الوثيقة | مشاهدة الموضوع - فصائل وأحزاب في العراق تحت التهديد.. ماذا لو نجحت أو فشلت المفاوضات الأمريكية – الإيرانية؟
تغيير حجم الخط     

فصائل وأحزاب في العراق تحت التهديد.. ماذا لو نجحت أو فشلت المفاوضات الأمريكية – الإيرانية؟

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء إبريل 15, 2025 9:08 am

7.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

أكد محمد السوداني، رئيس الحكومة، “دعم العراق للقاءات والحوارات الرامية لإنهاء التوتر، وفرض الأمن والاستقرار”، في إشارة إلى المفاوضات الإيرانية – الأمريكية الأخيرة، خلال لقائه وفداً من “الكونغرس” في بغداد يوم الأحد.
واعتبر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن المباحثات بين واشنطن وطهران تمثل “السبيل الوحيد لتجنب حرب شاملة”، مؤكداً دعم الحكومة العراقية لـ”الحلول السلمية” لأزمات المنطقة في لقاء أمني في تركيا.

وكانت الخارجية العراقية قد رحبت السبت الماضي ببدء المفاوضات، معربة عن أملها في أن تُفضي إلى نتائج إيجابية.
بالمقابل، صعّدت “الفصائل” من خطابها مع بداية المفاوضات، وقالت حركة “النجباء” إن حل الحشد الشعبي “نتاج خيال ووهم العدو الأمريكي وأتباعه الأشرار”.
وتوقعت تقارير أن “المفاوضات” مع إيران قد تعني إنهاء دور إيران في المنطقة “سياسياً” و”عسكرياً”، وإنهاء دور حلفائها في المنطقة، ومن ضمنهم “الفصائل العراقية”.
وأكد البيت الأبيض، السبت الماضي، أن المحادثات مع إيران، التي عقدت في سلطنة عُمان، كانت إيجابية وبنّاءة جداً، بحسب “رويترز”.
وعُقدت المفاوضات غير المباشرة برئاسة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والممثل الخاص للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بوساطة وزير خارجية عُمان.
وبعد أكثر من ساعتين ونصف من المفاوضات غير المباشرة، اتفق الطرفان على مواصلتها يوم السبت من الأسبوع المقبل.
وتوقعت وسائل إعلام أمريكية أن الجولة الثانية ستُعقد في روما، العاصمة الإيطالية.
وحتى ذلك الوقت، يدور جدل في العراق حول مدى انعكاس هذه المفاوضات على الداخل. ويقول مثال الآلوسي، السياسي والنائب السابق: “للأسف، النظام العراقي ليس جزءاً من الاهتمام الحالي لدى الإدارة الأمريكية، وليس جزءاً من أي حوار ناجح أو فاشل بين أمريكا وإيران”.

رسائل جديدة
ويكشف الآلوسي عن رسائل جديدة استلمها سياسيون عراقيون عن “تطورات مختلفة في فهم وسياسة أمريكا تجاه العراق، لكنها ستظهر بشكل أوضح بعد أن تنتهي المرحلة الأولى من التفاهمات الأمريكية حول إيران”.
ويؤكد النائب السابق أن واشنطن أبلغت بغداد سابقاً، بأنها “لن تسمح بخروج أي دولار أو قطرة نفط من العراق إلى إيران، ضمن سياسة العقوبات القصوى ضد طهران”.
ويعتقد الآلوسي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “فرض سياسة جديدة” على كل من إسرائيل وإيران، مضيفاً أن “السياسة الأمريكية ذاهبة إلى أبعد مما يجري من مفاوضات الآن مع إيران، وإلى تفاهمات أوسع في المنطقة قد تشمل العراق، لكن بعد حين”.
لكن رغم ذلك، لا يستبعد النائب السابق أن “تحدث مفاجأة” في مسار المفاوضات تقلب الطاولة والمعايير، وتؤثر على العراق بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويتحدث الآلوسي عن احتمال “دفع إيران إلى إنهاء دور المرشد الحالي، وانتظار مرشد أو رئيس جديد يمثل علاقات جديدة بين البلدين”.
في تلك الأثناء، يكشف النائب السابق عن إرسال قوى سياسية شيعية في العراق “رسائل إلى أمريكا تؤكد بأنها لا تدعم الحرب ضد إسرائيل”.
وبيّن الآلوسي أن “تلك الرسائل تُظهر هذه الطبقة (التحالف الشيعي) بأنها الوحيدة القادرة على ضبط الفصائل التي قد تهدد إسرائيل، ولذا يجب أن تبقى هذه المجموعة في مواقعها دون تغيير”.
وكانت بغداد قد أعلنت في وقت سابق أنها أوقفت هجمات إسرائيلية متوقعة على البلاد، وأكدت بالمقابل أن تلك التهديدات “ما زالت مستمرة”.
وتحاول الحكومة في الشهرين الأخيرين إقناع “4 فصائل” قريبة من طهران، توصف بأنها “متمردة”، بالانخراط في العمل السياسي والتخلي عن السلاح.

التأثيرات المباشرة
إلى ذلك، يرى إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، أن عدم فصل العراق عن الملف الإيراني سيجعل الأول من أكثر الدول ترقباً لنتائج هذه المفاوضات.
ويوضح الشمري، وهو يرأس أيضاً مركز التفكير السياسي، التأثيرات المباشرة لانعكاس المفاوضات الأمريكية – الإيرانية على العراق، وهي على 3 مستويات:
1- المستوى الآني: الذي يتمثل في أن هناك ارتباكاً كبيراً وترقباً من القوى السياسية والحكومة لهذه المفاوضات، خصوصاً وأن هناك أكثر من طرف في الطبقة السياسية يدرك أن مستقبلهم، وأيضاً إلى حد ما العملية السياسية، رهن بمخرجات طاولة المفاوضات. ولذلك، نجد الآن لحظة صمت وهدوء وارتباك وترقب سياسي لهذه المخرجات.
2- المدى المتوسط: تقدم المفاوضات، سواء كانت “بناءة” أو في حال توقفت، قد يؤدي إلى نوع من تغيير بموازين القوى في الداخل، حسب نتائج هذه المفاوضات.
3- على المدى الطويل، وهو مرتبط بمسارين:
الأول: إذا نجحت المفاوضات وذهبت إيران إلى التسوية، وإذا ما أعلنت انكفاءها واستغناءها عن حلفائها، فسيؤثر ذلك بشكل كبير على حلفائها في العراق.
وبالتالي، سيكون حلفاء إيران في العراق – والكلام للشمري – في مواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهم لا يملكون إرثاً دبلوماسياً سياسياً مع ترامب وطاقمه.
لذلك، يرى أستاذ السياسة في جامعة بغداد أن أمريكا قد تفرض معادلات سياسية لا تشمل هذه الطبقة السياسية القريبة من إيران. فضلاً عن ذلك، إذا ما طُبق “قانون تحرير العراق” من إيران، فسنكون أمام حتمية خروج العراق من الهيمنة الإيرانية “سياسياً وفصائلياً”.
الثاني: في حال فشلت المفاوضات وكان هناك خيار عسكري من خلال ضربة مشتركة أمريكية – إسرائيلية على إيران، فإن العراق، بلا شك، سيكون من أول الدول التي ستتأثر، لأن الفصائل الحليفة لطهران لا تزال تملك إمكانيات، وتتبنّى مبدأ المقاومة، وعقائدياً هي تابعة لإيران. وبالتالي، ستحوّل العراق إلى ساحة مواجهة بين الفصائل والمصالح الأمريكية، وسيحدث اضطراب أمني كبير في الداخل.
 

العودة إلى الاخبار