«التطهير العرقي الممنهج» على غرار ما جرى في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور محذراً من أن سقوط الفاشر يعني سقوط باقي مدن السودان.
وطالب القوات المسلحة بإرسال إمدادات سريعة للجيش والقوات المشتركة للحركات المسلحة المساندة له المتمركزة في الفاشر فوراً، وإنقاذ أكثر من مليون ونصف مدني محاصر في عاصمة إقليم دارفور، داعيا أبناء السودان كافة لمساندة دارفور في هذه المعركة المصيرية.
وقال: «كما دافعنا عن مدن السودان سوف ندافع عن مدينة الفاشر» مشيرا إلى صمود المدينة أمام 202 هجوم منذ مايو/ أيار الماضي.
وأضاف: «هذا الهجوم البربري الغاشم أدى الى نزوح عشرات الآلاف من معسكري زمزم وأبو شوك نحو مدينة الفاشر سيراً على الأقدام منذ صباح السبت، في ظل انعدام مياه الشرب والطعام والدواء».
وتابع: «الميليشيا تواصل مسيرتها القذرة في التطهير العرقي كما حدث في الجنينة وغيرها. عناصرها يتباهون بعنصريتهم ويوثقون جرائمهم بأنفسهم عبر المقاطع المصورة هذا دليل دامغ على أن الميليشيا تريد إحداث التغيير الديموغرافي في كل دارفور وجلب مستوطنين جدد»،
في حين قالت لجان مقاومة الفاشر في بيان منتصف ظهيرة الأحد: «لقد تجددت الاشتباكات الآن، داخل مدينة الفاشر بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، في الاتجاه الشرقي والشرقي الشمالي للمدينة، وقواتنا تقاوم هجوم الميليشيات في هذه اللحظات، ومن جانب أخر، تستمر الاشتباكات منذ ساعات في معسكر زمزم للنازحين».
وأضافت: «معاركنا مستمرة ومنصورين بإرادة شعبنا، ليس لنا خيار، سوى المقاومة ومزيد من الصبر والثبات».
وأشارت إلى موجة نزوح عكسي لأهالي معسكر زمزم الي مدينة الفاشر، في ظل صعوبة الحصول على المياه والطعام.
وأفاد شهود عيان للأناضول من مدينة الفاشر بأن آلاف النازحين فروا من مخيم زمزم إلى الفاشر جراء استمرار القصف والهجوم على المخيم من قبل قوات الدعم السريع.
وذكر الشهود أن هؤلاء النازحين هم في الأصل نازحين إلى المخيم خلال الفترة الماضية نتيجة للاشتباكات بين الجيش والقوات المساندة ضد الدعم السريع في عدة مناطق بولايات دارفور.
وأضافوا أن غالبية النازحين، وهم من النساء والأطفال وكبار السن، يصلون الفاشر وهم في «وضع مزرٍ» (يبعد مخيم زمزم حوالي 12 كيلومترا عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور).

تصفية 56 فردا

وقال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، إن قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة أم كدادة، أقدمت على تصفية 56 فردا من سكان المدينة على أساس عرقي، وارتكبت انتهاكات واسعة وهجرت المواطنين بالقوة من المدينة، وأوقفت جميع شبكات الاتصالات.
وفي وقت أعلنت فيه «الدعم السريع» سيطرتها على معسكر زمزم للنازحين، أكدت القوات المسلحة السودانية استقرار الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين، وذلك عقب صدّ هجوم جديد شنته الدعم السريع من الجهة الجنوبية الشرقية للمعسكر.
وحسب الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في مدينة الفاشر فإن قوات المقاومة الشعبية والقوات المستنفرة تمكنت من التصدي للهجوم، في «ملحمة بطولية جسدت صمودًا أسطورياً وإرادة لا تلين».

بسبب هجمات تنفذها قوات «الدعم السريع»… وحزب يدعو إلى تحقيق دولي

وأكدت الفرقة أنها تعاملت بحسم مع القصف المتواصل للدعم السريع واستهداف المدنيين العزل، وأجبرتها على التراجع والانسحاب.
وقالت: إن «السيطرة الكاملة على الأوضاع لا تزال قائمة في مدينة الفاشر ومعسكر زمزم».

قصف أبو شوك

في الموازاة، أعلنت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك عن مقتل حوالي 40 شخصًا وإصابة المئات جراء القصف المكثف والمستمر من قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن العائلات التي نزح العديد منها مراراً وتكراراً تجد نفسها مرة أخرى عالقة في مرمى النيران، دون أي ملاذ آمن.
وحمل المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، قوات الدعم السريع كامل المسؤولية عن هذا الاستهداف المتكرر للمدنيين العزل، مطالبا إياها بوقف فوري لأعمال «القصف والاعتداء». وقال إن الوضع في مخيم أبو شوك مأساوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أدى القصف إلى تدمير المرافق الصحية، وانقطعت مصادر المياه بعد قصف مصدرين رئيسيين لها، ولا يوجد في المخيم غذاء أو دواء أو ماء.
وأضاف: «المستشفيات مدمرة، والأسواق خالية من البضائع والأطفال يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً تحت لهيب الشمس والقصف والرصاص».

دعوة أممية

وفي ظل التصعيد المتسارع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف الهجمات على المدنيين وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية والطواقم الطبية، مشيرا إلى مقتل 90 عامل إغاثة منذ اندلاع الحرب.
وأشار إلى أن الفاشر محاصرة منذ عام ما يحرم مئات الآلاف من المساعدات الإنسانية، مطالبا بالسماح للمدنيين الراغبين في مغادرة الفاشر بالخروج من المدينة بأمان. وأكد على ضرورة تقديم منفذي الهجمات والانتهاكات ضد المدنيين للعدالة. وشددت منسقة الأمم المتحدة المقيمة والشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين سلامي، على ضرورة وقف الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر، فورًا.
وطالبت بوقف فوري للأعمال العدائية في السودان، مضيفة: «لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه الفظائع».
وقالت إنه مع اقتراب الذكرى الثانية للنزاع المدمر في السودان نشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المتزايد في وتيرة العنف، خاصة في معسكري زمزم وأبو شوك والفاشر وعبر دارفور بأكملها، مضيفة: «أنا مروّعة ومفزوعة بشدة من التقارير الواردة من مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، وكذلك من مدينة الفاشر في شمال دارفور».
وأشارت إلى أن هذا التصعيد المميت وغير المقبول يمثل حلقة أخرى في سلسلة الهجمات الوحشية على النازحين والعاملين في المجال الإنساني في السودان منذ اندلاع هذا النزاع قبل ما يقارب العامين.
وحثت أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال، على التوقف الفوري عنها، وفقًا لما تقتضيه قرارات مجلس الأمن الدولي، خاصة القرار 2736 الذي يطالب بوقف الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في السودان.
إلى ذلك، قال حزب الأمة القومي إنه يتابع بقلق بالغ تصاعد حدة العنف وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في ولاية شمال دارفور، خاصة عقب تجدّد المعارك الدامية داخل معسكر زمزم للنازحين، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم أفراد من الطواقم الطبية العاملة في المعسكر. وأدان بأشد العبارات الانتهاكات البشعة التي تطال المدنيين الأبرياء في معسكر زمزم، ومعسكر أبو شوك، ومدينة الفاشر، محملا قوات الدعم السريع كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن استمرار استهداف المدنيين. وطالبهم بالوقف الفوري للعمليات العسكرية في محيط المعسكرات والمناطق السكنية، والوفاء بالتزاماتهم لحماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات العاجلة للمتضررين.
وناشد الحزب المنظمات الإنسانية المحلية والدولية سرعة التدخل لتقديم العون الإغاثي والطبي للمتأثرين، الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية مأساوية في ظل انعدام المياه والغذاء والدواء، ووجود عشرات المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة.
وقال إن استمرار هذه الحرب الكارثية، وإصرار أطراف النزاع على الخيارات الصفرية، ينذر بمزيد من التدهور ويعرض حياة آلاف الأبرياء لخطر الموت، ويُفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة يوماً بعد يوم.
فيما وصف حزب المؤتمر السوداني ما يحدث في معسكر زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور بـ«المأساة» مشيرا إلى أن الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على المعسكر أسفر عن ارتكاب انتهاكات وحشية بحق المدنيين العزّل، شملت القتل والاختطاف والنهب، في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم المتصاعدة منذ اندلاع الحرب السودانية. وطالب الحزب بتحقيق دولي عاجل ومستقل لضمان محاسبة مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة، داعيا لاتخاذ تدابير عاجلة تضمن حماية المدنيين وتوصيل الغذاء والدواء والخدمات للمواطنين.
ودعا لوقف كامل لإطلاق النار، مضيفا: «معاناة الناس يجب أن تتوقف الآن ودون تأخير».
وأكد على ضرورة الشروع في حل سلمي تفاوضي يُنهي الحرب ويعالج جذورها ويضع السودان على مسار ديمقراطي مستقر قائم على العدالة والمواطنة والمساءلة.
ودعا كافة القوى المدنية إلى التكاتف والتصعيد السياسي والإعلامي في مواجهة جرائم الحرب، وتوحيد الجهود من أجل حماية المدنيين وإنهاء هذه الكارثة الإنسانية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار