القاهرة -مصطفى عمارة
تصاعد الموقف ببن مصر وأثيوبيا خلال الأيام الماضية بصورة غير مسبوقة بعد تهديدات وزير الخارجية المصري لاثيوبيا بأن كل الخيارات متاحة أمام مصر للدفاع عن أمنها المائي .
وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للزمان أن مصر أبلغت الإدارة الأمريكية أن الصبر المصري تجاه أثيوبيا أوشك أن ينفذ بعد أن استنفذت مصر كل الطرق السلمية لإقناع أثيوبيا بالوصول إلى إتفاق قانوني ملزم يراعي حقوق الدول الثلاث التاريخية في مياه النيل وأن الصبر المصري لن يطول أمام إصرار أثيوبيا على إتخاذ خطوات انفرادية واقدامها على الملء الرابع دون إتفاق مع دول المصب.
وأضاف المصدر أن قضية سد النهضة لن تكون بعيدة عن جولة وزير الخارجية الأمريكي إلى عدة دول إفريقية نظرا لتهديد تلك الأزمة للأمن والسلم الدوليين.
وأوضح البرلماني المصري مصطفى بكري أن تصريحات سامح شكري تعكس غضب القيادة المصرية من المماطلات الإثيوبية ورغم أن الرئيس المصري أبدى مرونة في التعامل مع أثيوبيا إلا أن أثيوبيا فسرت هذا أن مصر ستصمت على المساس بحقوقها المائية وهذا غير صحيح ، وأشاد اللواء رضا فرحات الخبير العسكري بتصريحات وزير الخارجية المصري والتي جاءت حاسمة ومتزنة وأشار إلى أن الدولة المصرية ماضية في الدفاع عن حقوقها المائية بكل الطرق .
وعن احتمالات لجوء مصر للخيار العسكري في تلك الأزمة أوضح د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في تصريحات خاصة للزمان أن أثيوبيا استغلت الظروف التي مرت بها مصر منذ عام 2011 لفرض الأمر الواقع في قضية سد النهضة وقامت ببناء السد وقامت بالملء الأول والثاني والثالث وهي تستعد الآن للملء الرابع من دون تشاور مع دول المصب واستندت أثيوبيا لدراسات قديمة وغير موثقة لبناء هذا السد ورغم أن الدراسات الأمريكية أشارت أن السعة المفروضة لهذا السد 11 مليار متر مكعب إلا أن أثيوبيا خالفت كل الدراسات وسعت لإقامة هذا السد لسعة 74 مليار متر مكعب وهو الأمر الذي يهدد بانهياره وإحداث فيضانات ستؤثر على المنطقة نظرا لأن المنطقة المقام عليها بها فوالق ومعرضة للزلازل والبراكين كما حدث في تركيا.
وأكد شراقي أن الغرض من إقامة السد هدف سياسي وليس اقتصادي لأن أثيوبيا تريد أن تجمع كل العرقيات حول هدف وطني وأن يكون أبي احمد زعيم سياسي علة غرار عبد الناصر عندما أقام السد العالي والفائدة الوحيدة للسد هو توليد الكهرباء.
ونفى شراقي وجود دول تمول إقامة هذا السد لعدم وجود فوائد اقتصادية له سوى توليد الكهرباء ورغم أن الكمية المخزنة تقتطع من حصة مصر إلا أن مصر لم تلجئ للحل العسكري لأن السد العالي يوفر حصة مصر المائية كما أن أثيوبيا تضطر تسريب 5 مليارات كل مرة لمصر والسودان فضلا عن ذلك أن مشروعات مصر المائية بتكرير مياه الصرف الصحي رغم تكلفتها الباهظة توفر ما تحتاجه مصر من المياه .