الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الأسد: دليل الرؤساء للفرار بأموال البلاد! القدس العربي
تغيير حجم الخط     

الأسد: دليل الرؤساء للفرار بأموال البلاد! القدس العربي

مشاركة » الخميس إبريل 17, 2025 9:10 pm

في تحقيق استقصائي اعتمد على 14 مصدرا سوريا مطلعا وشارك فيه أربعة صحافيين، قدّمت وكالة رويترز للأنباء تفاصيل الأيام الأخيرة التي سبقت فرار رئيس سوريا المخلوع بشار الأسد، وخصوصا ما تعلّق منها بتهريب الأصول والوثائق السرية التي تخص امبراطورية الأعمال التي يديرها أعوانه في سوريا والعالم.
في الوقت الذي كانت فيه قيادة «الجيش العربي السوري»، وكذلك «ميليشيات الدفاع الوطني» والتنظيمات الأجنبية العديدة، ما تزال منهمكة في إعلانات «التصدّي للمسلحين الإرهابيين»، أخفى الأسد عن أقاربه، وقادة حرسه الجمهوري، ومستشاريه (مثل بثينة شعبان التي كلّفها بكتابة خطاب ثم اكتشفت خلوّ القصر من سكانه) ومدراء فروعه الأمنية، استعداداته للهروب.
كان ضروريا لخطة فرار الأسد أن يبقى كبار مسؤولي الدولة، والموالين له، يعتقدون أنه باق في موقعه، لقيادة مهام الدفاع عن العاصمة، فيما كان هو يرأس عمليا عملية هروبه من البلاد، وتهريب الأموال النقدية التي بحوزته، ونقل المعلومات التي تخص ثروته وشبكته المالية، من دون أن ينسى المقتنيات الثمينة والأعمال الفنية والمنحوتات (وإن ترك الألبومات الخاصة لصور له ولعائلته!).
كان العشرات، وربما المئات من الجنود الموالين، في تلك الأثناء، يُقتلون وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن «الرئيس»، فيما كان الرئيس نفسه منهمكا مع المسؤولين عن شبكته المالية في تنظيم الرحلات الأربع التي نقلت الأشخاص القلائل المختارين، والأموال والمعلومات إلى الإمارات وروسيا، حيث نقلت حقائب سوداء ما بقي من نقد (بعد رحلات سابقة إلى موسكو نقلت، على مدى سنتين، كميات كبيرة من النقود) بالإضافة إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات مخابراتية عن الشبكة المعقدة من الكيانات في قطاعات الاتصال والخدمات المصرفية والعقارات والطاقة وغيرها (كما أكدته محادثات عبر تطبيق واتساب تم كشفها بين مسؤول الشبكة، يسار إبراهيم، ومعاونين له).
كانت معلومات نقل الأسد أموالا على مدار السنتين الأخيرتين، وشرائه 19 شقة في منطقة لكبار الأثرياء في موسكو (كما نقلت صحف ووكالات أنباء) يمكن تفسيرها ضمن ما هو معلوم من خطط الطغاة من نهب لبلدانهم، واستثمار تلك المنهوبات في بلدان «آمنة سياسيا» بالنسبة لهم، أما المعلومات الأخيرة فترجّح فكرة أن الأسد قد تحسّب، منذ سنوات، لإمكانية سقوط نظامه.
قاد الأسد سوريا بطريقة وحشية غير مسبوقة (على المستوى العربي والعالمي) ورفض أي شكل من أشكال التسوية مع السوريين، أو القبول بأي نوع من الإصلاح السياسي المعتدل، وكان التفسير الأقرب للمنطق أن الأسد يعتقد أن سوريا هي ملك له ولعائلته، وأنه ورث البلاد والعباد من أبيه الذي سيطر عليها بالقوة العسكرية والدهاء السياسي، وكان عليه أن يثبت أنه لا يقل عن أبيه بطشا (ودهاء) وهو ما يفسر قراراته الكارثية التي اتخذها منذ بدء الثورة الشعبية ضده.
يقدّم التحقيق المنشور أمس أيضا إضاءة على الطبيعة «الكليبتوقراطية» (حكم اللصوص) للحلقة الضيّقة للأسد، والتي أضافت إلى «أصالة» الاستبداد الشرقيّ للنظام، «حداثة» آليات توظيف نظرائه الدكتاتوريين للأموال المسروقة في الغرب والملاذات الضريبية وروسيا، وهو أمر ساهمت فيه، على ما يظهر، خبرات زوجته أسماء الأخرس، التي اشتغلت في مصارف عالمية شهيرة.
تشير المعلومات التي توفّرت للقائمين على التحقيق كذلك إلى تعاون بعض المسؤولين السوريين الكبار القادرين على الوصول إلى «الصندوق الأسود» لعائلة الأسد، مما يظهر الخيبة التي امتلكت هؤلاء من كون «الرئيس»، وريث «الأبد الأسدي»، هو رئيس عصابة سرقة و«تعفيش» (كما يقول السوريون) وتهريب أموال نهبها من بلده المحطّم الذي نُكب بهذا الحكم العائلي الفظيع.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات