الوثيقة | مشاهدة الموضوع - كركوك تشتعل انتخابياً: حرب تصريحات بين حزب بارزاني ومنظمة «بدر»
تغيير حجم الخط     

كركوك تشتعل انتخابياً: حرب تصريحات بين حزب بارزاني ومنظمة «بدر»

مشاركة » الاثنين أكتوبر 27, 2025 1:51 am

5.jpg
 
بغداد ـ «القدس العربي»: جدد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، تصريحاته بشأن «كردستانية» محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، بالإضافة إلى أربع مدن أخرى في محافظات ديالى ونينوى، مؤكداً استعداد حزبه «الديمقراطي الكردستاني» للتضحية من أجل عودتها إلى «حضن كردستان» في وقتٍ اعتبر قيادي في منظمة «بدر» بزعامة هادي العامري، المدينة بأنها برميل بارود إذا انفجر «سيحرق الأخضر واليابس» على حدّ وصفه.

«لن نقبل بالظلم»

وفي كلمة خلال مشاركته في تجمّع انتخابي في أربيل، خصصه الحزب الديمقراطي الكردستاني لمرشحي مناطق كركوك وبغداد، قال بارزاني إنه «يجب تنفيذ المادة 140 من الدستور كما هي، وتطبيق البنود والمواد الدستورية كما هي» مضيفاً: «لن نقبل بالظلم بعد الآن. وسنذهب هذه المرة إلى بغداد للمحاربة من أجل حقوقنا الدستورية».
وذكر أن «كركوك قلب كردستان، ومستعدون للتضحية بدمائنا وأرواحنا لإعادتها إلى حضن كردستان» موضحاً أنه «على أهالي كركوك أن يعرفوا أن من ضحى بنفسه من أجل كركوك على طول التاريخ، هو الحزب الديمقراطي الكردستاني». وأكمل رئيس حكومة إقليم كردستان ونائب رئيس الحزب «الديمقراطي الكردستاني» أن «الظلم الذي يمارس ضد إقليم كردستان يمارس ضد كركوك أيضاً، لأن كركوك جزء من كردستان» مشدّداً على وجوب أن «تعود كركوك، ويجب أن تعود خانقين، كذلك مخموز زمار وسنجار إلى حضن كردستان».

اشتباك بالأيدي بين أكراد وتركمان… وحزب العامري يعتبرها «برميل بارود»

واستذكر قول رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بأن «البارتي (الحزب الديمقراطي الكردستاني) سيفوز بمليون صوت في هذه الانتخابات» قائلاً: «نحن قادرون على الحصول على مليون صوت، وقادرون على استعادة كركوك، والفوز كأكبر حزب سياسي على مستوى العراق».
وتطرق رئيس حكومة إقليم كردستان إلى الأوضاع في كركوك، ومستوى الخدمات والحياة فيها، مؤكداً أنه «لو أديرت كركوك من قبل البارتي ستصبح نموذجاً للتعايش السلمي على مستوى العالم، ومن كان وفياًّ لكركوك يجب أن يتحلّى بالأفعال وليس بحمل الشعارات فقط» داعياً أهالي المحافظة «للتوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت لصالح حزبه الذي يحمل الرمز 275 في الانتخابات المقبلة».
وأكد أن «استقرار العراق وتطوره ينعكسان على كردستان» قائلاً: «لو توفر الأمن والاستقرار في العراق وتمكن شعبه من العيش برفاه، فإن كردستان ستحقق تقدماً أكبر بالتأكيد» مشدّداً على أنه «لن نسمح بأن يعود العراق إلى المركزية والدكتاتورية، و«يجب أن نتوجه إلى بغداد للوقوف بوجه المخططات التي تحاك ضد إقليم كردستان».
في مقابل ذلك، وجّه مسؤول منظمة «بدر» فرع الشمال، محمد مهدي البياتي، رسالة إلى مسرور بارزاني، تعليقاً على تصريحات الأخير، قائلاً: «أنصحكم بعدم الزجّ بمدينة كركوك في حملتكم الانتخابية، فملف كركوك معقّد للغاية، وقد قيل عنها إنها برميل بارود، إذا انفجر سيحرق الأخضر واليابس».
وأضاف: «اهتمّوا أولاً بوحدة إقليم كردستان، وبالتفاهم مع الحكومة الاتحادية لحل الإشكالات العالقة منذ أكثر من أربعةٍ وعشرين عاماً. كما أنكم حتى الآن لم تشكّلوا برلمان الإقليم وحكومته رغم مرور أكثر من سنتين، وتراكم الأزمات في الإقليم لا يصبّ في مصلحتكم» معرباً عن أمله في «توحيد كلمة العراقيين بجميع مكوّناتهم، من أجل استقرار العراق أمنياً وسياسياً واقتصادياً». كما استنكر النائب السابق عن محافظة كركوك، جاسم محمد جعفر، تصريحات رئيس حكومة إقليم كردستان، مؤكداً أن ضعف الحكومة الاتحادية هو ما شجع البارزاني على إطلاق مثل هذا التصريح الذي اعتبره مستفزاً لجميع العراقيين، وفي مقدمتهم أبناء كركوك بمختلف مكوناتهم.
وقال جعفر لمواقع إخبارية محلية أمس إنّ «تراخي الحكومة الاتحادية وتغاضيها عن تجاوزات حكومة الإقليم، ولا سيما قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، فتح الباب أمام تصريحات خطيرة تمس وحدة البلاد وسيادتها» مضيفاً أن «ما صدر عن رئيس حكومة الإقليم خلال الحفل الانتخابي في أربيل أثار غضباً واسعاً بين مكونات كركوك والعراقيين عموماً».
وأكد أنه «لو كانت هناك حكومة اتحادية قوية تتعامل بحزم مع خروقات الإقليم، لما تجرأ البارزاني على وصف كركوك بهذا الشكل المستفز» داعياً القوى السياسية إلى «إدانة التصريح والمطالبة بالتراجع عنه فوراً».
وشدد على أن «كركوك كانت وستبقى مدينة عراقية خالصة، ومثالاً للتعايش بين جميع مكوناتها من العرب والكرد والتركمان» محذراً من «محاولات تأجيج الفتنة القومية على حساب وحدة العراق».

بارزاني يؤكد «كردستانية» كركوك وأربع مناطق في ديالى ونينوى

وجاءت تصريحات بارزاني على وقع توتّر واشتباك بالأيدي نشب بين مناصري الأحزاب الكردية والتركمانية في المدينة، على خلفية رفع أعلام حزبية في مركز ناحية التون كوبري (بردي) شمال محافظة كركوك.
وطبقاً لمصادر متطابقة فإن الأوضاع سرعان ما عادت إلى طبيعتها بعد أن شكّلت السلطات الأمنية لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين، فضلاً عن انتشار قوات الجيش ومكافحة الشغب في عموم المنطقة.
وكان الحزب «الديمقراطي الكردستاني» قد شدد على ضرورة التهدئة بعد أحداث الشجار، مؤكداً أن ما حصل لن يؤثر على موعد إجراء الانتخابات.
وقال مكتب تنظيم محافظة كركوك ـ كرميان للحزب، في بيان» بادر مكتبنا في تنظيم محافظة كركوك ـ كرميان إلى التواصل الفوري مع الجهات المعنية للقيام بواجبها والسيطرة على الوضع وحماية أرواح المواطنين».
ووفق المكتب «ففي أثناء وقوع الحادثة تم إعلام أعضاء الحزب بضرورة ضبط النفس وعدم القيام بأي تصرفات انفعالية، وأن تتم معالجة كل الأمور عبر الطرق القانونية».
وتابع: «كنا على تواصل مستمر مع الأطراف السياسية الأخرى، ولا سيما مع رئيس الجبهة التركمانية محمد صنعان، حيث تم الاتفاق على ضرورة تهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلة في إطار القانون وأن تكون سيادة القانون هي العليا».
ودعا المكتب الجهات المختصة، إلى «اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث مستقبلاً» مبيناً أن «هذه الحوادث لن تؤثر على سير العملية الانتخابية، وأن الانتخابات ستُجرى في موعدها المحدد».
وختم المكتب بدعوة الجميع إلى «الحفاظ على روح الأخوّة والتعايش، وإجراء الانتخابات بهدوء بعيداً عن التشنج واستخدام لغة العنف أو التحريض».

دعوة للتهدئة

كذلك دعا نائب رئيس مجلس النواب العراقي شاخوان عبد الله، في بيان موجه إلى أهالي ناحية آلتون كوبري في كركوك، للتهدئة وضبط النفس، وذلك بعد أن شهدت توتراً على خلفية حملات دعائية انتخابية بين أطراف سياسية.
وقال في بيان إنه «في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها ناحية (بردي) ندعو جميع أبناء الناحية الكرام إلى التهدئة وضبط النفس، والابتعاد عن أي تصرفات قد تجر منطقتنا إلى التوتر أو الإخلال بالأمن والاستقرار».

قيادي في «بدر»: ضعف الحكومة شجع بارزاني على إطلاق هذا التصريح

وأضاف: «لقد كانت (بردي) ولا تزال، مثالاناصعًا للتعايش والأخوّة بين جميع مكوناتها، ولن نسمح بأن تُستغلّ خصوصيتها ووحدتها من قبل من يسعى إلى إشعال الفتنة أو توظيف الأحداث لخدمة مصالح ضيقة».
وبيّن أنه «أجرى اتصالات مع قائد عمليات كركوك وعدد من مسؤولي الأحزاب في الناحية، وأكد للجميع ضرورة الاحتكام إلى العقل والحكمة، والعمل بروح المسؤولية من أجل حماية استقرار المنطقة والحفاظ على السلم الأهلي».
العناوين الاكثر قراءة

 

العودة إلى المقالات

cron