الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هذه المواجهة الهندية الباكستانية “مختلفة بشكل خطير”.. هل تزيد احتمالات الحرب النووية؟
تغيير حجم الخط     

هذه المواجهة الهندية الباكستانية “مختلفة بشكل خطير”.. هل تزيد احتمالات الحرب النووية؟

القسم الاخباري

مشاركة » السبت مايو 10, 2025 12:20 pm

3.jpg
 
لندن ـ “القدس العربي”:

نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا بعنوان “هذه المواجهة الهندية الباكستانية مختلفة بشكل خطير”، تحدثت فيه عن أسلحة جديدة، تكتيكات جديدة ومخاطر جديدة.

وأكدت أن التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يبدو هذه المرة مختلفا تماما عن السابق، إذ يستخدم الجانبان أسلحة متطورة مستوردة، ومن بينها الطائرات المسيرة المسلحة، ويضربان أهدافا خارج كشمير.

وأشارت المجلة إلى “أن الطرفين تبادلا الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة منذ أن شنت الهند غارة جوية على باكستان، انتقاما لهجوم إرهابي في كشمير، واعتبرت أن القتال بين البلدين بلغ حدًا لم يبلغه منذ 25 عاما، مما ينذر بدوامة تصعيد خطيرة تزيد من احتمال المواجهة النووية.”

وتقول الهند إن نحو 300 أو 400 طائرة مسيرة باكستانية دخلت مجالها الجوي لاختبار دفاعاتها، ورجحت أنها تركية و صينية الصنع. وذكرت أنها أرسلت في المقابل طائرات مسيرة انتحارية (إسرائيلية الصنع) لمهاجمة منشآت الدفاع الجوي في باكستان، في حين تحدثت إسلام آباد أنها أسقطت 77 طائرة من هذه المسيّرات خلال أقل من يومين، واتهمت الهند بدفع البلدين إلى شفا حرب شاملة.

وشددت المجلة على أنه مع أن الأزمات بين الهند وباكستان مألوفة، فإن هذه الأزمة تدخل مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، لأن الجانبين ابتعدا عن النمط الذي اتبعاه خلال مواجهتيهما السابقتين اللتين اندلعتا بسبب هجمات في كشمير، إذ اقتصرت أولاهما على منطقة ضيقة من إقليم كشمير، والثانية على غارات جوية سريعة ذات تأثير محدود.

أما في هذه المرة، فتبدو الهند عازمة على ترسيخ “هيمنة التصعيد”، مظهرة لباكستان قدرتها ونيتها على الرد على أي هجوم جديد بهجوم أكثر ضررا، مما قد يدفع باكستان “الأضعف” إلى اللجوء إلى التهديدات النووية، مثلما فعلت خلال أزمة عام 1990.

ونقل التقرير عن الباحث سريناث راغافان من جامعة أشوكا الهندية: “يبدو أننا في وضع تصعيدي تقليدي؛ كل جانب يريد إظهار قدرته على رفع مستوى التحدي وإبداء العزيمة، ولكن إذا لم يمنح أي طرف غريمه مخرجا، فقد تسوء الأمور بسرعة كبيرة. الأمر يتطلب تدخلا أجنبيا كبيرا لوضع حد للحرب”.

لكن المجلة لا يتضح لها من القوة الأجنبية التي يمكنها القيام بدور الوسيط، لأن الصين قريبة جدا من باكستان، وبريطانيا والاتحاد الأوروبي لديهما نفوذ محدود في جنوب آسيا، أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيبدو أنه لا يرغب في التدخل، رغم تعبيره عن أمله في انتهاء القتال قريبا.

وبحسبها مما يزيد من خطورة هذه المواجهة استخدام الأسلحة المتطورة، إذ نشرت الهند أحدث طائراتها المقاتلة من طراز رافال الفرنسية، وطائرات هاروب المسيرة الإسرائيلية، ونظام الدفاع الجوي “إس-400” الروسي المتطور، في حين تمتلك باكستان مقاتلات “إف-16” الأميركية، ومقاتلات صينية جديدة من طراز “جيه-10 سي” (J-10C) المجهزة بصواريخ بعيدة المدى من طراز “بي إل 15″. وكان جدل كبير أثير عقب زعم باكستان أنها أسقطت من خلال هذه المقاتلات الصينية 5 طائرات هندية (3 من نوع رافال الفرنسية وطائرتين من صناعة روسية) داخل المجال الجوي للهند. كما تمتلك باكستان طائرات هجومية مسيرة من الصين وتركيا.

ولفتت المجلة إلى أن الطائرات المسيرة شكلت ديناميكية جديدة، لأنها تتيح لكل طرف شن هجمات أكثر إثارة للقلق وتأثيرا من نيران المدفعية، كما أن بيئة المعلومات تغيرت بعد آخر مواجهة عسكرية رئيسية بين البلدين، فسهل استخدام الذكاء الاصطناعي إنتاج المعلومات المضللة ومشاركتها بشكل كبير، كما سهل الرقابة السريعة على كميات هائلة من المعلومات عبر الإنترنت.

ورغم هذه المؤشرات إلى أن التقرير خلص إلى أن هناك بعض المؤشرات المشجعة، كإنشاء قناة اتصال جديدة بين مستشاري البلدين للأمن القومي، وكعدم استخدام صواريخ قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، وكعدم اللجوء إلى التهديدات النووية، لكن العالم -رغم ذلك- عليه أن يكون في حالة تأهب قصوى لأي من هذه الإشارات خلال الأيام المقبلة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار