الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تسارع في التحضيرات العسكرية الأمريكية… وهاجس الحرب يلوح فوق فنزويلا
تغيير حجم الخط     

تسارع في التحضيرات العسكرية الأمريكية… وهاجس الحرب يلوح فوق فنزويلا

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء نوفمبر 26, 2025 3:07 am

1.jpg
 
واشنطن- “القدس العربي”: مع تزايد الحديث عن استعداد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمرحلة «أكثر دموية» من العمليات العسكرية ضد فنزويلا، بما في ذلك ضربات برّية، أفاد تقرير جديد بأن الجنود الأمريكيين المتمركزين قرب الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية يُحرَمون من إجازات عيد الشكر وعيد الميلاد تحسبًا لعمل عسكري وشيك.

وذكرت مراسلة البيت الأبيض في شبكة «نيوز نيشن» كيلي ماير عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإثنين أن قيادة القيادة الجنوبية للولايات المتحدة (ساوثكوم) «تقيّد الإجازات خلال عطلتي عيد الشكر والميلاد استعدادًا لاحتمال شنّ ضربات برّية خلال 10 أيام إلى أسبوعين”.

غير أن «ساوثكوم» نفت صحة هذه المعلومات، مؤكدة على لسان متحدث باسمها أن «أفراد الخدمة والموظفين المدنيين يُمنحون دائمًا فرصًا كافية للحصول على الإجازات على مدار العام، بما في ذلك خلال العطلات”.

ورغم أن التقارير الحالية تتحدث فقط عن احتمال تنفيذ ضربات جوية على فنزويلا، فإن وثائق جديدة نشرها موقع «ذا إنترسبت» الثلاثاء كشفت أن الولايات المتحدة تخطط للإبقاء على «وجود عسكري واسع في البحر الكاريبي حتى نهاية ولاية الرئيس ترامب»، في إشارة إلى أن تدفق القوات الأمريكية إلى المنطقة لن يتوقف قريبًا.

وتتضمّن الوثائق جدولًا لإمدادات مخصصة لـ«قوات بورتوريكو» يُظهر أن عشرات آلاف الأرطال من المخبوزات جرى الترتيب لإيصالها بين 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وحتى 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2028. وتشمل هذه الإمدادات كعكات بالعسل، وكب كيك بالفانيليا، ولفائف حلوة، وخبز الهامبرغر، ولفائف التورتيلا، موجّهة لجميع فروع الجيش الأمريكي، بما في ذلك خفر السواحل والجيش والبحرية وسلاح الجوّ ومشاة البحرية.

وقال مارك كانسيان، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن «مدة العقود وحجم الجهد يشيران إلى أن هذه العمليات ستستمر على المستوى الحالي لعدة سنوات»، مضيفًا أن ذلك يعني «استمرار حضور بحري أمريكي كبير في الكاريبي، أكبر بكثير مما كان عليه في السنوات الأخيرة»، الأمر الذي يوحي بانخراط البحرية في عمليات مكافحة المخدرات، وفقا لمنصة “كومن دريمز”.

ويتمركز حاليًا أكثر من 15 ألف جندي أمريكي في المنطقة، وهو أكبر انتشار منذ عام 1989 عندما غزت الولايات المتحدة بنما للإطاحة بالديكتاتور مانويل نورييغا، الذي كانت واشنطن قد دعمته سابقًا.

وتأتي هذه التطورات بعد أن صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية ما يُسمّى «كارتيل الشمس»— وهو مصطلح تزعم واشنطن أنه يشير لشبكة يقودها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو— على أنه «منظمة إرهابية». إلا أن خبراء يؤكدون أن هذا «الكارتيل» ليس تنظيمًا حقيقيًا، بل توصيف إعلامي يُستخدم للإشارة إلى اتهامات بشأن علاقة مسؤولين فنزويليين بارزين بتجارة المخدرات.

وقال آدم إسحقسون، مدير مراقبة الدفاع في مكتب واشنطن لشؤون أمريكا اللاتينية، لوكالة أسوشييتد برس: «إنه ليس تنظيمًا، ولا مجموعة لها اجتماعات أو هيكلية. لا يوجد أشخاص يعرّفون أنفسهم كأعضاء فيه”.

وأوضح الصحافي الكولومبي خوان استيبان سيلفا أن هذا التصنيف، رغم هشاشته، «يمنح الولايات المتحدة سلطة تنفيذ عمليات سرّية، ورفع دعاوى إرهاب ومخدرات، وإصدار مذكرات توقيف دولية، وتجميد أصول، وفرض قيود سفر، وتوسيع التعاون الأمني والعسكري، والمصادرة”.

أما حكومة مادورو فوصفت القرار بأنه «كذبة دنيئة وشائنة لتبرير تدخل غير شرعي وغير قانوني ضد فنزويلا وفق النموذج الأمريكي التقليدي لتغيير الأنظمة”.

وكانت وكالة رويترز قد ذكرت الأحد أن «العمليات السرية» ستكون على الأرجح «المرحلة الأولى» من الخطط الجديدة ضد مادورو، وأن الولايات المتحدة «مستعدة لاستخدام كل عناصر القوة الأمريكية» لتحقيق أهدافها في المنطقة.

وبعد أن كان «وقف تهريب المخدرات» الذريعة الأساسية للدفع نحو تغيير النظام في كاراكاس، تغيّر خطاب البيت الأبيض مؤخرًا، إذ قال مسؤولون لفوكس نيوز إن الهدف «يتجاوز نظام مادورو» ويشمل «إخراج روسيا والصين وإيران من نصف الكرة الغربي”.

وقدّمت النائبة الجمهورية ماريا سالازار تفسيرًا أكثر صراحة خلال لقاء على فوكس بيزنس، إذ قالت إن مادورو «يدرك أننا على وشك الدخول» في فنزويلا. وأضافت: «فنزويلا ستكون فرصة ذهبية لشركات النفط الأمريكية، لأنها ستفتح نشاطًا اقتصاديًا بأكثر من تريليون دولار. وستتمكن الشركات الأمريكية من إصلاح منصات النفط وكل ما يتعلق بشركات النفط الفنزويلية”.

وكان ترامب قد قال في تجمّع انتخابي عام 2023 إنه نادم لأنه لم يغزُ فنزويلا خلال ولايته الأولى: «لو فعلنا ذلك، لكنا استولينا عليها، وحصلنا على كل تلك الثروة النفطية وهي على مرمى حجر”.

وعلى الرغم من هذا الإصرار من جانب البيت الأبيض، فإن العمل العسكري ضد فنزويلا يعارضه الأمريكيون بشدة. فقد أظهر استطلاع لشبكة «سي بي إس» و«يوغوف» نُشر الأحد أن 70% من الأمريكيين—including 91% من الديمقراطيين و42% من الجمهوريين—يعارضون «أي عمل عسكري أمريكي في فنزويلا». كما أن الغالبية لا يعتقدون أن الهجوم سيحقق هدف الإدارة المعلن المتمثل في تقليص تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.

وأظهر الاستطلاع نفسه أن 13% فقط يرون فنزويلا «تهديدًا كبيرًا» للأمن القومي الأمريكي، بينما يعتبرها 48% «تهديدًا بسيطًا»، و39% «غير مهددة”.

وعبّر ألفونس لوبيز تينا، عضو البرلمان الكتالوني السابق ومحلل الشؤون العامة والدولية، عن صدمته من تجاهل الإدارة الأمريكية للرأي العام: «الولايات المتحدة لا تبدو كبلد يستعدّ للحرب. 70% يعارضون العمل العسكري. ومع ذلك تقدّم الحكومة تبريرات سطحية لأنها لا تشعر حتى بالحاجة إلى حملة دعائية حقيقية”.

من جانبه، قال ناثان روبنسون، رئيس تحرير مجلة «كارنت أفيرز» اليسارية، إنه «غير مستغرب»، مضيفًا: «ليس سرًا لدى اليسار أن السياسة الخارجية الأمريكية غالبًا ما تعاكس الرأي العام، لأننا ندرك أنها تُصاغ وفقًا لمصالح نخبوية ضيقة”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار