الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لوفيغارو: حرب الظل الإسرائيلية توجه ضربة قاسية لـ”حزب الله”.. والنزاع في سوريا ربما لعب دوراً في اختراقه
تغيير حجم الخط     

لوفيغارو: حرب الظل الإسرائيلية توجه ضربة قاسية لـ”حزب الله”.. والنزاع في سوريا ربما لعب دوراً في اختراقه

مشاركة » الخميس سبتمبر 19, 2024 1:56 pm

2.jpg
 
باريس- “القدس العربي”: تحت عنوان “في لبنان.. حرب الظل الإسرائيلية توجه ضربة قاسية لحزب الله”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه منذ الهجوم الذي تعرض له، بعد ظهر الثلاثاء، قلّة منهم تعترف بأن الخطوة “هزّت” صفوف الحزب، حيث وجد مئتان إلى ثلاثمئة من أعضائه أنفسهم إما عمياناً أو مع يد مبتورة.

خبير عسكري مطلع على شؤون لبنان وإسرائيل: إنها عملية يحلم بها كل رئيس جهاز استخبارات

وأدى انفجار أجهزة التنبيه المتزامنة في عدد من معاقل التنظيم إلى مقتل اثني عشر شخصاً، بينهم طفلان، ونحو 2800 جريح، بحسب تقرير لوزارة الصحة. ولقي أربعة عشر شخصاً، الأربعاء، حتفهم، وأصيب أكثر من 450 آخرين، عندما انفجرت أجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بهم في عدة مناطق بلبنان.

وتنقل “لوفيغارو” عن خبير عسكري مطلع على شؤون لبنان وإسرائيل قوله: “إنها عملية يحلم بها كل رئيس جهاز استخبارات”.

بدأ “حزب الله” بمعرفة الكثير عن هذه العملية متعددة الأوجه، بداية من اختراق سلسلة إنتاج أجهزة التنبيه، عبر شركة واجهة في هنغاريا، قريبة من إسرائيل وبعض الفصائل اللبنانية، ثم تفعيل العبوة الناسفة عن بعد. تم وضعها بالقرب من بطارية الصافرة، باستخدام برامج ضارة… لكنها ضربة قوية، كما يقول مصدر مقرب من “حزب الله”.

وتابعت صحيفة “لوفيغارو” القول إن “حزب الله” اعتاد على استخدام وضع التنبيه البدائي هذا. وقال أحد أعضائه للصحيفة الفرنسية: “تم استخدام جهاز النداء للاتصال بي عندما طلب مني “حزب الله” الاتصال بشخص معين”.

مع استمرار الحرب لمدة عام تقريبًا بين إسرائيل و”حزب الله”، في أعقاب الهجوم الذي شنته “حماس”، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، في إسرائيل، استخدم رجال الميليشيات، وكذلك الممرضات والمساعدون الطبيون، أجهزة الاستدعاء الخاصة بهم بشكل دؤوب.

“الجديد”، بحسب ما يوضح المصدر المقرب من “حزب الله”، هو “أن آخر دفعة من أجهزة التنبيه، في الربيع، كانت تتعلق بأجهزة مزودة ببطاريات الليثيوم”. وهذا من شأنه أن يفسر سبب إنقاذ حاملي أجهزة الاستدعاء القديمة أثناء العملية الإسرائيلية.

وتنقل “لوفيغارو” عن أحد “كبار الجواسيس الفرنسيين”، قوله: “التسلل إلى سلسلة التوريد هو عمل كلاسيكي عظيم لأجهزة الاستخبارات. لقد جربنا ذلك على الطاقة النووية الإيرانية، لكن مثل هذا النجاح لم يسبق له مثيل”.

وإذا كانت الصفعة موجعة لـ “حزب الله”، فذلك لأن زعيمه حسن نصر الله حذر رجاله عدة مرات من الاستخدام المفرط لأجهزة الاتصال عن بعد.

وفي مقطع فيديو في فبراير/شباط، حذر من أن “العميل هو الهاتف الخلوي الذي تستخدمه، وهاتف زوجتك، وأطفالك… وهذا يتطلب درجة عالية من الحذر في استخدامه”. وهي نصيحة أدت إلى زيادة استخدام أجهزة الاستدعاء، والنتيجة التي نعرفها، تقول الصحيفة الفرنسية.

تدخَّلَ الموساد من خلال زرع عملائه بين مجندي “حزب الله”.. فمع نموه وتطوره، أصبح الحزب شبه جيش، ومن الصعب السيطرة على جميع أعضائه

وفي حرب الظل القاسية التي تضعه في مواجهة إسرائيل، ما يزال بإمكان “حزب الله” الاعتماد على شبكة اتصالاته السلكية الأكثر أماناً، توضح “لوفيغارو”، متحدثة عن شبكة تعتمد على الألياف الضوئية وتمتد في كافة أنحاء لبنان. وهي، مع ذلك، شبكة أكثر تعقيداً، تنقل الصحيفة عن الجاسوس الفرنسي.

وأكثر من أي وقت مضى، تعرف الجماعة الموالية لإيران أنها مخترقة ومراقبه.. ويقدر أحد الدبلوماسيين في بيروت أنه “إلى جانب سلسلتها اللوجستية، اخترقت إسرائيل السلسلة البشرية لـ “حزب الله”، أي بعض قادته أو المقربين منه”.

وربما لعبت الحرب في سوريا، حيث أرسلت الجماعة الشيعية آلاف الرجال لإنقاذ بشار الأسد، دوراً في اختراق صفوفها من قبل الدولة العبرية، ومات المئات من مقاتليها هناك. وكان من الضروري بعد ذلك التجنيد على نطاق واسع في معاقلها، تقول “لوفيغارو”. هنا تدخَّلَ الموساد من خلال زرع عملائه بين مجندي “حزب الله”.. فمع نموه وتطوره، أصبح “حزب الله” شبه جيش، ومن الصعب السيطرة على جميع أعضائه، تنقل “لوفيغارو” عن دبلوماسي في لبنان.

وتتساءل “لوفيغارو”: فهل يستطيع “حزب الله” أن يتحمل الضربات لفترة أطول دون أن ينتقم بمستوى الإهانة التي تعرض لها؟.

وتنقل الصحيفة عن مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع: “هناك إيرانيون داخل “حزب الله” لا نراهم أبدًا، يعتمدون بشكل مباشر على طهران ويتخذون القرارات الإستراتيجية مع نصر الله. ومع ذلك، وعلى الرغم من الصراخ الإيراني المعتاد، فإن الملالي لا يريدون حرباً شاملة ضد إسرائيل. يظل الرد ضد المصالح الإسرائيلية في الخارج خيارًا يُنظر إليه كثيرًا”.

“يلعب بنيامين نتنياهو على الرفض المزدوج للولايات المتحدة وإيران للحرب الشاملة”، كما يحلل دبلوماسي مقيم منذ فترة طويلة في تل أبيب، مضيفاً أنه ”طالما أن إيران لا تمتلك القنبلة النووية، فإن “حزب الله” يشكل رادعها النهائي، بصواريخه البالغ عددها 150 ألف صاروخ. ولكنه سلاحٌ ذو طلقة واحدة.. فإذا استخدمه “حزب الله” وإيران فإنهما يخاطران بإهدار رأس مالهما، وهما لا يريدان ذلك”.

أحد كبار الجواسيس الفرنسيين: التسلل إلى سلسلة التوريد هو عمل كلاسيكي عظيم لأجهزة الاستخبارات. لقد جربنا ذلك على الطاقة النووية الإيرانية، لكن مثل هذا النجاح لم يسبق له مثيل

ولا يبدو أيضاً أن هذا الهجوم الجريء، في هذه المرحلة، هو مقدمة لعملية برية إسرائيلية في جنوب لبنان لطرد “حزب الله” من معقله، كما ظل المسؤولون الإسرائيليون يهددون منذ عدة أسابيع، توضح “لوفيغارو”.

وتنقل الصحيفة عن الدبلوماسي المذكور أعلاه: “لو كان الأمر كذلك، لكان غزو جنوب لبنان فورياً بلا شك”.

ويرى هذا الأخير أنه يبدو أنها “رسالة جديدة ترسلها إسرائيل إلى الولايات المتحدة، للدلالة على أن صبرها له حدود”.

تم طرح فرضية أخرى: في الأيام التي سبقت الهجوم، كان المسؤولون الإسرائيليون يخشون أن يكتشف “حزب الله” أن أجهزة الاستدعاء الخاصة به كانت مفخخة. تحسّبًا، كانوا قد قرروا إطلاق تفجير متزامن للأجهزة على عدوهم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير