الوثيقة | مشاهدة الموضوع - «ناسا» تعثر على الدليل الأقوى لوجود حياة على المريخ
تغيير حجم الخط     

«ناسا» تعثر على الدليل الأقوى لوجود حياة على المريخ

مشاركة » السبت سبتمبر 20, 2025 11:18 pm

2.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: عثر العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» على الدليل الأقوى حتى الآن على وجود حياة سابقة على كوكب المريخ، وهو ما يُعزز الاعتقاد أيضاً بامكانية العيش على سطح الكوكب الأحمر مستقبلاً وتأسيس مستعمرة بشرية هناك لتخفيف الضغط عن كوكب الأرض الذي تتفاقم فيه المعاناة مع زيادة أعداد السكان.

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إنَّ العلماء كشفوا عن الشكل المحتمل لسكان المريخ القدماء، حيث أعلنت «ناسا» عن أقوى دليل حتى الآن على وجود حياة على الكوكب الأحمر.
وأصدرت الوكالة الأمريكية إعلاناً مذهلاً الأسبوع الماضي يفيد بأن علماءها قد اكتشفوا «أوضح دليل» حتى الآن على وجود حياة على المريخ.
وفي العام الماضي، اكتشفت مركبة «بيرسيفيرانس» التابعة لوكالة «ناسا» أن مجرى نهر جاف شمال خط استواء المريخ مباشرةً تنتشر عليه علامات دائرية صدئة تُعرف باسم «بقع النمر».
ووفقاً لمدير «ناسا»، شون دافي، فإن وكالة الفضاء تعتقد الآن أن هذه العلامات ربما تكون قد تركتها أشكال حياة قديمة عاشت قبل مليارات السنين.
والآن، كشف العلماء عن الشكل المحتمل لهذه الكائنات الفضائية.
وكان على أي حياة تطورت على المريخ أن تواجه إشعاعاً شديداً وجاذبية ضعيفة ودرجات حرارة تتراوح بين 20 درجة مئوية (70 درجة فهرنهايت) نهاراً و-153 درجة مئوية (-225 درجة فهرنهايت) ليلاً.
ومع ذلك، يقول العلماء القائمون على هذا البحث الرائد إنه لا يزال من الممكن لبعض أشكال الحياة أن تتطور، حيث لو وُجدت حياة على المريخ، لكانت تتكون على الأرجح من كائنات ميكروبية بسيطة للغاية مثل البكتيريا. وفي حال تطورت حياة أكثر تعقيداً في مكان ما على الكوكب الأحمر، وهو أمر مستبعد، فستحتاج إلى تطوير تكيفات خاصة للبقاء على قيد الحياة في هذا المناخ القاسي للغاية.

ماذا وجدت «ناسا» على المريخ؟

وأثناء استكشاف منطقة تُعرف باسم «الملاك الساطع»، رصدت مركبة «بيرسيفيرانس» التابعة لوكالة «ناسا» مجموعة من العلامات غير العادية التي تشبه بقع النمر.
ووصف العلماء هذه البقع بأنها «جبهات تفاعل»، وهي نقاط تماس حدثت فيها تفاعلات كيميائية وفيزيائية في الماضي.
والأهم من ذلك، وجد مختبر «بيرسيفيرانس» أن هذه البقع تحتوي على معدنين غنيين بالحديد: فيفيانيت، الموجود في المواد العضوية المتحللة، وغريغيت، الذي تنتجه الميكروبات على الأرض.
وصرح الدكتور كيرون هيكمان لويس، عالم الأرض من جامعة بيركبيك، جامعة لندن، والمؤلف المشارك لتقرير «ناسا»: «من المعروف أن أنواع الارتباطات العضوية المعدنية التي رُصدت في برايت أنجل، والمذكورة في هذه الورقة البحثية، ناتجة عن حياة ميكروبية على الأرض، لذا فإن رؤية شيء مشابه على المريخ هو أمرٌ واعدٌ للغاية». وأضاف: «بالتأكيد، أعتقد أن هذا هو الدليل المحتمل الأكثر إقناعاً على وجود حياة على المريخ حتى الآن».
ولا يستطيع العلماء حتى الآن استبعاد أن تكون هذه البقع ناتجة عن عمليات غير بيولوجية، حيث يقول الدكتور هيكمان لويس إن هذا ليس دليلاً قاطعاً.
ومع ذلك، بعد قضاء عام في مراجعة الأدلة والبحث عن تفسيرات بديلة، أصبح الباحثون الآن واثقين بما يكفي للقول إن هذا قد يكون «بصمة حيوية»، وهي علامة مراوغة تثبت وجود الحياة.
ويضيف الدكتور هيكمان لويس: «لا يستخف فريق المريخ 2020 بمصطلح (البصمة الحيوية المحتملة)».

كيف ستبدو هذه الحياة؟

عُثر على علامات الحياة المحتملة في منطقة تُسمى «فوهة جيزيرو»، وهي حوض اصطدام يقع شمال خط الاستواء مباشرةً.
وعلى الرغم من أنها الآن أرض قاحلة، إلا أن «فوهة جيزيرو» كانت مليئة بالمياه، منذ مليارات السنين، والتي كان من الممكن أن تكون موطناً للحياة. وإذا وُجدت حياة في هذه المياه، فإن التفسير الأكثر منطقية هو أنها نوع من الكائنات الحية الدقيقة البسيطة.
ويقول الدكتور هيكمان لويس: «يبدو أن البيئة التي عُثر فيها على هذه البصمات الحيوية المحتملة هي بيئة غنية بالمياه منخفضة الحرارة، وبالتالي مناسبة جداً للحياة الميكروبية».
ويشير الباحثون إلى أن الميكروبات ربما تكون قد تغذت على الكربون والكبريت والفوسفور الموجودة طبيعياً في الصخور، حيث لا بد أن تكون هذه الميكروبات قد «أفرزت» المعادن التي نراها الآن على شكل بقع النمر، ولا بد أن الظروف على السطح كانت قاسية للغاية، لكن الباحثين يقولون إن الحياة كانت لا تزال قادرة على البقاء على قيد الحياة بشكل بسيط.
وصرح الدكتور سانجيف جوبتا، عالم الأرض من إمبريال كوليدج لندن وعضو فريق البحث: «كان هناك ماء سائل موجود على السطح في ذلك الوقت منذ مليارات السنين، لذا كانت بيئة صالحة للسكن. لا بد أن هذه كانت حياة ميكروبية بسيطة. يمكننا أن نقول أكثر من ذلك بكثير».
وبما أننا لا نستطيع رؤية سوى الآثار المحتملة التي خلفتها هذه الكائنات الدقيقة، فمن الصعب معرفة شكلها أو سلوكها. ومع ذلك، من الممكن وضع بعض التنبؤات العامة جداً بناءً على أوجه التشابه من الأرض.
وصرح البروفيسور مايكل غاريت، عالم الفلك من جامعة مانشستر ومدير مركز غودريل بانك للفيزياء الفلكية، والذي لم يشارك في الدراسة: «تخيلوا بكتيريا قوية، تُشبه البكتيريا الأرضية المُتطرفة التي تزدهر في ظروف شديدة الملوحة أو البرودة أو منخفضة الأكسجين هنا على الأرض. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك الحصائر الميكروبية في البحيرات شديدة الملوحة، أو الميكروبات التي تعيش على عمق كيلومترات تحت سطح الأرض في قشرة الأرض أو في الصحراء المرتفعة في تشيلي».
وتابع: «تُظهر لنا هذه الأمثلة أن الحياة يمكن أن تكون صعبة، وبسيطة، ومستدامة حتى في الأماكن التي تكون فيها ظروف السطح قاسية».

هل من الممكن أن تكون حياة
أكثر تعقيداً قد تطورت؟

وإذا كانت «بقع النمر» هذه بصمات حيوية بالفعل، فإن الباحثين يقولون إنه من غير المرجح أنها وُجدت في مكان واحد فقط.
وتدرس مركبة بيرسيفيرانس حالياً صخوراً قديمة جداً خارج «فوهة جيزيرو» بحثاً عن علامات على وجود حياة أكثر انتشاراً.
ومع ذلك، فمن المستبعد للغاية أن تكون حياة أكثر تعقيداً قد تطورت في أي مكان على الكوكب الأحمر.
ويعتقد الباحثون أن الميكروبات ظهرت على المريخ في نفس الوقت تقريباً الذي بدأت فيه الحياة على الأرض.
ومع ذلك، بعد حوالي مليار عام، بدأ مناخ المريخ يتغير بسرعة مع تآكل غلافه الجوي بفعل الرياح الشمسية، تاركاً الكوكب بارداً وجافاً للغاية.
ويقول البروفيسور غاريت: «ستضع هذه الظروف القاسية على المريخ، بعد مليار عام، قيودًا شديدة على حجم الجسم وتعقيد أي شكل من أشكال الحياة. واستغرق ظهور أشكال الحياة المعقدة للغاية، مثل الحيوانات، 3 مليارات عام أخرى، حيث كانت الظروف أفضل بكثير لدعم أشكال الحياة المعقدة المتعطشة للطاقة».
ويضيف غاريت إنه «في حالة تطور حياة أكثر تعقيداً، وهو أمر مستبعد، فإن ظروف المريخ القاسية ستضع أيضاً قيوداً شديدة على شكلها المحتمل».
ويقول البروفيسور غاريت: «سيحتاج إلى التكيف للنجاة من الأشعة فوق البنفسجية الشديدة من الشمس، والبرد القارس، ومحدودية الماء السائل – فنحن لا نرى حقًا حياة حيوانية معقدة في مثل هذه البيئات».
ويضيف: «لو وُجدت، لاحتاجت إلى حماية من الأشعة فوق البنفسجية من الشمس – ربما بجلد سميك، على سبيل المثال، أو ربما تعيش في الغالب تحت تربة المريخ».
وهذا يعني أن الحياة المعقدة قد تُشبه الكائنات على الأرض التي تعيش في بيئات قاسية للغاية، مثل السحالي التي تعيش في الصحراء أو الكائنات البسيطة التي تتغذى بالترشيح والتي تعيش بالقرب من الفتحات الحرارية المائية.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى علوم الفضاء