لم يمض وقت طويل على تصريحات نتنياهو لقناه اي 24 الاسرائيلية حول رؤيته عن اسرائيل الكبرى حتى اجتاح الجيش الاسرائيلي الاراضي السورية فوصل على مشارف دمشق والسويداء ، ولم يمض شهر على ما صرح به نتنياهو عن مهمته التاريخية والروحانية وارتباطه العضوي والعاطفي باسرائيل الكبرى، حتى اعلنها حربا شاملة على غزة تحت دعوات التهجير وضم غزة لاسرائيل الكبرى واخيرا جاءت الضربة الاسرائيلية على قطر لتؤكد للعالم بان اسرائيل ماضية في تنفيذ مخططها في قيام ما يُسمى باسرائيل الكبرى فكل ارض عربية موعودة توراتيا هي ارضٌ مباحة لاسرائيل تستطيع ان تصول فيها وتجول وهي بالضبط الارض المحشورة بين الخطين الازرقين في العَلَم الاسرائيلي بين النيل والفرات.
والسؤال الى متى تبقى الدول العربية تحسن الظن بعدوها الغادر وتنساق لمخططاته التوسعية تحت عناوين التطبيع مرة والحلف الابراهيمي طورا؟ وهي لا تريد ان تصدق ان المخطط الاسرائيلي سيستهدفها في يوم من الايام عندما تصل طائراتها الى عواصمها مثلما وصلت الى الدوحة، والسؤال المطروح حاليا ما العمل وما هو الرد العربي على العدوان الاسرائيلي على عاصمة عربية ؟ طالما بقت السماء العربية مفتوحة امام العربدة الاسرائيلية.. في الجواب ؛ليس امام الدول العربية المهددة من قبل اسرائيل الا شدِّ ازر المقاومة الباسلة التي لا زالت تُؤِّرق العدو الصهيوني وتُدخِل الرُعب والفزع الى قلوبهم وتدفع بنتنياهو الى الاختباء كلما سمع صوت الصواريخ والمسيرات اليمنية وهي تصل الى العمق الاسرائيل .
مع الاسف لا زال بعض الاعلام العربي يساير اسرائيل ويُسمي انصار الله في اليمن بالميليشيات الحوثية ومن المضحك المبكي عندما يخرج تصريح من وكالات عربية قائلة (صواريخ المليشيات الحوثية تضرب اسرائيل) وهي تعلم جيدا انه لم يبق في الميدان في مقارعة العدو الاسرائيلي الا اليمنيون الابطال الذين لا دخل لهم قي الصراع العربي الاسرائيلي، فلا هناك ارض يمنية محتلة من قبل اسرائيل ولا هناك حدود مشتركة لليمن مع اسرائيل ،فليس لليمنيين اي دافع يدفعهم للبقاء في ميدان المعركة سوى الاحساس بالمسؤولية الوطنية و الاسلامية، وايضا للدفاع عن المظلومين المضطهدين من اهالي غزة. فهؤلاء اليمنيون الذين اشتروا كرامة الامة وعزتها بدمائهم يستحقون منا كل تقدير ،فهم يستحقون الدعم والمساندة لانهم باتوا الوحيدين اليوم يحاربون اسرائيل و يستطيعوا ان يقرروا مصير الحرب، ونحن لا ننسى مناشدات نتنياهو بوقف اطلاق النار عندما عجزت القبة الحديدية عن مواجهة الصواريخ الايرانية بعد 12 يوما من الحرب.
ونقولها بكل ثقة: إنَّ اسرائيل ليست بعبعا كما يتصورها البعض ويخشاها البعض الاخر فقد كشفت عن عجزها في مرات عديدة في حروبها المستمرة فبالامس وصلت المسيرات اليمنية الى مقربة من ديمونة وبالامس القريب دكت الصواريخ اليمنية مطار بن غوريون، وهي الى الان عاجزة عن تحرير رهينة واحدة من رهائنها لدى حركة حماس، فهذه اسرائيل قوة خاوية لا تقدر الا على قتل الاطفال والنساء والشيوخ في غزة وفلسطين، وامامنا فرصة ذهبية فاسرائيل اليوم في اسوأ مراحلها التاريخية بعد ان تكشّفت للعالم، واصبحت في عزلة سياسية ودبلوماسية حتى من قبل الدول الحليفة لها حتى ان بريطانيا قررت عدم مشاركتها في معرض معدات الدفاع والامن الدولي في خطوة غير مسبوقة ،حيث كان من المقرر ان يكون لاسرائيل غرفة مشاركة في المعرض، ولعل اهم مظاهر العزلة الاسرائيلية قرار 15 دولة وجهت نداءً جماعيا في نيويورك تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، وضمن هذه الدول حلفاء لاسرائيل وهذا يدلل على أثر الضغط الشعبي على القرار الدولي فهذا الموقف لم يات من فراغ بل نتيجة الاضرابات والمسيرات الشعبية التي اجتاحت العالم وطالبت الدول باتخاذ موقف حازم من اسرائيل التي تقوم بابادة جماعية للشعب الفلسطيني.
ad
ومنذ 10 مايو 20 24 الذي اقرت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة انضمام فلسطين للامم المتحدة اخذت الدول تعترف بالدولة الفلسطينية حيث بلغت 147 دولة من اصل 193 ولم يبق الا الدول المساندة لاسرائيل والتي ستقوم في نهاية شهر ايلول وبجهود فرنسية سعودية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن هذا لا يكفي طالما ظلت اسرائيل بمنأى عن العقاب لان الدولة الفلسطينية ستبقى حبرا على ورق ان لم تقر اسرائيل بالوجود الفلسطيني وهذا لا يتحقق بالعمل الدبلوماسي فقط بل لابد من مساندة المقاومة في فلسطين واليمن فهي الوسيلة المؤثرة على القرار الاسرائيلي و التي ستدفعها اخيرا الى الرضوخ والاستسلام للامر الواقع.
كاتب عراقي