جنيف- لندن- الزمان
أوصت منظمة الصحة العالمية الأربعاء بمواصلة استخدام لقاح أسترازينيكا ضد كوفيد-19 «في الوقت الحالي» بعدما علقت عدة بلدان استخدامه خوفا من آثار جانبية محتملة، بانتظار أن ينتهي خبراؤها من مراجعة بيانات السلامة المتعلقة به.
وأعلنت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان الأربعاء أنها «تعتبر في الوقت الحالي أن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره وتوصي بمواصلة حملات التطعيم». ودعا وزير الصحة البريطاني مات هانكوك الأربعاء إلى مواصلة استعمال لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا، مؤكدا غياب أدلة حول تسبّبه في جلطات دمويّة.
وعلّقت دول عدة استعمال اللقاح احترازيا على خلفية مخاوف من آثار جانبيّة له. وكتب مات هانكوك في مقال بصحيفة «ذي صن» إنه «لا توجد أدلة على أن اللقاح يسبّب جلطات دمويّة».
وأكد الوزير البريطاني أن ذلك ليس مجرد رأي شخصي، بل هو أيضا وجهة نظر الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأدوية. وأضاف هانكوك في مقاله أنه «جرى استعمال أكثر من 11 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا في المملكة المتحدة ومعدل الحالات (جلطات الدم) بين من تلقوا التلقيح أقل من المتوقع عادة في صفوف عموم السكان». لكن بريطانيا تشكو احتمال انقطاع تزويدها بلقاح فايزر حتى نهاية نيسان بسبب موقف اوروبي . وتجري المملكة المتحدة حملة تلقيح واسعة بدأتها في كانون الأول/ديسمبر باستعمال لقاحي أسترازينيكا وفايزر-بايونتيك. وتلقى حتى الآن نحو 25 مليون شخص جرعة لقاح واحدة، أي حوالي نصف إجمالي السكان الراشدين.
وتأمل الحكومة في تطعيم جميع الراشدين بجرعة لقاح بحلول نهاية تموز/يوليو، وقد أكد وزير الصحة أن بلده «على المسار السليم» لتحقيق هدفه.
وأوضح أنه «هذا الأسبوع، ستساعدنا زيادة الإمدادات على مزيد تسريع عملية التلقيح» في وقت تندد دول أخرى بتأخر تلقيها شحنات من لقاح أسترازينيكا.
وتابع «الأهم بالنسبة لنا حاليا هو التزام الهدوء ومواصلة التطعيم».
وحضّ الوزير البريطانيين في لقاء متلفز على «التلقيح»، مشددا أن ذلك «ينقذ الأرواح». من جهته اعتبر الأربعاء البروفيسور جيرمي براون، اختصاصي الطب التنفسي وعضو اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين، أن تعليق دول عدة استعمال لقاح أسترازينيكا «ليس منطقيا».
وأضاف في تصريح لبي بي سي «بالنسبة لي لا يبدو ذلك منطقيا على الإطلاق، لأننا نعرف أن اللقاح (…) فعال للغاية، ونحن نستعمله لتجنّب الوفيّات».
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن خبراءها الذين يُترقب صدور رأيهم، يواصلون «تقييم» البيانات المتعلقة بالمشكلات الصحية التي أصيب بها بعض الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
ولم توضح منظمة الصحة متي سيصدر خبراؤها الذين اجتمعوا الثلاثاء استخلاصاتهم.
وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية أعلنت الثلاثاء أنها «مقتنعة تماما» بمنافع لقاح أسترازينيكا موصية بمواصلة استخدامه في حملات التلقيح.
وعلقت حوالى 15 دولة بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال استخدام لقاح أسترازينيكا في إجراء احترازي، بعد ظهور مشاكل دموية خطرة مثل صعوبة تخثّر الدم أو الجلطات الدموية لدى بعض الذين تلقوه، بدون أن يثبت في الوقت الحاضر وجود رابط بين هذه الأعراض واللقاح.
وأشارت منظمة الصحة في بيانها المقتضب إلى أنه لم يتم التأكد في الوقت الحاضر من وجود أي علاقة سببية، موضحة أن «الجلطات الدموية أعراض غالبا ما تحصل» وهي ثالث أمراض القلب والأوعية الدموية الأكثر شيوعا.
وكانت المستشارة التقنية الدكتورة أنيليزويلدر سميث أوضحت في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي للجنة منظمة الصحة المكلفة إصدار توصيات حول استخدام اللقاحات، أنه خلال تجارب سريرية على لقاح جونسون أند جونسون المضاد لفيروس كورونا، أصيب عشرة مرضى من مجموعة الذين تلقوا لقاحا وهميا بجلطة دموية، مقابل 14 في مجموعة الذين تلقوا اللقاح.
وأشارت إلى أن فارق أربعة أشخاص لا يعتبر كبيرا من أصل 44 ألفا شاركوا في التجربة.