واشنطن – خاص بـ”رأي اليوم”:
لا تزال أوساط واشنطن السياسية والإعلامية مشغولة بتداعيات الاعتداء على مقر حماس في الدوحة.
وركزت أطقم الرئيس الأمريكي خلال الساعات القليلة الماضية على عبور جلسة مجلس الأمن التي إنعقدت حتى فجر الجمعة بأقل حد ممكن من التكاليف، وبصورة ترضي دولة قطر، وهو ما دفع الى التوصل إلى صيغة إصدار مجلس الأمن لإعلان او بيان صحفي فقط دون إتخاذ قرارات، وتمكين دولة قطر والدول العربية من إلقاء خطابات تندد بإسرائيل وتصفها بالدولة المارقة تحت قبة مجلس الامن حيث المشهد صاغه الأمريكيون مع القطريين في هذا السياق.
ورغم ان بيان مجلس الامن لم يذكر إسرائيل بصورة مباشرة إلا انه قدم الإسناد المطلوب سياسيا وإعلاميا لدولة قطر.
ad
وظهر بان الأعضاء خصوصا وزراء الخارجية العرب تمكنوا رغم سقف جلسة المسبقة الذي تم ترتيبه بتنظيم أمريكي وبريطاني من توجيه انتقادات حادة للكيان الاسرائيلي.
والنتائج فيها سياقها الإعلامي كانت مطلوبة لكل من قطر ومصر والاردن بصفة خاصة حيث إتفقت الدول الثلاث على إستعراض لأغراض إعلامية يكرس القناعة بان إسرائيل أصبحت دولة مارقة ودولة تتحدى القوانين الدولية خلافا لإستعمال أوصاف مثل مجرمة ومضللة وتكذب وتغدر.
وقيل في كواليس إجتماعات مجلس الامن في نيويورك حتى فجر الجمعة بان الدول العربية توافقت على تلك الصورة.
ad
حتى وان كان لأغراض إعلامية بهدف التأسيس لحالة يمكن ان تؤدي للمزيد من الحصار على المستوى الدولي لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.
والأمر في مجلس الامن قد يقود الى توسيع دائرة الخيارات ورفع السقف في إجتماع قمة الدوحة الاسلامية العربية المقبلة الاثنين المقبل حيث تقصد القطريون المشاركة بفعالية في ليلة مجلس الامن لإصدار بيان تمهيدي لا ينطوي على اي حسم سياسي.
ولكنه يضع إسرائيل و تصرفاتها تحت الأضواء الكاشفة تماما وبصيغة تسمح لاحقا للدول العربية والإسلامية في اجتماع قمة الدوحة بالتصعيد الدبلوماسي والسياسي وبتوفير الغطاء لقرارات وتوجهات تدرس بصبر وهدوء الان خلف الستائر والكواليس قبل انعقاد القمة.
الجهد في مجلس الامن كان إعلاميا وسياسيا بإمتياز ورغم أن ما صدر مجرد إعلان صحفي لا يعني الكثير ولا يرقى حتى الى مستوى البيان الرئاسي لمجلس الأمن إلا أن كواليس الإجتماعات شهدت حضورا مكثفا لوزير الخارجية القطري ومناورات مع الامريكيين تجنبا لإعاقة صدور البيان وقبول بفكرة صدور بيان صحافي فقط لا يذكر إسرائيل بالإسم التي قابلها الإسترسال في ذكر إسرائيل وحكومتها بالإسم وإتهامها الصريح بالكذب من جهة عدة وزراء خارجية عرب وإسلاميون تحت قبة مجلس الأمن.
وكان وزير الخارجية الاردن ايمن الصفدي وممثل باكستان في الإجتماعات قد تحدثا بصورة صريحة ومباشرة عن الكذب والتضليل الذي تمارسه القيادة الاسرائيلية فيما وصفت اسرائيل وحكومتها عدة مرات بانها مارقة وتعبث بأمن واستقرار المنطقة.