غزة ـ الضفة – «القدس العربي»: صعّد الفلسطينيون من وتيرة مواجهتهم وعمليات المقاومة أمس الإثنين، في القدس وغزة المحتلتين، فنفذوا هجومين أوديا بحياة 6 مستوطنين إسرائيليين في القدس و30 جريحا، و4 جنود في جباليا شمالي القطاع المنكوب.
وسارع مسؤولو حكومة المتطرفين في إسرائيل، وفي مقدمتهم رئيسها بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية، إلى إطلاق تهديدات جديدة تتضمن تلويحا بعقاب جماعي للفلسطينيين.
وهذه التهديدات استكمال لما دأبت دولته وجيشها على انتهاجه خلال حرب الإبادة التي قتلت أكثر من 64 ألف فلسطيني، ثلثهم تقريبا من الأطفال.
ولم تتبن أي جهة عملية القدس التي جرت على أطراف حي راموت الاستيطاني، الواقع في القدس الشرقية المحتلة، التي تشهد توسعا استيطانيا مسعورا، في ظل حكومة أقصى اليمين الإسرائيلية.
ووصفت وسائل إسرائيلية العملية بـ”الصعبة جداً”، وبأن معظم الإصابات حدثت داخل حافلة للمستوطنين، حيث صعد فلسطينيون وبدأوا بإطلاق النار على كل من فيها.
وعلق رئيس وزراء الاحتلال الذي تفقد موقع العملية، بالقول إن “القضاء على الإرهابيين منفذي عملية القدس لا يكفي، كما أن ملاحقة مؤيديهما ومساعديهما لا تكفي أيضا”، في تهديد مبطن أفصح عنه وزراء آخرون في حكومته.
وحذر وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من حسم ما أسماه “الإرهاب” في مخيمات فلسطينية أخرى، بعدما زعم أنه حُسم في مخيمات شمال الضفة.
أما وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش فقال “يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية من الخريطة، والقرى التي خرج منها المخربون يجب أن تبدو مثل رفح وبيت حانون”.
وطالب وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين بطرد من أسماهم “عائلات الإرهابيين”.
وتعقيبا على العملية، أدانت الرئاسة الفلسطينية أي استهداف للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها قالت إن “الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا دون إنهاء الاحتلال، ووقف أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإرهاب المستوطنين في الضفة، بما فيها القدس المحتلة”.
وأشادت فصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالعملية. وقالت “حماس” في بيان إن العملية تمثل “رسالة واضحة أن مخططاته في احتلال وتدمير مدينة غزة وتدنيس المسجد الأقصى لن تمرّ دون عقاب”.
أما في غزة، فشهد اليوم الـ703 للإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في القطاع استمرارا لوتيرة القتل وتدمير الأبراج، بالتزامن مع دعوة نتنياهو سكان مدينة غزة إلى الخروج منها فورا.
جاء هذا في وقت نفّذت فيه المقاومة عملية نوعية ضد القوات الإسرائيلية في مناطق التوغل البري شمال القطاع، أدت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة إنّ 52 فلسطينيًا استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الإثنين، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، بينهم 32 في مدينة غزة. وأعلنت وزارة الصحة عن وصول مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 67 شهيدًا و320 إصابة، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 64,522 شهيدًا و163,096 إصابة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع استمرار الحصار المشدد، أعلنت وزارة الصحة تسجيل ستِّ حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينها طفلان خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 393 شهيدًا، من بينهم 140 طفلًا.
سياسيا، تدرس فصائل فلسطينية بقيادة حركة “حماس” حالياً طريقة الرد على مقترح أمريكي جديد بعقد تهدئة في قطاع غزة.
وعلمت “القدس العربي” أن حركة “حماس” نقلت المقترح الذي وصلها إلى الفصائل الفلسطينية التي شاركتها المشاورات التي عُقدت الشهر الماضي في القاهرة، والتي وافقت حينها على مقترح الوسطاء، الذي جرى تجاوزه لاحقًا بأفكار أمريكية جديدة.
وترى الأوساط الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية عبر المقترح الجديد قدّمت خدمة كبيرة للحكومة الإسرائيلية، التي واجهت انتقادات داخلية ودولية، وذلك بعدما لم تبدُ تلك الحكومة مبالية بالمقترح الأخير الذي طرحه الوسيطان القطري والمصري.
وعلمت “القدس العربي” أيضًا أن “حماس” والفصائل الفلسطينية ستطالب مقابل الصفقة الشاملة بتقديم ضمانات حقيقية لوقف الحرب، في وقت يرى فيه مسؤول في أحد الفصائل أن هدف المقترح لا يقتصر على خدمة إسرائيل فحسب، بل يمنحها مزيدًا من الوقت للمضي في خطط تدمير مدينة غزة وتهجير سكانها.