الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نداء إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في الدوحة من مواطن عربي بسيط د. سعد ناجي جواد
تغيير حجم الخط     

نداء إلى القادة العرب والمسلمين المجتمعين في الدوحة من مواطن عربي بسيط د. سعد ناجي جواد

مشاركة » الاثنين سبتمبر 15, 2025 11:32 am

اصحاب السيادة والفخامة والسمو الحاضرون في قمة الدوحة العربية والإسلامية:
لقد سجلتم موقفا إيجابيا (ونوعا ما متحديا) بموافقتكم وحضوركم السريعين للاجتماع من اجل قضية تعتبر من اهم القضايا وأكثرها حساسية في الوطن العربي والإسلامي اليوم، إلا وهي الاعتداءات والتجاوزات الاسرائيلية-الصهيونية المتزايدة على العرب والمسلمين، وآخرها العدوان على دولة قطر الشقيقة، والاهم والأخطر حرب الإبادة المستمرة على شعب غزة خاصة والشعب الفلسطيني عامة. هذه الاعتداءات التي لم يكن بمقدور دولة الاحتلال ان ترتكبها لولا الدعم اللامحدود واللامتناهي من الولايات المتحدة اولا وبريطانيا ثانيا والغرب عامة ثالثا. ولم يعد سرا القول بل ان إسرائيل لم يكن بمقدورها ان تستمر بالاعتداءات سواء على الشعب الفلسطيني، وعلى لبنان واليمن وسوريا والعراق وايران، ومؤخراً قطر، لولا التدفق المستمر للأسلحة عليها من تلك الدول المذكورة أعلاه. كما يجب عدم إغفال الأمر المشجع الاخر وهو سكوت الدول العربية، وخاصة المطبعة، على هذه التجاوزات، مما أعطى اسرائيل الانطباع بان العرب والمسلمين مشتتين وعاجزين وخانعين وغير مهتمين بما يجري، والى غير ذلك من الصفات الجارحة التي يرددها قادة اسرائيل وصحافتها وإعلامها.
كلماتي الموجزة اليوم هي محاولة للإفصاح عن ما يدور في عقل وقلب متألمين، وتحاول ان تركز على ما يجب ان يصدر عن اجتماعكم، كي يكون فيه خدمة للقضايا العرب والإسلامية الهامة، واسمحوا لي ان اقول إما ان يكون رد فعلكم بمستوى التحدي، او عكس ذلك سيكون اجتماعكم ترديد لكلمات سئمتها شعوبكم. بكلمة مباشرة ان اجتماعكم يجب ان يبدا: اولا بقطع اية علاقة دبلوماسية مع دولة الاحتلال، وثانيا التخفيف من تحالفكم مع الدول الداعمة للاحتلال والتي تزوده بالدعم العسكري والسياسي، وثالثا بمحاولة تنويع تحالفاتكم والتوجه إلى الدول الكبرى الأخرى التي وقفت موقفا اما مؤيدا للقضايا العربية او محايدا، من اجل معادلة الكفة في الشرق الأوسط. انه من غير المعقول بعد كل ما حدث ويحدث، وبعد اكتشافكم لحقيقة معروفة وهي ان القواعد الأمريكية والتحالفات مع الغرب ليس فقط لن تدافع عنكم، بل انها لم ولن تمنع إسرائيل من استهدافكم عسكريا وفي وضح النهار بطائرات ومعدات غربية وإسناد ومعلومات إستراتيجية من قواعد على أراضيكم وبوقود يخرج من باطن ارضكم.
ad
قطع العلاقات مع دولة الاحتلال هو الحد الادنى والرد الأسرع، لانه هو الوحيد الان الذي سيوصل الرسالة المطلوبة والمباشرة. الادارة الامريكية تريد منكم ان تكتفوا وتقبلوا بالبيان الهزيل الذي خرج عن مجلس الامن وبالوعود الزائفة بعدم تكرار ذلك، ولا اعتقد ان ذلك كان كافيا، او انه يمكن ان يعيد الاحترام لكرامة دولكم وشعوبكم، التي يستهدفها الاحتلال يوميا، بل ومنذ ان أقيم قسرا على ارض فلسطين. شعوبكم تتمنى عليكم ان يكون موقفكم مساويا، او على الاقل قريبا من مواقف الشعوب والمنظمات في الدول الغربية التي يتزايد فيها عدد الذي يقاطعون اسرائيل يوما بعد يوم، وان يكون موقفكم مساويا او قريبا من موقف جنوب افريقيا التي رفعت دعوى ضد اسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب ارتكابها حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، وموقف المحكمة الجنائية الدولية التي اصدرت قرارات بإلقاء القبض على قيادات اسرائيلية متهمة بالإبادة الجماعية، وموقف دول امريكا اللاتينية التي بادرت إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الاحتلال بسب المجازر المرتكبة في غزة. ويتمنون عليكم بعد ذلك ان تبدأون بشن حملة دبلوماسية، كالتي قادتها دول عربية في العامين 1973 و 1974 والتي نتج عنها اعتبار الصهيونية نوعا من أنواع العنصرية وكذلك نتج عنها قطع عشرات الدول الأفريقية والآسيوية واللاتينية علاقاتها الدبلوماسية مع دولة الاحتلال، لتحديها المجتمع الدولي وقرارات الامم المتحدة ورفضها إقامة الدولة الفلسطينية. ان ذلك فقط سيكون النجاح الأكبر الذي سيعيد إسرائيل إلى الحجم الذي يجب ان تكون عليه ويصون الحقوق العربية. ولكم فيما يردده يهود واسرائيليون من كل المشارب بان (إسرائيل أصبحت دولة منبوذة بسبب سياسة نتنياهو ووزراءه المتطرفين) خير عون ومشجع.
عسى الله ان يوفقك خطواتكم التي تتمنى شعوبكم ان تكون في هذا الاتجاه.
إلا هل بلغت اللهم فاشهد.

كاتب واكاديمي عراقي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات