غزة ـ «القدس العربي» ووكالات: في ليلة من أعنف الليالي التي عاشتها غزة، وفي خرق جديد وخطير لاتفاق وقف إطلاق النار، تعمّدت إسرائيل ارتكاب سلسلة مجازر دامية أوقعت عشرات الضحايا، في مشهد أعاد إلى الأذهان ما كانت عليه الظروف خلال فترة الحرب. وينذر هذا التصعيد باحتمالات أكثر سوءًا. وقد عبّر السكان عن خشيتهم من قادم الأيام، فيما زعمت إسرائيل عودتها بعد المجازر للعمل باتفاق وقف إطلاق النار، وسرعان ما خرقته بادعائها بقصف مخزن سلاح، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن 104 شهداء، منهم 46 طفلًا و20 امرأة، و253 إصابة، منهم 78 طفلًا و84 امرأة، وصلوا إلى مشافي القطاع بسبب التصعيد الدامي.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة” الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة حسب ما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.
ودللت صور الضحايا على فظاعة المشهد، إذ وصل أطفال ورجال كبار في السن إلى مشافي القطاع التي تعمل بأقل طاقة، والدماء تغطي أجسادهم، فيما وصل كثير من الشهداء عبارة عن أشلاء ممزقة.
وتباعًا خرجت جنازات الشهداء من مناطق خان يونس ووسط القطاع ومدينة غزة، واحتشد مواطنون كثر خلال تشييع جنازة شهداء عائلة أبو دلال في مخيم النصيرات، الذين نُقلوا في شاحنة كبيرة إلى مقبرة المخيم، وقد تكدست جثامينهم فوق بعضها البعض.
وانهار كثير من أقارب الضحايا خلال التشييع، وقال أبو محمد أبو دلال لـ”القدس العربي”: “إيش ذنب الأطفال والنساء؟ أجسادهم صارت أشلاء”، وتابع أثناء التشييع: “هذا حرام، إسرائيل كل يوم بترتكب مجازر وبتدّعي التهدئة” .
وطالبت حركة “حماس” الوسطاء الضامنين للاتفاق بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال “وكبح تصعيده الوحشي ضد المدنيين في قطاع غزة، ووقف انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه ببنوده كافة” .
وكذّب المكتب الإعلامي الحكومي رواية الجيش الإسرائيلي عن استهداف عناصر مقاتلة في المقاومة الفلسطينية، وقال إن الاحتلال نشر قائمة تضم 26 اسما زعم أنها تعود لأشخاص قتلوا خلال عدوانه الأخير، وتبين أنها تحتوي على أسماء وهمية وغير عربية وآخرين أحياء
وفي نيويورك، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده تواصلت مع الولايات المتحدة لاحتواء الانتهاك الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف في تصريحات أمام مجلس العلاقات الخارجية أن على إسرائيل الانسحاب من قطاع غزة بعد بدء عمل قوة الاستقرار الدولية، مشيراً إلى أن “حركة حماس أكدت جهوزيتها للتخلي عن الحكم”، مؤكداً في الوقت ذاته حرص الدوحة على “خلق أفق سياسي حقيقي للشعب الفلسطيني”.
وتوقع رئيس الوزراء القطري أن يصمد وقف إطلاق النار في غزة رغم “الانتهاكات”، وذلك بعدما شنت إسرائيل هجمات في القطاع أودت بحياة أكثر من 100 فلسطيني بينهم 46 طفلا و20 امرأة.
وقال “لحسن الحظ، أعتقد أن الطرفين الرئيسيين – كلاهما – يقران بضرورة صمود وقف إطلاق النار وضرورة التزامهما بالاتفاق”.