الوثيقة | مشاهدة الموضوع - فايننشال تايمز: حزب الله وإسرائيل يواجهان ضغوطا محلية ويدرسان خياراتهما المقبلة
تغيير حجم الخط     

فايننشال تايمز: حزب الله وإسرائيل يواجهان ضغوطا محلية ويدرسان خياراتهما المقبلة

مشاركة » الأربعاء أغسطس 28, 2024 12:46 am

8.jpg
 
لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز “تقريرا أعده جيمس شوتر في القدس، وراية الجلبي في بيروت، ونجمة بوزورجمهر في طهران قالوا فيه إن الظروف لا تزال مواتية لصراع أوسع نطاقا على الرغم من محاولات تهدئة التوترات في أعقاب تبادل الضربات يوم الأحد.

وجاء في التقرير إنه عندما تعهد حزب الله بالانتقام لمقتل أحد كبار مسؤوليه الشهر الماضي، خشي العديد من اللبنانيين والإسرائيليين أن تكون هذه هي النقطة التي تتحول فيها الأعمال العدائية التي استمرت عشرة أشهر بين الجماعة المسلحة اللبنانية وإسرائيل في النهاية إلى حرب شاملة.

ووفق التقرير فعلى الرغم من أن وابل الصواريخ الانتقامي الذي شنه حزب الله يوم الأحد – والذي سبقه ضربة استباقية على مواقع إطلاقه من قبل إسرائيل – كان بمثابة أكبر تبادل للضربات بين الجانبين منذ عام 2006، إلا أنه بحلول المساء، كان كلاهما يرسل إشارات تهدئة.

الدولة اليهودية لا تريد “تصعيدا إقليميا”

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الدولة اليهودية لا تريد “تصعيدا إقليميا”. وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله إن جماعته لا تزال تقيم تأثير القصف الذي استهدف مواقع عسكرية في شمال إسرائيل وقاعدة استخباراتية بالقرب من تل أبيب. لكنه قال إنه إذا اعتبرنا ذلك نجاحا، “فسوف نعتبر أن عملية الرد انتهت”.

وبحلول يوم الاثنين، عاد الجانبان إلى إطلاق النار عبر الحدود على مستوى أدنى والذي ميز الأشهر العشرة الماضية، وقال المحللون إن مخاطر التصعيد الأوسع نطاقا لا تزال قائمة – إما نتيجة لسوء التقدير، أو الضغوط الداخلية في كلا البلدين.

وقالت ريم ممتاز، محللة شؤون الشرق الأوسط السابقة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “سارع كل من إسرائيل وحزب الله إلى المبالغة في نجاح عملياتهما يوم الأحد، مما يشير إلى أنهما يفضلان في الوقت الحالي البقاء تحت عتبة الحرب الشاملة”.

لكن الاشتباكات المتبادلة على الحدود “مع ذلك لا تزال تحمل مخاطر عالية للتصعيد حيث سيستمر كل منهما في دفع حدود الأهداف المقبولة لمحاولة صياغة قواعد اشتباك جديدة”.

وجاء في التقرير أنه في إسرائيل، يتمثل المصدر الرئيسي للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لتبني نهج أكثر عدوانية تجاه حزب الله في عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من شمال البلاد، والذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لمدة 10 أشهر بسبب الأعمال العدائية مع الجماعة المسلحة.

وفي إشارة إلى الغضب المتزايد، أعلن رؤساء بلديات ثلاث مجتمعات شمالية يوم الأحد أنهم سيعلقون الاتصال بالحكومة حتى تجد “حلا كاملا لسكان وأطفال الحدود الشمالية”، زاعمين أن احتياجاتهم يتم تجاهلها.

وقال نيسان زئيفي، وهو عامل تقني سابق من كفار جلعادي، وهو كيبوتس بالقرب من حدود إسرائيل مع لبنان، والذي تم إجلاؤه: “المشاعر في الشمال هي الإحباط. نحن محبطون لأن [الجيش الإسرائيلي] أخذ زمام المبادرة أخيرا … ثم توقف بعد بضع ساعات..يتعين علينا إيجاد حلول، لأنه إذا لم يحدث ذلك، فسوف نرى عائلات بأكملها تغادر المنطقة إلى الأبد … وبعد 11 شهرا، نقول ‘هذا يكفي’. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراء”.

وقدم سياسيو المعارضة مطالب مماثلة، حيث قال بيني غانتس، زعيم حزب الوحدة الوطنية، إن الضربة الاستباقية التي شنتها إسرائيل كانت “قليلة جدا ومتأخرة جدا”، بينما وصفها جدعون ساعر، رئيس حزب الأمل الجديد، بأنها “البديل الاستراتيجي الأقل صحة”.

وكتب على موقع اكس: “كانت [ضربة إسرائيل] استمرارا لسياسة الاحتواء. كان ينبغي أن تؤدي هذه الفرصة إلى اتخاذ قرار بشأن هجوم استباقي شامل لتغيير الواقع في الشمال”.

حزب الله في لبنان و”الاحتياجات المتناقضة”

وفي الوقت نفسه، كان حزب الله في لبنان يتصارع مع احتياجاته المتناقضة، وفق التقرير.

وكان الهجوم الصامت الذي شنته الجماعة يوم الأحد باستخدام أسلحتها البدائية وتجنب الأهداف المدنية إشارة واضحة إلى أنها تريد تجنب التصعيد المحتمل، حتى في الوقت الذي ردت فيه على اغتيال قائدها فؤاد شكر.

ونقلت الصحيفة عن مهند حاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز كارنيغي في بيروت قوله: “كان الرد مخيبا للآمال إلى الحد الذي جعل نصر الله مضطرا إلى شرحه للناس في خطاب دام ساعة”. ويواجه الحزب مشكلة الظهور بمظهر الضعيف الذي يردعه عدوه، وهي المشكلة التي يراها وجودية.

وقالت ريم ممتاز: “خلال الأشهر العشرة الماضية، رسخت إسرائيل هيمنتها التصعيدية على حزب الله، فدمرت الأهداف المدنية والأراضي الزراعية وآبار المياه، وأضعفت بعض القدرات المادية والبشرية لحزب الله”.

“وفي الوقت نفسه، وجد حزب الله صعوبة في تدفيع [إسرائيل] الثمن، على الرغم من نجاحه غير المسبوق في تهجير عشرات الآلاف من الإسرائيليين بالقوة”.

ووفق التقرير يرى الخبراء أن هذا الخلل قد يدفعه إلى شن هجوم آخر على إسرائيل في المستقبل.

وقال الحاج علي: “هناك حالة متنامية داخل حزب الله تدعو إلى التصعيد لأنهم يدركون داخليا أنهم يبدون ضعفاء. إنهم بحاجة إلى إعادة تحقيق [الردع]. والتصعيد في وقت مناسب لهم من شأنه أن يساعد في تحقيق ذلك”.

وبحسب التقرير ففي حين كان الشعور بالارتياح يوم الاثنين ملموسا في لبنان، فإن تصور إفلات إسرائيل من العقاب كان محسوسا بعمق من قبل الناس الذين سئموا من حرب استمرت عشرة أشهر حيث أصبحت الضربات الجوية الإسرائيلية هي القاعدة غير المرغوب فيها.

قالت مريم أم حسن، 49 عاما، وهي من أنصار الجماعة التي فرت من معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد مقتل شكر: “قال لنا نصر الله إننا آمنون الآن ويمكننا العودة إلى منازلنا، لكنني ما زلت خائفة.. ماذا يحدث عندما تضربنا إسرائيل مرة أخرى؟ يحتاج حزب الله إلى بذل المزيد من الجهود لجعل إسرائيل تخشى من ضرب الضاحية مرة أخرى”.

موقف إيران

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران هي الدولة الأخرى التي ستؤثر على ما إذا كان الموقف سيتصاعد أم لا. فقد تعهدت بالرد على إسرائيل لاغتيال الزعيم السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران في اليوم التالي لقتل إسرائيل شكر.

في حين يواصل الساسة الإيرانيون التأكيد على أن الانتقام أمر لا مفر منه، فقد كانوا غامضين بشأن ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية تفكر في مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو أنها ستتحداها بدلا من ذلك من خلال قوات بالوكالة.

ويعتقد الساسة الإصلاحيون أن هذا يرجع جزئيا إلى التحول في نهج إيران، حيث وعد الرئيس الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان ببدء مفاوضات نووية مع القوى العالمية لتأمين تخفيف العقوبات الأمريكية، الأمر الذي يتطلب أجواء هادئة نسبيا في الداخل وفي المنطقة.

وقال نائب الرئيس الإصلاحي السابق محمد علي أبطحي إنه من الصعب العثور على أي شخص في أعلى مستويات السلطة في إيران يسعى إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل.

لكنه قال أيضا إن هذا لا يعني أنه ينبغي توقع أن تحرم إيران نفسها من حق الرد من خلال الهجمات المباشرة.

وقال: “لا شيء غير مطروح في الشرق الأوسط الذي أصبح أكثر تقلبا من أي وقت مضى، وخاصة طالما بقي نتنياهو في السلطة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الصحافة اليوم