بيروت / الأناضول- شن الطيران الحربي الإسرائيلي، ليل الثلاثاء الأربعاء، سلسلة غارات على بلدات عدة بجنوب وشرق ووسط لبنان، فيما خرق جدار الصوت فوق العاصمة بيروت.
يأتي ذلك في اليوم الثالث من العدوان الإسرائيلي “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل قرابة العام.
وأفاد مراسل “الأناضول” بأن غارات المقاتلات الإسرائيلية طالت في الجنوب اللبناني مبان سكنية في مناطق عدة بينها بلدتا عدلون وكفر حتا ومحيط بلدة العاقبية بقضاء صيدا، وبلدات حداثا وعيتا الجبل وياطر بقضاء بنت جبيل.
وأضاف أن الغارات الجوية طالت كذلك بلدات ومناطق في قضاء النبطية (جنوب)، تشمل بلدة دير الزهراني، وحرج حميلة (منطقة كثيفة الأشجار) بين بلدتي حومين الفوقا ورومين، ومنطقة الوادي الواقع بين بلدات عين قانا وصربا وكفرفيلا.
فيما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن مقاتلات إسرائيلية شنت غارات على بلدات أخرى جنوبي لبنان بينها بلدتا عبا وحبوش بقضاء النبطية، وبلدة كوثرية السياد بقضاء صيدا.
ad
وفي شرق لبنان، ذكر مراسل “الأناضول” أن غارات الطيران الحربي الإسرائيلي امتدت إلى بلدات بمنطقة البقاع، حيث شملت في قضاء بعلبك بلدات جنتا والنبي شيت وشعت ونحله ودورس وبريتال والخضر والجمالية .
وفي البقاع كذلك، طالت الغارات الإسرائيلية محيط بلدتي ميدون وسحمر وسهل مشغره بقضاء البقاع الغربي، وبلدة رياق بقضاء زحلة.
وفي وسط لبنان، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على منطقة الجية الساحلية جنوب بيروت.
وأفاد مراسل “الأناضول” بأن الغارة استهدفت ورشة لتصليح السيارات قرب طريق سريع بمنطقة الجية يربط بين بيروت ومدينة صيدا (جنوب).
وأوضح أن الهدف كان على ما يبدو سيارة دخلت إلى الورشة، دون معرفة هوية صاحبها على الفور.
فيما خرقت المقاتلات الإسرائيلية جدار الصوت فوق بيروت على دفعتين، وفق مراسل “الأناضول”.
وباستثناء حديث وكالة الأنباء اللبنانية عن “وقوع إصابات” (لم تذكر عددها) بالغارة التي استهدفت بلدة عين قانا، لم ترد على الفور أنباء بشأن الحصيلة الناجمة عن الغارات الأخرى.
بدوره أعلن حزب الله اللبناني، صباح الأربعاء، قصف بصاروخ باليستي مقر قيادة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” بضواحي تل أبيب.
وقال الحزب في بيان عبر “تلغرام”، إنه “أطلق عند الساعة السادسة والنصف من صباح الأربعاء (3:30 ت.غ) صاروخا باليستيا من نوع قادر 1، مستهدفا مقر قيادة الموساد في ضواحي تل أبيب”.
وأضاف أن هذا “المقر هو المسؤول عن اغتيال القادة (بالحزب) وعن تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي” بأنحاء لبنان قبل أيام.
وأشار إلى توقيت إطلاق الصاروخ هو نفس توقيت عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها فصائل فلسطينية بغزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث هاجمت 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع.
ولفت الحزب إلى هذا الهجوم يأتي “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه”.
وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت تل أبيب اغتيال قادة بارزين في “حزب الله”، بينهم إبراهيم قبيسي وإبراهيم عقيل.
فيما أسفرت تفجيرات لأجهزة اتصالات لاسلكية بأنحاء لبنان، الأسبوع الماضي، عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، واتهمت بيروت وحزب الله، تل أبيب بالمسؤولية عن هذا الهجوم رغم الصمت الرسمي للأخيرة إزاء ذلك.
وبينما لم يؤكد أو ينفي صحة ما أعلنه حزب الله، قال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق من صباح اليوم، إن منطقة تل أبيب الكبرى تعرضت لقصف صاروخي من لبنان للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات مع “حزب الله” في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأفادت إذاعة الجيش بأن “قذيفة صاروخية واحدة تم إطلاقها من لبنان على منطقتي غوش دان (تل أبيب الكبرى) وشارون وسط إسرائيل، وأنه تم اعتراضها”.
وأضافت أنه “لأول مرة منذ بداية الحرب تتعرض غوش دان لإطلاق نار من لبنان”، لافتة إلى أنه سبق اعتراض القذيفة إطلاق صفارات الإنذار.
فيما قال متحدث الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، عبر منصة “إكس”، إن الدفاعات الجوية اعترضت صاروخ أرض أرض أُطلق من لبنان، وتسبب بتفعيل صفارات الإنذار بمنطقتي تل أبيب الكبرى وشارون.
من جانبه، أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي (المعروف باسم نجمة داود الحمراء)، عبر منصة “إكس”، بأنه لم يتلق أي إشعارات بحدوث إصابات بعد تفعيل صفارات الإنذار في منطقتي تل أبيب وشارون صباح اليوم.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، عن الجيش، إنه “لا تغيير” في توجيهات الجبهة الداخلية بعد حادث إطلاق الصاورخ، وأن العملية التعليمية في تل أبيب ستجرى كالمعتاد.
واستهداف منطقة أبيب الكبري يعني أن “حزب الله” وسع مدى هجماته على إسرائيل إلى أكثر من 100 كم.
وكان مدى صواريخ حزب الله في هجماته ضد الأهداف الإسرائيلية وصل في الأيام الأخيرة إلى مدن صفد وعكا وحيفا التي تبعد عن الحدود اللبنانية بمسافات تتراوح بين 20 و60 كم.
ومنذ صباح الاثنين الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة” على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ومنذ “حرب تموز” عام 2006؛ مما أسفر عن 558 شهيدا بينهم 50 طفلا و94 امرأة، و1835 جريحًا و27 ألف نازح، وفق أحدث بيانات السلطات اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.