القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
سورية إلى أين؟ هل بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ وهل يلام أردوغان أن لعب لعبته؟
أسئلة فرضت نفسها في الساعات الأخيرة ؟ فكيف كان إجابة المحللين عليها ورؤيتهم لها؟
د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن مخطط الشرق الأوسط الجديد يمضي بدءا من إسقاط وتدمير حركات المقاومة ضد إسرائيل، الي محاولة اسقاط الدول وتدمير الجيوش.
ويضيف أنه بعد انتهاء مرحلة غزة ولبنان أو قاربت علي الانتهاء، دخل الاسرائيليون مع شركائهم الامريكيين وغيرهم ممن قد يكونون مختبئين خلفهم من الدول ومن أخطر منظمات الارهاب الدولي في العالم ، مرحلة اسقاط سورية لإخلائها من الروس والايرانيين، ولاسقاط النظام الذي استدعاهم الي سورية ومكنهم منها،ولإغراق سورية في مستنقع الفوضي والعنف والإرهاب والصراعات الداخلية، لتدمير كافة مقوماتها كدولة قابلة للحياة .
ويضيف أن هذا هو الهدف، وهذا هو ما يجري تنفيذه في سورية الآن.
ويوضح أنه إحكام الفصائل الارهابية المسلحة وغيرها من الفصائل المتحالفة معها والمعارضة لنظام الحكم السوري الحالي، حصارها حول مدينة حلب من ثلاث جهات، فان الخوف الاكبر هو أن تنهار القوات السورية أمامها وتستسلم لها علي غرار ما حدث للقوات العراقية في عام 2014 في الموصل بعد مذبحة “سبايكر” التي نفذها تنظيم داعش الارهابي، وأعقبها دخوله الي المدينة بزعم اقامة دولة خلافته الاسلامية بزعامة ابو بكر البغدادي، وهي الحقبة التي عاشت فيها الموصل علي يد هؤلاء التتار الجدد اكثر فصول تاريخها سوادا ورعبا وترويعا، وما حدث لسكان الموصل من مسلمين ومسيحيين وايزيديين من مذابح مروّعة يشهد بفظاعة ما قد نكون مقبلين عليه في حلب في سورية.
ويحذر أستاذ العلوم السياسية من أن الأخطار حقيقية ومخيفة، وما يتم تدبيره في الظلام داخل هذه المنطقة وخارجها غير معلوم كله علي حقيقته لنا ، مؤكدا أن هناك الكثير مما جري الإعداد له في الخفاء وحانت الآن ساعة تنفيذه وسط أجواء عربية واقليمية منهارة تماما ومناخ دولي غامض ومرتبك..وهو ما سوف يزيد من تعقيد الأمور اذا ما حدث في سورية ما لا تحمد عقباه.
ويختتم متسائلا: فهل سوف يكون بمقدور سورية مواجهة هذه العاصفة العاتية التي توشك علي اجتياحها، ولربما تنتقل رياحها خارج حلب الي ما هو أبعد وأخطر منها في هذا السباق المحموم نحو تغيير الأوضاع الإقليمية القائمة برمتها؟
من جهته يرى السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن ما يحدث في سورية الآن هو انتقام ومزيد من الحصار لإيران ولحزب الله عن طريق قطع ما تبقي من خطوط إمداد لحزب الله عبر سورية وفي سورية ذاتها .
ويضيف أنه ضغط وعقاب لروسيا التي تعيق أحلام أمريكا والناتو في شرق أوروبا وآسيا ، ومازالت تعرقل قليلاً من سرعة تنفيذ حلم الشرق الأوسط الجديد، ومازالت تزعج أمريكا عن طريق تواجدها المؤثر في سورية وفي مياه شرق المتوسط.
ويقول إن ما يحدث في سورية هو تمهيد لابد منه لتهيئة المسرح ورفع الستار عن الشرق الأوسط الجديد الذي تؤدي فيه دول المنطقة دور الكمبارس رغم أنها الممول الرئيسي لهذا العبث والوهم الكبير لصالح البطل إسرائيل والمخرج أمريكا.
ويؤكد أن بداية السبع السود العجاف في منطقتنا تتشكل في الأفق القريب وتوشك علي الانطلاق في بحر لُجِّي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.
وتابع قائلا: “يبدو أننا سنعاود الحديث مجدداً عن الصمود في سورية بعد أن استنفدنا كلمات معاجمنا اللغوية في الحديث عن الصمود في غزة ثم في لبنان.
وبعد سورية سنخاطب الصامدين في العراق ثم في الخليج واليمن ثم تستكمل الدائرة”.
ويختتم قائلا: “يا من تتحدثون عن المحور السني والمحور الشيعي ، ثم عن طوفان الأقصي وتحميله تبعات ما يحدث الآن وسيحدث غداً.. عليكم أن تتوجهوا بالشكر لطوفان الأقصي الذي أعاق بدء تنفيذ هذا المخطط الكبير لعام وبعض عام ، والأهم من ذلك أنه فضح حقيقة القائمين علي هذا المخطط وكشف داعميه أمام الجمهور والتاريخ”.
في ذات السياق يرى السياسي المصري زهدي الشامي أن ماحدث طعنة واضحة فى ظهر المقاومة ببصمات أمريكية تركية إسرائيلية.
بوتين
المترقبون لمآلات الحدث الجلل ينتظرون رد بوتين، وهل تكون له كلمة أخرى فيما حدث أم سبقه تنسيق بين القوى الكبرى؟
التطور الدرامي للأحداث دعا الكثيرين لاتهام الديكتاتوريات العربية بأنها السبب في استباحة الأرض والدم العربي، وذكر أحدهم بقول ابن خلدون “الطغاة يجلبون الغزاة”.