يسعى رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني إلى إبعاد العراق عن الصراع الدائر في المنطقة
تسعى الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، إلى إبقاء العراق بعيدا عن دائرة الصراع في المنطقة، ومنع تعرض البلاد لأي ضربات إسرائيلية، بالإضافة إلى منع استهداف إسرائيل من أراضيها.
وفي اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني الذي عقد في السادس من نوفمبر الحالي، أكد المجلس الذي يرأسه السوداني، أن مصلحة العراق، تحتم إبعاد أراضيه وأجوائه عن “آلة الحرب التي تسعى إسرائيل لتوسعتها”، وفقا لبيان حكومي.
يقول فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الحكومة العراقية، إن “أولوية حكومة السوداني، إبعاد العراق عن الصراع، لكن هذا لا يعني أن تتبدل مواقفه”.
ويضيف خلال مقابلة مع موقع “الحرة” إن “العراق لا يبحث عن مصلحته فحسب، بل يسعى أيضاً إلى إنهاء الحرب في المنطقة، ويجري تحركات دبلوماسية مهمة مع الفاعلين والمؤثرين على مستوى المنطقة والعالم لتحقيق ذلك”.
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي الثلاثاء الماضي، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن الولايات المتحدة حذرت العراق من أنه قد يتعرض لـ”هجوم إسرائيلي” إذا لم يمنع إيران من الرد على إسرائيل من أراضيه.
وفي ذات الوقت، كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، حصول العراق على تعهدات إيرانية بعدم استخدام أراضيه للهجوم على إسرائيل، في حال حدوث أي رد من طهران على هجوم إسرائيل الأخير.
ويقول ريناد منصور، مدير مشروع مبادرة العراق في معهد “جاثام هاوس” في لندن: “لقد حاولت حكومة السوداني والإطار التنسيقي إبقاء العراق معزولا عن الصراع الأوسع مع إسرائيل. وبالنسبة للعديد من أعضاء الإطار التنسيقي الشيعي، كان التركيز والأولوية على السياسة المحلية، وقد حققوا العديد من المكاسب على مدار العام الماضي”.
ويضيف خلال مقابلة مع موقع “الحرة”: “لكن التصعيد الإقليمي يهدد مشروعهم المحلي. كما دفعت إيران باتجاه إبقاء العراق خارج الصراع حتى الآن، لأنه يلعب دوراً مؤثراً مهما في المنطقة. ومن الصعب أن نقول إلى أي مدى ستذهب لإسرائيل ومتى سيتم استهداف العراق أو ستتدخل بشكل أكبر، ولكن هذه كانت السياسة حتى الان”.
وركزت تصريحات المستشارين الحكوميين، وحتى رئيس الحكومة خلال الفترة الأخيرة، على ضرورة إبعاد العراق عن الصراع الدائر في المنطقة، رغم وجود تقارير ومعلومات تفيد باحتمالية تعرض فصائل مسلحة إلى ضربات إسرائيلية، نتيجة استهدافها إسرائيل من الأراضي العراقية.
والثلاثاء، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، إن “الأولوية الآن إبعاد العراق عن الصراع في المنطقة”.
ويعتقد زيدون الكناني، الأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون في قطر، أن حكومة السوداني أو أي حكومة أخرى في العراق، “لن تستطيع منع الضربات، إسرائيلية أو أميركية كانت”.
ويقول الكناني في مقابلة مع موقع “الحرة”: “سيحتفظ الإسرائيليون بالرد، والحكومة غير قادرة على حماية العراق، مثلما أنها لم تتمكن من حمايته من الضربات التي خرجت منه”.
ويتوقع الكناني، وهو باحث في الشأن العراقي أيضا، وجود رد مباشر مرتقب على العراق، قد تتضرر منه الدولة، على اعتبار أن هذه الجماعات (الميليشيات) ليس لديها معسكرات رسمية وواضحة، وهذه عواقب عدم السيطرة عليها، وفقاً لقوله.
وبعث السوداني في أكثر من مناسبة برسائل إلى الفصائل المسلحة التي توالي إيران، بإن “قرار الحرب بيد الدولة، وليس بيد أي طرف آخر” ردا على محاولات تحشيد الرأي العام العراقي للدفع باتجاه زج العراق في الحرب الدائرة في المنطقة.
الحرة / خاص – واشنطن