الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ترامب يبدأ حربا أمريكية جديدة في المنطقة؟ : القدي العربي
تغيير حجم الخط     

ترامب يبدأ حربا أمريكية جديدة في المنطقة؟ : القدي العربي

مشاركة » الثلاثاء مارس 18, 2025 9:05 pm

شنت القوات الأمريكية في البحر الأحمر والخليج العربي، أول أمس السبت، عشرات الهجمات الجوية والبحرية على مناطق واقعة تحت سيطرة حركة «أنصار الله» (الحوثيين) في اليمن بعد أن أعادت السلطات الأمريكية الحركة إلى قائمة الإرهاب، وإثر تصريحات من الرئيس دونالد ترامب وجهها إلى جهتين: الحوثيين، الذين طلب منهم «عدم تهديد ممرات الملاحة العالمية» ولإيران التي طالبها «بوقف دعم الحوثيين حالا» وأنها «إذا هددت الولايات المتحدة فإن أمريكا ستحاسبكم».
كرّر مسؤولون آخرون، مثل مستشار الأمن القومي مايك والتز، مجال رسالة التهديد المزدوجة بقوله: «لن نحاسب الحوثيين فحسب، بل سنحاسب إيران وداعميها أيضا» ووزير الخارجية مارك روبيو، الذي أكد أن العمليات ستستمر.
حسب مصادر يمنية فإن الضربات استهدفت مواقع كان قد غادرها قادة الحوثيين الكبار، قبل أشهر (منطقة الجيراف شمال صنعاء التي تعرضت لست ضربات) وفي الوقت الذي زعم فيه الأمريكيون أنهم نجحوا في تصفية عدد من القادة الكبار، فإن مسؤولا إسرائيليا، أكد أن العملية الاستخباراتية تمت بالتعاون بين الطرفين ولكنها «لم تنجح لأن قادة الحوثيين يختبئون جيدا».
ما حصل حسب المصادر اليمنية، أن القصف أصاب مناطق مدنية وسكنية في صنعاء وصعدة والبيضاء ورداع، وأن معظم الضحايا الذين وقعوا (31 قتيلا وأكثر من 100 جريح) كانوا من الأطفال والنساء.
إطلاق إدارة ترامب ضرباتها على اليمن، وتأكيدها على مواصلتها حتى وقف الهجمات الحوثية، وربطها بتهديد إيران، هو إعلان عن تطوّر كبير في استراتيجية الولايات المتحدة كونه يربط بين ثلاثة ملفات معقدة: ملف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية، وملف الحوثيين في اليمن، وملف الاتفاق النووي مع إيران.
يبدو لجوء ترامب إلى استخدام ما سمّاه «العمل العسكري الحاسم» تغييرا فارقا على استراتيجيته «السلمية» التي دشنتها تصريحاته الكبيرة خلال حملته الانتخابية وبعدها عن وقف الحرب الأوكرانية «خلال 24 ساعة» وأنه لو كان رئيسا «لما اندلعت الحرب في غزة ولبنان».
يتجهّز الحوثيون، في هذه الأثناء للرد، وحسب الإسرائيليين، الذين تم إعلامهم مسبقا بالهجوم على اليمن، فقد تم رصد صاروخ أطلقه «أنصار الله» أول أمس السبت، وسقط في سيناء، وأن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن إطلاق الحوثيين صواريخ ومسيرات «هو مسألة وقت».
ما تظهره الضربات الأخيرة على اليمن، والتأكيدات الأمريكية على استمرارها، بالترافق مع التهديدات لطهران، أن ترامب قد يجد نفسه قريبا مسؤولا عن فتح حربين أمريكيتين جديدتين، بدأت إمارات حصول الأولى في اليمن في التحقق، فيما تشير التصريحات والأنباء المتسربة من «البيت الأبيض» أن بعض قادة ترامب الكبار يدفعون في اتجاه تصعيد أكبر. وبرغم النفي المتكرر للمسؤولين الأمريكيين لإمكانية حصول «غزو بري» أمريكي لليمن، فإن هناك سيناريوهات، على ما يظهر، لتكرار ما حصل في لبنان، عبر ضرب قيادات الحوثيين، واستهداف كبير للبنى التحتية العسكرية والأمنية، مما يمهد لعملية برية تنفذها قوات «الشرعية اليمنية».
تفتح الضربات الأمريكية، والردود الحوثية عليها، احتمالات عديدة لا تتعلق باليمن فحسب، بل بإيران أيضا، وما دامت «كل الخيارات متاحة» بالنسبة لأمريكا، كما قال ترامب وكبار مسؤوليه، فإن إيران أيضا قد تفكر بالطريقة نفسها.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات