الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إندبندنت: جولة النصر لترامب هي بداية النهاية لنتنياهو.. وإسرائيل أصبحت محمية أمريكية
تغيير حجم الخط     

إندبندنت: جولة النصر لترامب هي بداية النهاية لنتنياهو.. وإسرائيل أصبحت محمية أمريكية

مشاركة » الثلاثاء أكتوبر 14, 2025 10:59 am

1.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، إن جولة الانتصار التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين في الشرق الأوسط، ليست إلا بداية النهاية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفة أن الأخير لا يستحق أي فضل فيما تم تحقيقه. واعتبرت أن تحرير الأسرى المتبقين لدى حماس، هو الأهم وليس الخطاب وأداء الرئيس دونالد ترامب المبالغ فيه، أو الكلام المتملق ومحاولة تهنئة النفس من نتنياهو.

وأكدت أن التصريح بهذه الحقيقة لا يقلل من شأن الدبلوماسية الشخصية للرئيس ترامب، التي كانت عاملا حاسما في تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وتبادل الأسرى الفلسطينيين وغيرهم من المعتقلين وزيادة والآمال في سلام أوسع، ولكنه يبدو تصحيحا ضروريا في لحظة تثور فيها المشاعر ويسودها التهويل والمجاملة.

وقالت إن من حق الرئيس الأمريكي أن يحظى بما وصفت على نطاق واسع بأنها “جولة النصر”، ولكن الأمر يتطلب أيضا بعض التفكير العميق فيما هو، في أحسن الأحوال، أول يوم في بداية نهاية صراع دام عقودا.

ويمكن القول، في الواقع، إن هذه الحرب كان من الممكن أن تنتهي بسهولة قبل أكثر من عام لو أراد نتنياهو ذلك حقا، ولو أجبره جو بايدن على إنهائها. وكون الرئيس ترامب، وليس الرئيس بايدن، هو من تنمر على الحكومة الإسرائيلية يضيف بعض المفارقة إلى الأجواء الدافئة التي سادت في وقت سابق من اليوم في قاعة الكنيست. لطالما قال الرئيس بايدن إنه “يدعم إسرائيل”، وكان يعني ذلك حقا. فيما كان دعم الرئيس ترامب مشروطا بأن تلتزم إسرائيل بما تطلبه أمريكا.

وتعلق “إندبندنت” قائلة: “في الحقيقة، لم يكن الأمر احتفالا كبيرا لنتنياهو، الذي لا ينبغي لأحد أن يكون ممتنا له. ولا بد أنه لم يكن يرغب، وكان بعيدا كل البعد عن حساباته، أن ينتهي به الأمر مع حليفه المفترض ترامب بإطلاق خطة تهدف ضمنيا إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة في نهاية المطاف”.

وعلقت أن مواصلة الحرب كانت مناسبة لنتنياهو وتخدم أهدافه السياسية وتبعده عن قاعة المحكمة والإجابة على تهم الفساد الموجهة إليه. مع أن مواصلة الحرب تضمن في الواقع قصفا وتجويعا للمدنيين الفلسطينيين. وهذا هو السبب وراء الاستهزاء باسمه في ساحة الأسرى عندما حاول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي، أن ينسب إلى نتنياهو بعض الفضل في إنهاء الأعمال العدائية.

وترى الصحيفة أن خطة ترامب التي فرضها على إسرائيل، كانت نتاجا لأفعال نتنياهو الكارثية. فقد أصبحت إسرائيل معزولة دبلوماسيا وأصبح سلوكها في الحرب لا يطاق بالنسبة لدول الخليج، لدرجة أنه لم يكن أمام الرئيس الأمريكي أي خيار سوى مطالبة نتنياهو بالتوقف.

وقد غلف ترامب هذه الحقيقة بشيء من الفكاهة، لكن الرسالة التي وجهها إلى النواب والوزراء المجتمعين في الكنيست كانت واضحة: أمريكا هي المسيطرة، ومصالح إسرائيل تأتي الآن في المرتبة الثانية بعد المصالح الاستراتيجية الأمريكية الإقليمية الأوسع، حتى وإن تلاقت مصالحهما بشكل مرضٍ.

وتقول الصحيفة إن إسرائيل أصبحت وبسبب عزلتها عن القوى الغربية التي كانت صديقة لها سابقا، محمية للولايات المتحدة. وهو وضع يضمن وجودها، وليس توسعها اللانهائي أو يعطيها الفرصة لمواصلة الحرب الدائمة. وقد كان أحد أسلاف الرئيس ترامب، جورج بوش الأب، هو من وجد “مسألة الرؤية” والتفكير بمنظور حملته الرئاسية مزعجا عام 1983، وبغض النظر عن ميوله المتعالية، فإن ترامب ليس بارعا في إلقاء خطابات مبهرجة حول الأهداف النبيلة. لكن، على الأقل في فقرات خطابه المعدة مسبقا، قدم الرئيس الأمريكي الحالي صورة لمستقبل مشرق وهادئ ومزدهر للمنطقة بأسرها، مدعوما بالقوى العظمى الإقليمية، تركيا والمملكة العربية السعودية، وحتى إسرائيل، وإن كان ذلك تحت وصاية الولايات المتحدة.

وكما هو الحال مع مشاريعه العقارية، يرى ترامب أنه “كلما كانت كبيرة، كانت أفضل”. وكما يصر على التأكيد، فإن هذا يتجاوز مجرد صفقة تبادل أسرى تقليدية مرتبطة بوقف إطلاق نار قصير. الأمر لا يقتصر على انتهاء هذه الحرب، كما أعلن على متن طائرة الرئاسة الأمريكية أثناء عبورها المحيط الأطلنطي.

فخطة ترامب للسلام مصممة لاعتراف جميع جيرانها بإسرائيل من خلال سلسلة موسعة من اتفاقيات إبراهيم، وحل ضمني قائم على دولتين للقضية الإسرائيلية الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة. طبعا،على افتراض نجاح خطة ترامب حيث فشلت خطط أخرى كثيرة. فقد شهدنا أكثر من مرة كيف تبخرت الجهود التي تم بناؤها بصعوبة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد بداية واعدة.

وقد يكون فجر ترامب كاذبا، إذ لا يزال هناك الكثير مما يجب الاتفاق عليه ولا يزال نزع سلاح حماس إحدى القضايا الرئيسية التي لم تحل بعد. حتى أن الرئيس ترامب يطرح إمكانية انضمام إيران إلى العملية، مقتنعا بأنه على الرغم من قصف منشأتها النووية وجبل الجليد القائم بين الجمهورية الإسلامية و”الشيطان الأكبر”، فإنهم “يريدون صفقة”، وهو الرجل المناسب لإبرامها.

وتعتقد الصحيفة أن ما حققه الرئيس ترامب، على الأقل في الوقت الحالي، بسبب الحظ وشعور التعب من المتحاربين، هو سبب لإزجاء المديح له. وعلينا ألا نفاجأ من الخيبات أو الانتكاسات أو العنف في الأشهر والسنوات المقبلة. ويجب على ترامب، وهو رجل يفقد الانتباه بسرعة، أن يقبل أن عمله في صنع السلام سيحتاج لوقت. وعندها ستكون صيغ التفضيل التي يستخدمها في كلامه مقنعة.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الصحافة اليوم