بغداد/المسلة: غيوم سوداء تتلبد في سماء مرقد السيدة زينب ع، رمز الكرامة والشرف، شاهدة على صمت يوشك أن يتحول إلى كارثة. أصواتٌ خافتة من مواطنين ورجال دين ترتفع في زحمة التخاذل: تحركوا قبل أن تُهان الكرامات وتُدنَّس المقدسات ويُراق الدم الشيعي البريء.
مرقد السيدة زينب ليس مجرد بناء من الحجارة، بل هو حصنٌ للهوية ومأوى للذاكرة الشيعية.
اليوم، يُترك وحده، مع شيعة سوريا، خاليًا من الحمايات والزوار، وكأنه غريب في أرضه.
هذا النداء ليس ترفًا بل واجب، نداء إلى القلوب الحية والعقول المستنيرة، إلى كل من يرى في الدفاع عن الكرامة فرضًا لا خيارًا.
ينبغي أن يضمن الساسة الشيعة في العراق، خصوصا، حقوق ومصالح شيعة سوريا من خلال السعي للحصول على ضمانات واضحة عبر قنوات دبلوماسية وسياسية، تشمل الضغط على الجهات المؤثرة مثل قطر وتركيا، اللتين تعدان من الداعمين الرئيسيين لجبهة النصرة وبعض فصائل المعارضة السورية.
ما نفع الشعارات والخطابات إذا بقيت عاجزة عن تحريك الساكن؟ ما قيمة الكلمات إذا لم تتحول إلى فعلٍ يحمي الدماء ويحفظ المقدسات؟ أقل الواجب أن تتحركوا، أن تتواصلوا مع الدول المؤثرة على المشهد السوري، مثل قطر وتركيا، لدفعهم نحو ضمانات تحفظ المرقد وزائريه من أي عدوان.
هذا التحدي هو اختبار للمرجعيات الدينية والسياسية العراقية، امتحان لوعيهم ومسؤوليتهم في تجنب ما لا يحمد عقباه. التقاعس اليوم يعني المشاركة في الجريمة، والتماهل يعني تحميل أوزار الدماء التي ستُسفك.
الشعارات التي تملأ الساحة اليوم في سوريا لا تدعو إلى الاطمئنان، بل هي ناقوس خطر يُقرع في وجه الجميع. إن كنتم حقًا على مستوى المسؤولية، فهذه لحظة الحقيقة؛ لحظة تظهر فيها الزعامات قدرتها على مواجهة الكوارث قبل أن تقع.
الكرامة ليست كلمة تُقال، بل فعل يُمارَس. والمقدسات ليست إرثًا للتأريخ فقط، بل هي مسؤولية أمام الله والتاريخ. فمن يجرؤ على التخاذل في هذه اللحظة، فليستعد للحساب أمام الله.