نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي أن خمسة وزراء خارجية عرب بعثوا برسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تضمنت الاعتراض على خطط سبق أن أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن ورفضتها القيادة السياسية في البلدين. وحملت الرسالة تواقيع وزراء خارجية قطر ومصر والسعودية والأردن والإمارات بعد اجتماع عُقد في العاصمة المصرية القاهرة.
وخلال الأسبوع الماضي أثار ترامب موجة من ردود الأفعال الرافضة حين اقترح نقل سكان غزة خارج القطاع إلى مصر والأردن، تاركاً هذا الخيار مفتوحاً على احتمال الإجراء المؤقت والدائم في آن معاً، الأمر الذي يمكن أن يعني تطهيراً عرقياً ونكبة جديدة، إلى جانب تجريد الفلسطينيين من حق البقاء في أرضهم وإعادة إعمارها.
وأكد الوزراء العرب في الرسالة أن المنطقة مثقلة بأعداد اللاجئين والنازحين الأكبر على نطاق العالم، وأن الوضع الاقتصادي في المقابل لا يتحمل المزيد من الأعباء. كما أشارت الرسالة إلى أن موجات نزوح جديدة يمكن أن تضاعف أخطار الاستقرار الإقليمي، وبالتالي تدفع إلى موجات تطرف واضطرابات في المنطقة. وكان لافتاً وضرورياً تشديد الرسالة على بقاء الفلسطينيين في أرضهم والإسهام في إعادة إعمارها، وأنه «لا ينبغي تجريدهم من حقهم في التصرف أثناء إعادة الإعمار» ومن الواجب على المجتمع الدولي أن يدعمهم في ذلك.
والتحرك ضد خطط ترامب يكتسب صفة عاجلة بالنظر أولاً إلى أن ولاية الرئيس الأمريكي الأولى قدّمت لدولة الاحتلال هدايا ثمينة مماثلة، بدأت من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، ومرّت بإقرار شرعية المستوطنات في الضفة الغربية، ولم تتوقف عند الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة. وبالأمس فقط استخدم ترامب استعارة القلم في يده والمكتب أمامه للقول بأنّ دولة الاحتلال صغيرة بالمقارنة مع الشرق الأوسط، مما يعني اتفاقه مع مخططات حكومة الاحتلال لضمّ أجزاء من الضفة الغربية.
وتأتي هذه التطورات في سياق أول هو زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى أمريكا، والتي تمتد على أسبوع كامل وتتضمن لقاءات مكثفة مع رجال الإدارة الجديدة وكبار صناع القرار في وزارة الخارجية والبنتاغون، إضافة إلى مجموعات الضغط اليهودية التي سوف تجد من فريق ترامب كل عون وتأييد وحشد. السياق الثاني الأعرض نطاقاً هو برنامج التطبيع المقبل الذي سبق أن التزم به ترامب خلال الحملة الانتخابية، ومن المنتظر أن يعمل حثيثاً من أجل فرضه على الأنظمة العربية الموالية لواشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي قد أوحى بإمكانية ممارسة الضغط على القاهرة وعمان للقبول بخطط ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، وألمح إلى استخدام المساعدات التي تقدمها واشنطن إلى البلدين، وبالتالي فإن موقف الرفض الذي تضمنته رسالة وزراء الخارجية الخمسة يمكن اعتباره خطوة أولى ضرورية، لكنها تقتضي المزيد من توحيد المواقف وممارسة الضغوط المضادة، بالاستناد أيضاً إلى ما تنطوي عليه خطط الترحيل من انتهاك فاضح للقانون الدولي ولمبدأ حلّ الدولتين.