الوثيقة | مشاهدة الموضوع - انتخابات العراق: سياسيون يحذّرون من تهديد «الإرهاب» السياسي
تغيير حجم الخط     

انتخابات العراق: سياسيون يحذّرون من تهديد «الإرهاب» السياسي

مشاركة » الخميس أكتوبر 16, 2025 10:35 pm

4.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: أقدم مجهولون على حرق اللوحات الدعائية للمرشح عن الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، في محافظة نينوى، النائب محما خليل علي آغا، فجر أمس الخميس، والتي كانت مثبّتة في فناء مكتبه في قضاء سنجار غربي المحافظة. واتهم آغا ما وصفها بـ«مجاميع تحمل ثقافة داعشية» بالوقوف وراء العملية التي جاءت بعد يومٍ واحد على اغتيال المرشح صفاء المشهداني في قضاء الطارمية شمال العاصمة بغداد، في مؤشر على بداية تنامي «الإرهاب السياسي» مع اقترب موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

«ثقافة داعشية»

وقال المكتب الإعلامي لآغا، في بيان صحافي، إنه «قامت مجموعة من العناصر المجهولة التي تحمل ثقافةً داعشية بحرق البوسترات واللوحات الانتخابية».
واستنكر «العمل الجبان»، معتبرا إياه «دليلا على أن هذه المجاميع الإرهابية لا يروق لها التفاني والإخلاص الذي قدّمه النائب طيلة عشرين عاماً منذ دخوله معترك مجلس النواب، وتحقيقه إنجازات كبيرة كان أهل سنجار ومحافظة نينوى شاهدين عليها، من إدراج وتنفيذ مشاريع كبيرة، واستحصال حقوق النازحين، ومساهمته في دفع دولٍ عالمية للاعتراف بالإبادة الجماعية للمكون الديني الإيزيدي، وغيرها من الإنجازات التي لا يسع هذا البيان ذكرها، فضلاعن صولاته في ساحة الوغى دفاعاً عن سنجار إبّان الاحتلال الداعشي لها عام 2014».
واعتبر أن «هذه العملية الجبانة لن تثنينا عن خدمة أهلنا، والاستمرار في انتزاع حقوق أهالي سنجار من مختلف القوميات والأديان والمذاهب، وكذلك حقوق أهل نينوى، وأن هذه العملية لن تزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على مواصلة الطريق في سبيل خدمة أهل قضاء سنجار ومحافظتنا العزيزة».
وأشار إلى أن «هذه العملية الجبانة دليل على أن هذه المجموعات الإرهابية تخشى النائب وتخشى من عمله وخدمته لأهله في سنجار ومحافظة نينوى»، مؤكداً أن «لدينا كل الثقة بقواتنا الأمنية العاملة في قضاء سنجار بكشف المجرمين والمخططين لهذه العملية الجبانة، وسيقابلون القصاص العادل أمام القضاء العراقي وفق القانون».
وتابع: «لقد لاقت هذه العملية استنكاراً وتنديداً من أهلنا في سنجار الذين يحبون التعايش السلمي، وأن هذه الأفكار لا تنطلي عليهم؛ مما يزيدنا عزماً وإصراراً وقوة»، مؤكداً بالقول: «سنبقى موجودين في سنجار».
ويبدو أن المنافسة الانتخابية بدأت تأخذ منحىً تصعيديا بعد هذه الحادثة التي جاءت على خلفية تعرض المرشح عن تحالف «السيادة» صفاء الهاشمي لعملية اغتيال بعبوة ناسفة كانت موضوعة في سيارته في قضاء الطارمية شمالي بغداد.

مجهولون يحرقون صور مرشح عن حزب بارزاني في سنجار

محافظ نينوى الأسبق، والقيادي في تحالف «متحدون»، أثيل النجيفي، يرى أن اغتيال المشهداني يؤكد أن «الإرهاب السياسي لا يتوانى عن سفك الدماء إذا لم يُجدِ التخويف والتهديد».
وأضاف في «تدوينة» له أمس، «هي حالة تدفع لإعادة النظر في السردية السابقة لداعمي الإرهاب ومستثمري نتائجه»، معبّراً في الوقت عينه عن ثقته بأن «هذه العملية الإجرامية ستكون أحد المسامير الأخيرة في نعش جهات تلاعبت بالعراق ونسفت الروابط بين مكوناته».
أما سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، فأشّار إلى «فشل حكومي» في توفير بيئة آمنة للعملية الانتخابية.
وذكر في «تدوينة» له أمس «ندين بقوة عملية اغتيال المرشح صفاء المشهداني، وأن الحكومة والأجهزة الامنية مطالبة بالكشف سريعا عن مرتكبيها وتقديمهم إلى القضاء».
وأضاف: «وفيما تتقاذف قوى المحاصصة الاتهامات بشأنها، فإنها تؤشر فشلا حكوميا في توفير بيئة انتخابية آمنة وتشكل تهديدا جديا للانتخابات».
في مقابل ذلك، تؤكد السلطات الأمنية المضي في عملية ملاحقة الجناة، ودعت إلى الابتعاد عن هكذا أشكال من التنافس الانتخابي.

عمليات استباقية

وفي ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء/ الخميس، قال نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن، قيس المحمداوي، في مؤتمر صحافي: «لدينا توصيات واضحة تتابعها القوات الأمنية بإشراف السلطة القضائية للتصدي لاستهداف المرشحين والمقرات، وهناك عمليات استباقية كثيرة للحفاظ على الاستقرار الأمني لخلق جو مناسب لإجراء العملية الانتخابية».
وأضاف أن «هناك توجيهاً من القائد العام للقوات المسلحة بمواصلة وتكثيف الجانب الاستخباري للوصول إلى قتلة عضو مجلس محافظة بغداد صفاء المشهداني»، مشيراً إلى أن المشهداني «تعرّض إلى محاولة اغتيال سابقة وتم إلقاء القبض على الجناة».
وتعهّد بـ «مواصلة البحث وإلقاء القبض على الفاعلين»، مشيراً إلى أن «العملية تنم عن مدى جبن وخسة الفاعلين، وينبغي الابتعاد عن هكذا أشكال من التنافس السياسي».
تداعيات حادثة اغتيال المشهداني أثارت أيضاً ردود فعل دولية وأممية، إذ أدانتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، داعية إلى إجراء تحقيق عاجل لمحاسبة مرتكبي الجريمة.
وأفادت في بيان صحافي: «ندين التفجير الذي استهدف سيارة في منطقة الطارمية شمال بغداد والذي أدى إلى مقتل العضو في مجلس محافظة بغداد والمرشح في انتخابات مجلس النواب صفاء المشهداني وإصابة أربعة أشخاص آخرين كانوا برفقته، حسب التقارير».
ودعت بعثة «يونامي» السلطات العراقية إلى «إجراء تحقيق عاجل وشفاف لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة».
في حين دعا الاتحاد الأوروبي أيضاً، إلى عملية انتخابية «خالية من العنف» في العراق.
وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى جمهورية العراق كليمنس سِمتنر، إن «الهجوم على صفاء المشهداني هو اعتداء على الديمقراطية في العراق».
وأضاف أن «العنف السياسي أمر غير مقبول، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة»، داعيا إلى «عملية انتخابية سلمية وخالية من العنف».
كذلك شددت السفارة البريطانية في العراق على أهمية محاسبة قتلة المشهداني على وجه السرعة، حسب تعبيرها.
وقال السفير البريطاني في العراق عرفان صديق في «تدوينة» له إن «العنف ضد المرشحين السياسيين يضر بالديمقراطية العراقية، ويجب محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال صفاء المشهداني على وجه السرعة».
وأشار إلى أن «ما يحتاجه العراق الآن هو الاستقرار والتقدم السلمي نحو الانتخابات»، متابعاً: «تعازينا الصادقة الى عائلة صفاء. نقف إلى جانب قادة العراق في إدانة هذا العنف».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات