الوثيقة | مشاهدة الموضوع - انتحار 68 زوجاً العام الماضي..ازدياد ملحوظ في حالات عنف النساء ضد الرجال في إقليم كردستان
تغيير حجم الخط     

انتحار 68 زوجاً العام الماضي..ازدياد ملحوظ في حالات عنف النساء ضد الرجال في إقليم كردستان

مشاركة » الثلاثاء يونيو 07, 2022 9:22 am

9.jpg
 
أربيل/ علي الحياني

قد يبدو مشهد العنف الأسري ليس بالغريب أو الجديد على المجتمع العراقي، فهنا زوجة تعنّف من قبل زوجها، وهناك طفل مكبل بالسلاسل من قبل أبيه، في مشاهد قاسية باتت تتكرر بين الحين والآخر لتهز الشارع العراقي، ومن ثم يتم تناسيها مع مرور الزمن، إلا أنها أصبحت أرقاماً مدوّنة باتت تشكل خطراً على بنيوية الأسرة والمجتمع العراقيين.

إقليم كردستان العراق، ليس ببعيد عن مشاهد العنف الأسري، إلا أنه تجاوز التعنيف الأسري التقليدي المتمثل بضرب زوج لزوجته وتعنيفها، أو ضرب أب لابنه أو ابنته، ليضيف على قائمة التعنيف الأسري مسمى جديداً وهو (العنف ضد الرجل من قبل النساء).

إحصائيات

وفي التفاصيل، يعاني مئات الرجال في إقليم كردستان سنوياً، من تعنيف أسري على يد زوجاتهم، لتصل بعض الحالات إلى التعنيف النفسي والجسدي والجنسي، وذلك في إطار تحركات لتعديل قانون الأحوال الشخصية للتقليل من نسبة تلك الحالات وعددها، والتي باتت تؤثر على بنيوية الأسرة الكردية.

في عام 2021، سجّل “اتحاد رجال كردستان” أكثر من 500 حالة تعنيف أسري ضد الرجال، أدت إلى انتحار 68 رجلاً خلال العام المذكور.

وفي العام الحالي أقدم 17 رجلاً على الانتحار، و3 رجال قتلوا على يد زوجاتهم، بحسب اتحاد رجال كردستان.

وتتهم مجموعة من الناشطات اتحاد الرجال بأنه، واجهة لجهات دينية متشددة هدفه الإساءة للمرأة التي خطت خطوات متقدمة لنيل حقوقها وتسريع القوانين التي تنصفها.

تعليق اتحاد الرجال

رئيس اتحاد الرجال برهان علي، فسّر أسباب بروز حالات تعنيف الرجال على يد زوجاتهم في إقليم كردستان قائلاً: إن “السبب في ذلك يعود إلى تردي الوضع الاقتصادي وتأثيرات الحالة المادية داخل الأسرة في إقليم كردستان، فضلا عن وقوف قانون الأحوال الشخصية في إقليم كردستان إلى جانب الزوجة على حساب الزوج، وبذلك أصبح الرجل ضحية للقانون والوضع الاقتصادي في إقليم كردستان”. وبين في حديثه لـ (المدى)، أنه “في حال نشوب مشكلة أسرية بين الزوج وزوجته، فإن القانون يضمن للمرأة حقها، وهذا أمر عادل إذا كان القانون ضامناً لحق الرجل أيضاً، إلا أنه مع الأسف لم يضمن حقوق الرجل في هذا الصدد”.

ولفت إلى أن “موضوع تعنيف الرجال ليس بظاهرة متفشية في كردستان، لكننا نخشى من أن يكون ظاهرة مستقبلاً، خاصة وأن التعنيف وصل إلى الجسدي والجنسي والنفسي، وبدأ يؤثر على بنيوية الأسرة الكردية”.

وأشار علي، إلى أن “بعض نساء كردستان مطالبهن كثيرة، فدائما ما يطلبن كميات من الذهب والإكسسوارات وتبديل أثاث المنزل بشكل دوري، وهذا يولد ضغطاً نفسيا على الرجل، كون الأمر لا يتناسب وحجم الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وهنا نقول إن بعض النساء لا يقدرن وضع الرجل الاقتصادي، وهذا بحد ذاته تعنيف أسري يقع تحت مسمى التعنيف النفسي”. وختم رئيس اتحاد رجال كردستان، قائلاً: “نحتاج إلى تغيير قانون الأحوال الشخصية بإقليم كردستان، وجعله منصفاً للرجل والمرأة، وهذا الأمر يقع على عاتق السلطة القضائية، وذلك من خلال إجراء دراسات مستفيضة لتغيير القانون وجعله حيادياً ضامناً لحق الزوج والزوجة لمنع حصول مثل هكذا مشاكل”.

محاولة لتأجيج الرأي العام

لكن رئيسة اتحاد نساء كردستان فيان سليمان تؤكد أن، بيانات اتحاد الرجال مبالغ فيها، وليس فيها دلائل.

وقالت في حديثها لـ (المدى) إن “هناك محاولة لتأجيج الرأي العام ضد المرأة في إقليم كردستان التي خطت خطوات قانونية وعملية لتنصف حقوقها”.

وأضافت سليمان، أن “هذه البيانات هدفها الإساءة للمرأة الكردية، وعلى الحكومة التحقيق بالأمر ومن صحة ما يدعيه اتحاد الرجال”.

إساءة للمرأة الكردية

وتشير الناشطة والإعلامية الكردية هيلين أحمد إلى أن، اتحاد الرجال مدفوع من جهة دينية متشددة ويهدف لتحجيم المرأة الكردية.

مبينةً في حديثها لـ(المدى) أن “الجميع يعلم بأن المرأة في إقليم كردستان تتمتع بهامش حرية جيد، قياساً بما موجود في محافظات العراق الأخرى، وبالتالي فإن هذا الأمر أغاض الجهات الدينية المتشددة، فبدأت بالعمل على الإساءة لنساء كردستان، وهذا الأمر مرفوض تماماً”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات

cron