الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مع استئناف المحادثات الأمريكية الإيرانية و”فيتو” ترامب.. ما هي خيارات إسرائيل للتعامل مع إيران؟
تغيير حجم الخط     

مع استئناف المحادثات الأمريكية الإيرانية و”فيتو” ترامب.. ما هي خيارات إسرائيل للتعامل مع إيران؟

القسم الاخباري

مشاركة » السبت إبريل 19, 2025 1:39 pm

6.jpg
 
القاهرة: مع استئناف المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، تواجه إسرائيل تحديات جديدة؛ فمع تهميش الخيار العسكري، يجب على تل أبيب التفاوض مباشرة مع واشنطن، وتأمين ضمانات دفاعية والاستعداد لمخاطر اتفاق محتمل قد يقوي إيران ووكلاءها في المنطقة.

وربما أربك التغير الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة من رغبة إسرائيل في التحرك العسكري ضد إيران حسابات حكومة بنيامين نتنياهو التي وجدت نفسها أمام تساؤلات عدة.

ويتساءل المؤرخ والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، ككثيرين غيره، عن من يقف وراء تسريب الخبر الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز بشأن معارضة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خططا إسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية بهدف تدمير المنشآت النووية الإيرانية.

أربك التغير الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة من رغبة إسرائيل في التحرك العسكري ضد إيران حسابات حكومة بنيامين نتنياهو التي وجدت نفسها أمام تساؤلات عدة

ويقول أورين هل كان المصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، الذي كان يأمل أن يثبت مرة أخرى أنه كان يريد التحرك لكن الأمريكيين منعوه؟ أم كان المعسكر الانعزالي في الإدارة الأمريكية الذي يعارض أي تدخل عسكري أمريكي آخر في الشرق الأوسط؟ أم ربما كان ترامب نفسه، الحريص على إثبات أنه الرئيس الذي ينهي الحروب ولا يبدأها؟!

إلا أن أورين، وبحسب مقال رأي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، يرى أنه بغض النظر عن ذلك، فإن “من سرب؟” هو السؤال الخاطئ، وأن السؤال الحقيقي يجب أن يكون: ما الذي يمكن لإسرائيل أن تفعله الآن بعد أن بدا أن الخيار العسكري الإسرائيلي قد خرج نهائيا من الحسابات، بينما يتفاوض المبعوثون الأمريكيون والإيرانيون على اتفاق نووي جديد.

واستطرد قائلا إنه ربما تكون المحادثات طريقة ترامب لإظهار أنه سلك مسار الدبلوماسية وجعله خياره الأول قبل اللجوء للحل العسكري. ولم يستبعد الكاتب والدبلوماسي الإسرائيلي السابق أن تسفر تلك المحادثات عن اتفاق لا يختلف كثيرا عن الاتفاق الذي أبرمه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مع إيران في عام 2015، معتبرا أنه في كلتا الحالتين، “يجب على إسرائيل أن تستعد للأسوأ”.

وحدد الأسوأ بأنه التوصل إلى اتفاق تتحصل بموجبه إيران على حوافز مالية تنعش خزائنها مجددا ويمكنها من إعادة بناء قدرات حركة حماس وحزب الله اللبناني واستعادة نظام موال لطهران في دمشق، كل ذلك دون تفكيك جهاز طرد مركزي واحد.

وربما عبر أورين عن ما يدور في ذهن صناع القرار في إسرائيل، حينما شدد على ضرورة تسليط الضوء على أن مثل هذا الاتفاق يمثل دليلا على ضعف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويقوي نفوذ روسيا والصين، “يجب على إسرائيل أن توضح أن مثل هذا الاتفاق سيضمن لإيران إنتاج أسلحة نووية بمجرد انتهائه”.

ورأى أنه إذا تم إبرام اتفاق نووي جديد، على الرغم من تحذيرات إسرائيل، فيجب على تل أبيب أن تنخرط في حوار حميم مع البيت الأبيض حول السبل التي يمكن لإسرائيل مع ذلك أن تدافع بها عن نفسها.

واعتبر أنه يجب أن تشمل هذه السبل ضمانات أمنية أمريكية صارمة وتأكيدات بأن إسرائيل ستمتلك دائما الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها ضد أي “عدوان إيراني” محتمل.

وتطرق إلى السبل الكفيلة بتحقيق ذلك، فدعا إلى ضرورة “السماح لنا، للمرة الأولى، بشراء قاذفات قنابل استراتيجية وتدريب طواقمنا على قيادتها. يجب أن نتوصل إلى اتفاقات مع الولايات المتحدة بشأن إخلاء غزة وجنوب لبنان من السلاح بشكل دائم”.

منذ محادثات الأسبوع الماضي، التي وصفها الطرفان بأنها “بناءة”، تباينت المواقف داخل إدارة ترامب ما بين مطالب متشددة، تعتبرها إيران بمثابة “خطوط حمراء”، وبين نهج أكثر تصالحية قد تجنح إليه طهران

وبحسب كاتب المقال، تزداد أهمية هذا الحوار الحميم في ضوء حقيقة أن إسرائيل، على عكس الماضي، لا تستطيع الاعتماد على الكونجرس لمعارضة اتفاق نووي جديد، “فالديمقراطيون سيدعمون أي اتفاق يشبه إلى حد كبير اتفاق أوباما بينما سيمتنع الجمهوريون عن معارضة ترامب. لا خيار أمام إسرائيل سوى طرح قضيتنا مباشرة على المكتب البيضاوي. يجب أن نبدأ مفاوضاتنا مع الإدارة الأمريكية الآن”.

ومنذ محادثات الأسبوع الماضي بين الولايات المتحدة وإيران في سلطنة عمان، التي وصفها الطرفان بأنها “بناءة”، تباينت المواقف داخل إدارة ترامب ما بين مطالب متشددة، تعتبرها إيران بمثابة “خطوط حمراء”، وبين نهج أكثر تصالحية قد تجنح إليه طهران، حسبما ذكرت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأمريكية.

ويرى مراقبون أن ما أثير عن تباين وجهات النظر الأمريكية والإسرائيلية حيال تبني نهج متشدد يفضل توجيه ضربة عسكرية لإيران، ربما يمثل ورقة ضغط على إيران قبيل جولة المفاوضات الثانية في روما بوساطة عمانية، لا سيما وسط تهديدات الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة ستلجأ إلى توجيه ضربات عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية، بمساعدة إسرائيل، ما لم يفض طريق الحوار مع طهران إلى اتفاق.

(د ب أ)
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron