الوثيقة | مشاهدة الموضوع - علماء يكتشفون كيفية القضاء على الشيخوخة وتحويل الكهول إلى شباب
تغيير حجم الخط     

علماء يكتشفون كيفية القضاء على الشيخوخة وتحويل الكهول إلى شباب

مشاركة » الأحد أغسطس 25, 2024 9:49 am

6.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: تمكَّن علماء مختصون من اكتشاف سر حيوي ربما يكون البداية في الطريق للتوصل إلى علاج للشيخوخة، حيث من شأن الاكتشاف الجديد التوصل إلى طريقة يُمكن من خلالها تحويل الكهول إلى شباب من جديد.

ويقول العلماء إن الفيروسات القديمة، التي تسلل حمضها النووي إلى الجينوم البشري لآلاف السنين، قد تكون سبباً للعديد من الحالات المرتبطة بالعمر.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» إن العلماء تمكنوا لأول مرة من إثبات أنهم يستطيعون استخدام هذا الحمض النووي الفيروسي، المعروف باسم «العناصر الرجعية» للتنبؤ بعمر الخلايا البشرية بدقة عالية.
وفي السنوات الأخيرة، تم ربط هذا الحمض النووي غير النشط من العناصر الرجعية بكل شيء بدءاً من أنماط النوم وتكوين الذاكرة إلى الاضطراب الثنائي القطب.
ويريد العلماء عبر قدرتهم الجديدة على تتبع عمر الشخص من خلال هذا الحمض النووي الفيروسي القديم أن يتحققوا مما إذا كانت العلاجات المضادة للفيروسات الجديدة قادرة على عكس ظروف الشيخوخة، من خلال تعطيل أسوأ جينات «العناصر الرجعية» الفيروسية.
ويستغل البحث الجديد ميزات غير معروفة سابقاً لهذا الحمض النووي الفيروسي القديم، ما يخلق ساعة بيولوجية لتتبع عمر الشخص من التغيرات الكيميائية للحمض النووي.
ويعتقد الباحثون الآن أن العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية الجديدة، المشابهة لتلك المستخدمة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، قد تساعد يوماً ما في عكس علامات الشيخوخة.
وقال الدكتور مايكل كورلي، أستاذ مساعد في علم المناعة بكلية طب وايل كورنيل في نيويورك والمشارك في تأليف الدراسة: «تشير نتائجنا إلى أن ساعات العناصر الرجعية تلتقط جوانب لم يتم اكتشافها سابقًا من الشيخوخة البيولوجية».
وأكد الدكتور كورلي أن تقنية حساب العمر الجديدة في الدراسة الجديدة، والتي أطلق عليها فريقه اسم «Retro-Age» قد تفتح الباب أمام علاجات مستقبلية لهذه الحالات وغيرها من الحالات المرتبطة بالعمر.
وفي قلب طريقة الكشف عن العمر الجديدة، توجد عملية تسمى «المثيلة» حيث يتم تبديل أجزاء من خيط الحمض النووي بمزيج من ذرات الكربون والهيدروجين تسمى «مجموعة الميثيل» وهي علامة كيميائية تنشط هذا الجين.
ويبدو أن التغييرات في هذه «العلامات الكيميائية» على بعض «العناصر الرجعية» الفيروسية القديمة مرتبطة بالالتهاب وعدم الاستقرار داخل الجينوم وبعض الأمراض المرتبطة بالعمر.
وقال الدكتور كورلي: «إن إعادة تنشيط العناصر الرجعية المحددة تزداد مع تقدم العمر، مما قد يؤدي إلى ظهور السمات البيولوجية للشيخوخة».
كما لاحظ الباحث في كلية وايل كورنيل، المتخصص في مثل هذه العلامات «الجينية» أن «شيخوخة الخلايا» أو ظاهرة توقف الخلايا المتقدمة في السن عن التكاثر عن طريق انقسام الخلايا، يبدو أنها مرتبطة أيضًا بهذا الحمض النووي الفيروسي القديم المنشط.
وقد افترض الفريق أن العلاجات التي يمكن أن توقف نشاط هذا الحمض النووي الفيروسي القديم، يمكن أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء في العديد من الأعراض الجسدية للشيخوخة – من الجلد المتهالك إلى تباطؤ نمو العضلات – على الرغم من أنها قد لا تعالج الشيخوخة نفسها.
وقد استخدم البحث الجديد، الذي نُشر هذا الشهر في مجلة «Aging Cell» نموذج التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي الذي أنشأته شركة «TruDiagnostic» الطبية ومقرها كنتاكي في الولايات المتحدة لتتبع مثيلة الحمض النووي.
وتم تدريب نموذج الشركة على بيانات الحمض النووي لحوالي 12670 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 12 و100 عام.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن ما يصل إلى 8 في المئة من الجينوم البشري يتكون من فيروسات، مثل العناصر الرجعية الفيروسية القديمة في قلب الدراسة الجديدة.
كما أظهرت تقنية «الشيخوخة الرجعية» للدكتور كورلي وزملائه وعداً في منطقتين، أولاً، ساعدتهم على تحديد وتوثيق متى اختلف ما يسمى بالعمر البيولوجي والزمني للشخص بشكل أكثر دقة، كما يتم قياس العمر الزمني ببساطة على أنه عدد السنوات التي عاشها الشخص، في حين أن العمر البيولوجي هو كيف تبدو الخلايا القديمة بناءً على صحتها وأدائها.
ولكن، ثانياً، بدا أن عملهم يكشف عن تأثير مضاد للشيخوخة مرتبط بأدوية مضادة للفيروسات القهقرية لمكافحة الفيروسات، مثل تلك المستخدمة لعلاج الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز».
ويأمل الفريق الآن في إجراء دراسات جديدة لتحديد ما إذا كان التأثير الناتج عن هذه العلاجات يمكن أن يكون له تأثير مماثل مضاد للشيخوخة على الأفراد الذين لا يعانون بالفعل من فيروس نقص المناعة البشرية أو فيروس مثبط للمناعة آخر.
وكتب العلماء في الدراسة الجديدة: «ما إذا كان من الممكن استخدام العلاج المضاد للفيروسات القهقرية كعلاج لتحسين الصحة وزيادة العمر، يستحق المزيد من التحقيق».
وقال الباحثون إن خطوتهم التالية كانت إجراء دراسة طويلة الأمد لأولئك الذين يتلقون مثل هذه العلاجات لحماية أنفسهم من فيروس نقص المناعة البشرية مسبقاً، قبل أي تعرض مستقبلي محتمل، من خلال علاجات تُعرف باسم الوقاية قبل التعرض «PrEP».
وتتضمن علاجات «PrEP» عقاقير مضادة للفيروسات القهقرية، في بعض الأحيان على شكل حبوب بشكل استباقي للحد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية قبل حدوثه.
وأكد العلماء أن «تحليل آثار الوقاية قبل التعرض على العمر فوق الجيني القائم على العناصر الرجعية» وكتب فريق وايل كورنيل: «يمكن الكشف عن التأثيرات المحتملة للأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في الأشخاص السلبيين لفيروس نقص المناعة البشرية على الشيخوخة».
وقال الدكتور ليشوموا ندلوفو، المؤلف المشارك في الدراسة، والذي يعمل أيضاً في «وايل كورنيل» إن الفريق يخطط أيضاً للتحقيق في علاجات جديدة للأمراض المرتبطة بالعمر من خلال اختبار الحالات الجينية للعناصر الرجعية المشتبه بها الرئيسية الموجودة داخل الجينوم البشري.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات