محمود القيعي:
وسط أجواء ملؤها الغضب تارة والسلبية والسخرية تارة أخرى، لا تزال ردود الأفعال على قمة الرياض الاستثنائية تترى وسط ترقب للأيام القادمة لاسيما مع مجيء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
د.وفاء إبراهيم أستاذة الفلسفة والعميد الأسبق لكلية البنات جامعة عين شمس تقول إن كلمات الرؤساء بالقمة طيبة وفيها توافق على خطوط رئيسية، لكن مسار الحرب وخطوات إسرائيل على الأرض شيء آخر.
وتضيف أنه ينبغي فى التأملات ألا نقف عند الكلمات والتعريفات، ولكن ماتتضمنه من معانٍ ودلالات.
وتتابع قائلة: “لم أر إلا كلمات طيبة قيلت فى مواقف سابقة، لكن تتبعت خطوات إسرائيل منذ نجح ترامب وهنأه نتنياهو، وكانت الاتصالات عدة مرات فى اليوم الواحد، ثم بدأ المراسيل والزيارات من شخصيات مهمة، ثم تجلى ذلك فى كلمات المحللين الاسرائيليين، فى تأكيد أن 7 أكتوبر هو سبب أن الشعب الاسرائيلى لا يؤمن بما يسمى دولة فلسطين الآن كما حدث فى أوسلو”.
وتلفت إلى أن الامر تجلى بدرجة أعلى فى رسائل المراسلين الذين يرون رأي العين، كيف يتم التمزيق وتتوالى التصريحات من سموتريتش المتطرف، بأن هناك تجهيزا لقرار بضم الضفة الغربية الى إسرائيل، وكأنهم يرسخون فكرة أن اى يوم يهاجم العرب أو يعلنون العداء لإسرائيل هو يوم نكبة وخسران ارض كما حدث فى 5 يونيو، لولا نصر اكتوبر وما أعقبه من مفاوضات طابا المرهقة.
وتتساءل أستاذة الفلسفة: هل إسرائيل هى القوة الأعظم والعرب لا شيء إلا الكلام كما يثرثر المحللون الإسرائيليون بذلك متغافلين كل المساعدات المتنوعة من أوروبا وأمريكا وكأنهم بمفردهم، أم أن العرب والمسلمين أجمعين متفقون على مستوى الرؤية والتعريفات، لكن لا أثر لخطوات على الأرض لها تأثيرها فى التغيير _ رغم كل ما لديهم من أسباب التنفيذ العملي.
وخلصت إلى أن هذا هو ما ينتج الروح السلبية، ويخلق جيلا غير مبالٍ بل متقبل إلى حد التنازل طالما أن المعانى المؤثرة والمغيّرة ضاعت من الذاكرة.
د. عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية علقت على قمة الرياض الاستثنائية بقولها: “تمخض الجبل فولد فأرا”.
وأضافت ساخرة: “ده حتي مفيش ولا حتي فأر”.
واختتمت مؤكدة أن الأفضل كان ألا تعقد، مستنكرة عدم توقيع عقوبة واحدة على الكيان الاجرامي.
في سياق القمة قال السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن العنوان الذي عقدت القمة تحته كبير وكلمات عظيمة ألقيت لم تتجاوز حدود القاعة.
ويضيف أنه لولا أننا في زمن ماتت فيه الكلمات لأشاد بها.
من جهته قال عبد الناصر سلامة رئيس تحرير الأهرام الأسبق إن فقدان الثقة شيء محزن، لافتا إلى أن الشعوب لا تعول على لقاءات القادة إلى الحد الذي يجعل قمتهم مثاراً للسخرية والتندر.