القاهرة – “رأي اليوم”- محمود القيعي:
“تعويل على ترامب، واقتداء بكامب ديفيد” ربما كان هذا هو أهم ما تمخضت عنه القمة العربية التي عقدت في العاصمة الإدارية بمصر، وهي القمة التي عقدت في ظرف استثنائي.
الرئيس السيسي استهل كلمته بالتعويل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدا أنه قادر على وضع نهاية للتوتر والعداء في المنطقة.
ad
السيسي دعا خلال القمة العربية للننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل كنموذج يحتذى به لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام دائم وعلاقات دبلوماسية متبادلة.
اللافت في القمة غياب عدد كبير من القادة، منهم:
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، أمير الكويت: مشعل الأحمد الجابر الصباح، ملك المغرب محمد السادس، رئيس تونس قيس بن سعيد، سلطان عمان هيثم بن طارق، رئيس الصومال حسن شيخ محمود والجزائر عبد المجيد تبون.
ad
غياب هذا العدد الكبير- لاسيما بن سلمان عرّاب قمة الرياض- اعتبره الكثيرون دليلا على هامشية القضية الفلسطينية للعرب الآن.
من جهته قال الأديب عباس منصور إن مقاطعة القمة العربية لا تعني سوى الهروب من مواجهة ما فعله الحكام بشعوبهم.
ويضيف متسائلا: ماذا لو كانت هذه القمة في عاصمة خليجية؟
الكاتب الصحفي المخضرم شريف العبد المتخصص في شؤون البرلمان قال لـ”رأي اليوم” إنه كان يتوقع مثل هذا الموقف من القادة العرب، مؤكدا أنه من المستحيل أن يقفوا ضد أمريكا، لأنها هي التي أتت بهم جميعا.
ويضيف “العبد” أن عبد الناصر وقف ضد أمريكا لأنه كان غير تابع لها بل مستقل عنها.
من المشاهد اللافتة في القمة حديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمصالحة فتحاوية فتحاوية وإرجاؤه خلافات الفصائل لانتخابات العام المقبل “حال سمحت الظروف”.
عدم تقديم ترجمة لكلمة رئيس الاتحاد الأفريقي خلال القمة أثار استياء الكثيرين الذين اعتبروا ذلك سقطة لا تغتفر، مؤكدين أن القنوات العربية أخطأت بعدم ترجمة ونقل كلمة رئيس الاتحاد الأفريقي خلال القمة العربية.
الرئيس السيسي قال إنه سيتم توزيع ترجمة للكلمات التي تم إلقاؤها بغير العربية.
في سياق القمة
قال الكاتب الصحفي كارم يحيى إن المستخلص من القمة عددا من الأمور، منها:
ـ شطب المقاومة ومن ضمنها حماس من غزة.
ـ لجنة محلية “تكنوقراط بلا شرعية تمثيل سياسي” بعيدا عن تأثير المقاومة لإدارة مؤقته للقطاع إلى حين : إعادة سلطة أوسلو منتهية الصلاحية غير الشعبية المكلفة بحماية أمن الاحتلال إلى القطاع مع تدريب وتقوية شرطتها القمعية.
ـ مساعدات لإعادة البناء شريطة الوفاء بما سبق مع كلمات غير تصادمية ضد التهجير و لإعادة إنتاج اوهام حل الدولتين بدون اي ضمانات للتنفيذ .
ـ تجنب تصعيد الخلاف بين النظام الرسمي العربي وترامب ونتنياهو مع تملق الأول وتأكيد الرهان على واشنطن بوصفها من تملك وتستحوذ على عمليات التسوية بالمنطقة. استدعاء كامب ديفيد الساداتية وتبييض منهجها في الصلح المنفرد والقبول بالصهيونية والاعتراف بها.
ويختتم مؤكدا أنه لا أوراق ضغط لتنفيذ هذا المقترح وضمان عدم استئناف حرب الإبادة والتهجير والتوسع على حساب أراضي 3 شعوب عربية ومزيد من العدوان والعربدة بالمنطقة.
التعويل على ترامب


دعا السفير د.عبد الله الأشعل إلى التذكير بأن ترامب قرر إرسال 1800 قنبلة زنة طن لكل منها لإسرائيل كان بايدن قد عطلها، مشيرا إلى أن إسرائيل تستخدمها ضد سكان غزة كي يضطروا للهجرة بدلا من التهجيرالقسري.
ويؤكد الأشعل أن ترامب يريد القضاء علي المقاومة ويرغب في إفراغ فلسطين من أهلها لكي يجلب ملايين اليهود يحلوا محلهم.
عدم ذكر المقاومة في القمة دعا الحسيني البجلاتي إلى تأكيد المؤكد وهو أن كل من يطالب المقاومة بتسليم سلاحها خائن لوطنه ودينه وعروبته.
السؤال الآن: ماذا عن الساعات القادمة بعد أن انفض السامر؟
هل تستمر المعادلة على الأرض كما هي أم تتغير بأيدي رجال أشداء على الكفار رحماء بينهم؟!