الوثيقة | مشاهدة الموضوع - علماء يحذرون البشر: تغيرات مناخية كبيرة خلال 20 عاماً فقط
تغيير حجم الخط     

علماء يحذرون البشر: تغيرات مناخية كبيرة خلال 20 عاماً فقط

مشاركة » الأحد سبتمبر 15, 2024 1:37 am

5.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: حذر علماء مختصون من أن 70 في المئة من سكان العالم سيشهدون زيادات «قوية وسريعة» في أحداث الطقس بالعالم خلال العشرين عاماً القادمة.

وحذر تقرير جديد مرعب من أن هطول الأمطار الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة من المقرر أن تصبح أكثر شيوعاً في العقدين المقبلين بسبب تغير المناخ، حسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير اطلعت عليه «القدس العربي».
ويقدر العلماء في النرويج أن ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم، أي حوالي 5.6 مليار شخص، سيشهدون تغييرات دراماتيكية في الظروف الجوية الدرامية ما لم تنخفض انبعاثات الكربون.
ووجد الخبراء أن منطقة كبيرة بما في ذلك إسبانيا وإيطاليا والمغرب وبيرو والهند وباكستان والسعودية من المتوقع أن تشهد زيادات «واضحة وسريعة» في درجات الحرارة وهطول الأمطار.
وحتى في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، سيتأثر أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم بالحرارة التي لا تطاق والفيضانات المفاجئة وأكثر من ذلك.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة الجديدة الدكتور بيورن سامسيت إن «هذه التوقعات حاسمة، حيث إننا في السنوات القادمة سنكون محصورين في مستقبل أكثر تطرفاً».
وقام الباحثون من مركز «CICERO» لأبحاث المناخ الدولية في أوسلو بدمج أربع عمليات محاكاة مناخية كبيرة لمعرفة مقدار التغير الذي قد يحدث في ذروة هطول الأمطار ودرجات الحرارة على مدى العقدين المقبلين.
وفي حين نظرت الدراسات السابقة في كيفية تأثير تغير المناخ على أنماط الطقس على مستوى الدولة، فإن هذه الورقة اتخذت منظوراً أوسع.
وتقول الدكتورة كارلي إيلز، المؤلفة الرئيسية: «نحن نركز على التغيرات الإقليمية، نظراً لأهميتها المتزايدة لتجربة الناس والنظم الإيكولوجية مقارنة بالمتوسط ​​العالمي، ونحدد المناطق التي من المتوقع أن تشهد تغييرات كبيرة في المعدلات».
وفي ظل سيناريو الانبعاثات العالية حيث لا يتم بذل الكثير من الجهود للحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، تجد هذه الطريقة أن مساحة كبيرة من العالم ستخضع لتغيرات شديدة.
وفي هذه الحالة، من المتوقع أن تشهد مناطق مثل البحر الأبيض المتوسط، وشمال غرب وجنوب أمريكا، وشرق آسيا «معدلات تغير مستدامة وغير مسبوقة لمدة عقدين أو أكثر».
وفي المجمل، ستغطي المناطق التي من المتوقع أن تشهد تغيرات سريعة في الأحداث الجوية المتطرفة 70 في المئة من سكان العالم (5.6 مليار) ما لم يتم خفض الانبعاثات بشكل كبير.
ومن غير المتوقع أن تشهد بريطانيا، إلى جانب بقية دول شمال أوروبا، أي تغيرات سريعة في درجات الحرارة، ولكنها قد تشهد زيادة كبيرة في ذروة هطول الأمطار. ومع ذلك، تشير هذه الورقة البحثية أيضاً إلى أنه قد يكون من المتأخر جداً التراجع عن بعض عواقب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.
ويقول الدكتور سامسيت: «إن النتيجة الرئيسية هي حقاً مدى سرعة تغير الظروف الجوية في جميع أنحاء العالم على مدى العقدين المقبلين، بغض النظر عن التخفيضات في الانبعاثات».
وفي سيناريو الانبعاثات المنخفضة حيث يتم خفض الغازات المسببة للانحباس الحراري بسرعة كافية لتلبية متطلبات اتفاقية باريس، سيظل 20 في المئة من سكان العالم (1.6 مليار) متأثرين. وإذا تم خفض الانبعاثات، فإن التغييرات الأكثر دراماتيكية ستقتصر على شبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا.
ويضيف الدكتور سامسيت: «إن تخفيضات الانبعاثات تعمل، لكن التغييرات التي تسببنا فيها بالفعل قوية لدرجة أنها ستهيمن لفترة من الوقت».

النظم البيئية

كما يشير الباحثون إلى أنه يمكن للمجتمعات والنظم البيئية أن تتسامح مع قدر معين من التباين الطبيعي عندما يتعلق الأمر بالطقس.
وبسبب التقلبات الدورية في المناخ والأنماط الموسمية مثل ظاهرة النينيو، تتغير درجات الحرارة القصوى وهطول الأمطار بمرور الوقت.
ومع ذلك، عندما يتجاوز معدل التغيير مستوى معيناً، يمكن أن يتجاوز هذا ما يمكن للعالم الطبيعي والمجتمع البشري التكيف معه.
وإذا استمر العالم في أن يصبح أكثر حرارة ورطوبة بالمعدل الذي توقعه الباحثون، فسيؤدي هذا إلى زيادة احتمالية حدوث أحداث متطرفة.
وعلى سبيل المثال، في عام 2021 شهدت منطقة شمال غرب المحيط الهادئ في الولايات المتحدة موجة حر غير مسبوقة حيث شهدت العديد من المواقع تحطيم سجلات درجات الحرارة القصوى على الإطلاق بأكثر من 5 درجات مئوية (9 درجات فهرنهايت).
وأظهرت الأبحاث اللاحقة أن هذا الحدث لم يكن ليكون ممكناً لولا تأثيرات تغير المناخ.
وفي ورقتهم البحثية الجديدة يحذر المؤلفون من أن تأثيرات أحداث مثل هذه يمكن أن تشمل الموت والدمار. ويقولون: «قد تتسبب موجات الحر في إجهاد حراري وزيادة الوفيات بين الناس والماشية، وإجهاد النظم البيئية، وانخفاض المحاصيل الزراعية، وصعوبات في تبريد محطات الطاقة، وتعطل النقل».
وأضاف العلماء: «يبدو أن المجتمع معرض بشكل خاص لمعدلات عالية من تغير الظواهر المتطرفة، خاصة عندما تتزايد المخاطر المتعددة في وقت واحد».
وتقول جريدة «دايلي ميل» إن «هذه التوقعات أمر مقلق بشكل خاص لأن المناطق التي من المتوقع أن تشهد أسرع التغيرات تحتوي على بلدان منخفضة الدخل معرضة بشكل خاص لتأثيرات الطقس المتطرف -على سبيل المثال- من خلال البنية التحتية الرخيصة».
ووجدت هذه الورقة أيضاً أن بعض المحاولات لمكافحة التأثير البشري على البيئة قد تؤدي في الواقع إلى تفاقم الطقس المتطرف.
وعلى سبيل المثال، في عملية تسمى «تبريد السطح الناجم عن الهباء الجوي» تحجب الملوثات في الهواء بعض ضوء الشمس الذي كان ليصل إلى الأرض. وفي الواقع، حافظ هذا التأثير على الانحباس الحراري العالمي إلى حد ما على مدى الخمسين إلى المئة عام الماضية وأخفى بعض أسوأ التأثيرات.
ومع اتخاذ البلدان للخطوات اللازمة لإزالة تلوث الهواء الخطير، سيسمح هذا لمزيد من الإشعاع بالوصول إلى الأرض ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة المحلية ومواسم الأمطار الرطبة بشكل خاص.
وبالطبع، يعد الحد من تلوث الهواء أمراً حيوياً للصحة العامة، ولا يقترح الباحثون عدم معالجة تلوث الهواء، لكن القيام بذلك قد يؤدي إلى ارتفاعات في أحداث الطقس الحار والرطب للغاية.
وتقول الدكتورة لورا ويلكوكس، عالمة الأرصاد الجوية من جامعة ريدنغ، والمؤلفة المشاركة في الدراسة: «إن التنظيف السريع لتلوث الهواء، وخاصة فوق آسيا، يؤدي إلى زيادة متسارعة في الظواهر المناخية المتطرفة الدافئة ويؤثر على الرياح الموسمية الصيفية في آسيا».
وأضافت ويلكوكس: «الآن، قد تتحد عملية التنظيف الضرورية مع الانحباس الحراري العالمي وتؤدي إلى تغييرات قوية للغاية في الظروف المناخية المتطرفة على مدى العقود المقبلة».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات